موقع التفجيرين في بلدة كيزليار في منطقة داغستان الروسية يوم أمس الأربعاء
ماخاتشكالا /روسيا/14 أكتوبر /رويترز : قتل 12 شخصا على الأقل في هجومين انتحاريين في منطقة القوقاز يوم أمس الأربعاء بعد يومين من هجومين داميين في موسكو ربطتهما السلطات بالمسلحين في تلك المنطقة.وقالت السلطات إن سيارة معبأة بالمتفجرات انفجرت بينما كانت تطاردها الشرطة وفجر انتحاري يرتدي زي الشرطة نفسه في حشد من رجال الشرطة هرعوا إلى مكان الهجوم.وقع الهجومان في كيزليار في منطقة داغستان على مقربة من الحدود مع الشيشان. وهو أحدث هجوم في موجة العنف في القوقاز ويأتي بعد عشرة أعوام من الحرب الثانية التي شنتها موسكو على الانفصاليين الشيشان.كما جاء هجوم داغستان بعد 48 ساعة من تفجيرين شهدتهما موسكو وأسفرا عن سقوط 39 قتيلا. وقالت السلطات ان انتحاريتين على صلة بالمسلحين في شمال القوقاز نفذتا هجومي موسكو.وأضاف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان جماعة واحدة قد تكون وراء الهجمات في موسكو وفي داغستان.وأضاف في اجتماع حكومي «وقع عمل ارهابي آخر. ولا استبعد أن تكون ( هجمات موسكو وداغستان) من عمل عصابة واحدة والعصابة نفسها.»ووصف الهجمات بأنها «جريمة ضد روسيا» وأمر وزير الداخلية رشيد نورجالييف بتعزيز وجود الشرطة في منطقة شمال القوقاز.وحذر محللون ونشطاء حقوقيون من أن يكون للتضييق الامني أثر مضاد فيغذي الانشطة الاسلامية المسلحة بدلا من أن يرسي الاستقرار.وقال وزير الداخلية نورجالييف في تصريحات أذاعها التلفزيون «وقع الهجوم في كيزليار حينما انفجرت سيارة معبأة بالمتفجرات بعد أن تجاهل سائقها أمرا بالتوقف وسارع باتجاه وسط البلدة بينما كانت تطارده الشرطة.»ونسبت وكالات أنباء روسية الى محققين في مكتب الادعاء قولهم ان السيارة انفجرت بقوة تصل الى 200 كيلوجرام من مادة (تي.ان.تي). وقال نورجالييف ان ضابطي شرطة قتلا.وبعدها بعشرين دقيقة تمكن انتحاري من الوصول الى حشد من رجال الشرطة تجمعوا في الموقع وفجر نفسه مما أدى لمقتل قائد شرطة كيزليار فيتالي فيديرنيكوف وعدد من ضباط الشرطة.وعقب التفجيرين كان هناك حطام سيارتين بالقرب من أخدود عميق وسط أنقاض في الشارع الذي تحفه أشجار جرداء. وتهشم زجاج مبنى تابع لمدرسة ودمر جزء من سقفه المصنوع من القرميد. وكانت هناك جثة رجل بلا رأس ممددة في الشارع.وأفادت تقارير بأنه لم يكن هناك أطفال في المدرسة عند وقوع التفجيرين.واستدراج رجال الشرطة من خلال تفجير ثم اتباعه بتفجير ثان هو تكتيك شائع لدى مسلحي منطقة شمال القوقاز الذين يهاجمون رجال الامن كل يوم تقريبا.وقالت لجنة التحقيق الاتحادية ان التفجيرين أسفرا عن مقتل 12 شخصا منهم تسعة من ضباط الشرطة ومحقق من مكتب الادعاء. ونقل 23 شخصا الى المستشفى.وتشهد داغستان وهي اقليم يقع على بحر قزوين فيه أغلبية مسلمة أعمال عنف متصلة بالانشطة المسلحة التي يشنها متشددون اسلاميون في شمال القوقاز. كما أن هناك صراعات اجرامية وخلافات عشائرية.وغذى هجوم مترو موسكو مخاوف من وقوع هجوم أكبر على يد المتمردين في شمال القوقاز. وأبرز اخفاق الكرملين في ابقاء المتشددين تحت المراقبة وابقاء أعمال العنف مقتصرة على المنطقة الواقعة على الطرف الجنوبي لروسيا.ونقلت وكالات الانباء الروسية عن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قوله ان الهجمات التي وقعت هذا الاسبوع «حلقات في سلسلة واحدة».وقال خلال اجتماع لمجلس الامن الرئاسي ان «الارهابيين يحاولون زرع الخوف والذعر بين السكان. ولن نسمح بذلك.» وأضاف أنه وقع ثلاثة مراسيم تهدف لتحسين الامن في وسائل النقل العامة.وأضاف بوتين الذي قاد موسكو الى حرب ضد الانفصاليين الشيشان في عام 1999 أمنت صعوده الى السلطة ان الامساك بمدبري تفجيرات موسكو بات «مسألة كرامة» ولابد من «اخراج (مدبري التفجيرات) من قاع البالوعات».وشدد ميدفيديف على أنه لا يمكن وقف الانشطة المسلحة بالقوة وحدها وأن على السلطات أن تواصل برامج مكافحة المشاكل كالفقر والفساد في القوقاز.وأضاف في تصريحات أدلى بها يوم أمس الاربعاء «ينبغي ادراك هذا كله.. أيا كان.. لان مفتاح حل كثير من هذه المشاكل يكمن في النطاق الاجتماعي والاقتصادي.»