أضواء
عبدالمحسن بن سالم باقيس إننا نحمد الله عز وجل على ما من به علينا من نعمة الأمن ونشكره على ما مكن به رجال الأمن من إلقاء القبض على خلية من أسوأ خلايا التكفير والإرهاب إذ يصل عددها إلى 500شخص خططوا لنسف وتفجير منشآت هذه البلاد الطيبة ثم تبع ذلك ما عرض في وسائل الإعلام من اعترافات بعض الذين ألقي القبض عليهم في برنامج (همومنا) فتحدثوا عن أدوراهم في هذه الخلايا الضالة وما قاموا به من أدوار في استقطاب شبابنا إلى فكرهم الخارجي البغيض!! ولقد كتبت مقالة منذ فترة في جريدة «الرياض» عنوانها: (جماعة التبليغ ودورها في صناعة الإرهاب) بينت فيها خطر هذه الجماعة على بلاد الحرمين ودورها الرئيس في زعزعة أمنها وما تقوم به من مخططات سياسية تنظيمية تسعى الى نزع يد الطاعة من حكامنا وولاة أمورنا وإعطائها أمراء هذه الجماعة لأنها تعتبر بمثابة اللبنة الأولى لتفخيخ عقول شبابنا وبث المنهج التكفيري إلى مجتمعنا السلفي الأصيل، فاستنكر البعض معللين أن هذه الجماعة تختلف عن التي في الخارج وأنها تسعى إلى الدعوة وحب الزهد في الدنيا والبعد عن الأموال والممتلكات!! فتركت الحال على ما هو حتى جاء اليوم الذي يثبت ما ذكرته وحذرت منه بعد ما ذكر الشيخ (ابن شري) مأساته ومعاناته ممن سماهم (الأحباب) ويعني بهم جماعة التبليغ وما قاموا به من إغواء أحد أبنائه ووقوعه في التكفير وأخذ أمواله والذهاب بها إلى أفغانستان!! فحمدت الله الذي اظهر الحق وكشفه على اعين الملأ، مع انني كنت على يقين مما ذكرته ولست في شك من ذلك لأنني لم اتحدث إلا عن بينة وأدلة ثابتة وأخبار ثقات شهادة الواحد منهم إذا شهد فكت القتيل من حد القتل، أولهم صاحب الفضيلة والدنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه ربي وشفاه عندما قال: (يظن البعض أن التبليغيين ليس لهم توجه سياسي ولا معرفة بالسياسة وهذا من الخطأ لأنهم من أسوأ الناس في ذلك وشرهم سيء على الأمة). وكان ذلك قبل حوالي 7سنوات في أحد دروسه في منزله بمكة. وثانيهم: صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله وبارك فيه عندما صرَّح بذلك في جريدة السياسة الكويتية فقال: (من أسوأ ما حصل لي أثناء تحملي لمسؤولياتي الاعتداء على الحرم منهم من تأثروا بجماعة التبليغ ومنهم من تأثروا بجماعة الإخوان)!! والكل يعرف ما حصل للحرم في سنة 1400ه. وثالثهم: الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ص 20عندما قال: (وليعرف عن هؤلاء أي - التبليغيون - انهم يتربصون بالحكومة السعودية والجامعة الإسلامية)!! فكان من المناسب اليوم بعدما شهدنا ما تقوم به هذه الجماعة النارية من مكائد سيئة لهذه البلاد وما تسعى إليه من إفساد ودمار وتقتيل وتفجير وتجنيد لشبابنا من تسميتها بجماعة (التوليع) بدلاً من التبليغ لذلك دعونا نذكر بعضاً من حقائق وأسرار هذه الجماعة التي طالما خفيت على الناس. نشأت هذه الجماعة في القرون الرابع عشر الهجري ولم يكن لها أثر في القرن المفضلة ولا في زمن التابعين فكانت فكرة نشأتها في تركيا ثم نمت وترعرعت في الهند! فحالها كبقية الأحزاب والجماعات التي انشأت في هذه الأزمنة فأصبح لها انتشار واسع في جميع البلدان العربية والأجنبية فكانت الحكومة البريطانية تقدم لها معونة مالية!! ولهم اجتماعات وجلسات يومية وأسبوعية وشهرية في المساجد والاستراحات والمخيمات وغالباً ما تسمى مساجدهم التي يجتمعون فيها وينطلقون منها بعد إلقاء البيانات الدعوية ب (مساجد النور)، ومن ثمَّ يتم الذهاب للجولات الدعوية بين أفراد الجماعة وأما اليوم فهم ينطلقون من (الاستراحات) المعدة لذلك والتابعة لهم في يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع حيث يشكلون الجولة على مجموعات من الأفراد قاعدتهم فيها: (لا تحرك ساكن ولا تسكن متحرك)، ومعناها أنك لا تتكلم ولا تنكر على المدعو فتجعله على ما هو عليه فلو مثلاً وجدته على معصية أو بدعة فإنك لا تنكر عليه فدعه وحاله، وتتكون الجولة من ثلاثة عناصر رئيسة مهمة للقيام بها وهي: -1 الدليل: وهو الذي يدلهم على مكان المدعو الذي يريدون دعوته للانضمام لجماعتهم ويكون هذا في مقدمة الأفراد. -2 المتحدث: وهو الذي يقوم بإلقاء الموعظة للمدعوين ويكون في الوسط. -3 المثبت: وهو الشخص الذي يقوم بالدعاء لهم بالثبات منذ بداية خروجهم وأثناء إلقاء الموعظة وهذا يكون في المؤخرة. والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت هذه الجماعة ليست كالتي في الخارج فلماذا يسمون أنفسهم بجماعة التبليغ (الأحباب)؟؟ ولماذا يذهبون إلى مراكز جماعة التبليغ في الخارج؟؟ ولماذا يغضبون عند ذكر أخطاء الجماعة؟ ولماذا يستقبلون أفراد هذه الجماعة الذين يأتون من الخارج؟ ولماذا لا ترى في دعوتهم نشاطاً للعناية بالتوحيد والدعوة إليه ونشره في أوساط التبليغيين؟! أترك الإجابة لكم وأنتم تعرفون الحال!! وحقيقة أن العبرة بطريقة الدعوة والمنهج الذي يسلكونه وليس بالأمكنة والبلدان والأشخاص. واذكر أنه حدثني أحد العقلاء من كبار السن ومحبي الخير في الرياض فقال: جاؤوني مراراً يريدوني أن أخرج معهم فقلت لهم: أنا لا استطيع لكثرة مشاغلي ولو كنت أريد الخروج والسفر لذهبت إلى مكة للعمرة والصلاة في المسجد الحرام التي يعدل فيها الفرض مائة ألف صلاة فقال لي مع الأسف أحدهم بكل استهتار وما كنت أظن من مسلم أن يقول هذه المقولة: أترك مكة للعجائز!! فزدت في بعدي عنهم وأنصح بالبعد عنهم. انظروا إلى آثار تلك الجماعة على هذه البلاد!! ولذا قال أحد السلف: ما ابتدع قوم بدعة إلا واستحلوا السيف. أي بالخروج على ولاة أمور المسلمين وشق عصا الطاعة. وختاماً: قال الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله: (أنا أعرف التبليغ منذ زمن قديم، هم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس) فتاوى الشيخ (174/1). أسأل الله أن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه كما أسأله أن يوفق ولاة أمورنا وعلماءنا لكل خير وأن يغفر لآبائنا وأمهاتنا وجيراننا وأن يحفظ شبابنا من كيد الكائدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين.[c1]*عن/ جريدة ( الرياض ) اليومية[/c]