كان لإحدى الشركات ثلاجة كبيرة لبيع المواد الغذائية و كانت تلك الثلاجة عبارة عن غرفة كبيرة عملاقة ولها باب حديدي شبيه بأبواب خزائن حفظ الأموال التي تفتح من الخارج فقط , وفي يوم دخل احد العمال إلى هذه الغرفة ليجرد الصناديق الموجودة فيها و بينما هو يحرك الصناديق وقع احدها على الباب فأغلق باب الثلاجة . طرق العامل على الباب ليفتح له أحد و لكن من دون جدوى فقد كان ذلك في نهاية دوام اليوم و الذي يسبق عطلة نهاية الأسبوع , فعرف الرجل أنه سوف يهلك لا محالة, فاليومان القادمان عطله ولن ينقذه أحد وهو محبوس في الثلاجة و سوف يتجمد من البرد و جلس ينتظر مصيره بمنتهى الاستسلام واليأس وكل تفكيره ينحصر في نهايته المحتومة. بعد يومين فتح الموظفون باب الثلاجة ووجدوا زميلهم قد لقي حتفه و بجانبه ورقة كتب فيها ماكان يشعر به قبل موته وقد احتوت على هذه العبارات (أنا الآن محبوس في الثلاجة وأعيش آخر لحظات حياتي فدرجة برودة الثلاجة عالية بدأت أحس ببرودة ,أنها تزداد, أطرافي تنمل, بدأت أحس بالتجمد الأن لم أعد أستطيع أن أتحرك وأشعر أنني أموت من البرد ) و بدأت كتابته تضعف إلى أن أنتهت . لكن هل تعلمون أعزائي المفاجأة في هذه القصة التي اسردها لكم إن الثلاجة كان بها خلل و لم تكن متصلة بالكهرباء أصلاً.و حكمتنا لهذا العدد تطرح سؤالاً مهماً “ ما الذي قتل الرجل وجعله يهلك ؟ انه الوهم اكبر عدو للبشر فكم من ناس قتلوا أحلامهم بسبب الأوهام و كم من ناس سيطرت عليهم فكرة الموت لدرجة أنها أنستهم الحياة والتمتع بها والتوكل على الخالق عز وجل والرضا بالقضاء والقدر.نعم أعزائي كثيرا ما نصادف أناساً استسلموا لليأس وفقدوا الرغبة في الحياة لمجرد أوهام لا أساس لها إلا في عقولهم فقط.لمثل هؤلاء أقول : اقتل الوهم في نفسك و لاتجعله يقتلك كالرجل الذي مات في الثلاجة ، وازرع الأمل في نفسك ولا تجعل الأفكار السوداء تعشش في عقلك ولا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوة .وتذكر دائما إن المولى عز وجلما أخذ منك إلا ليعطيكوما أبكاك إلا ليضحككوما حرمك إلا ليتفضل عليكوما ابتلاك إلا لأنه يحبك فإذا لم تستطع أن تنظر أمامك لأن مستقبلك مظلموإذ لم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك مؤلم.انظر إلى الأعلى... تجد ربك تجاهكإننا كبشر نمر كثيراً بحالات من اليأس و الهموم و الأوهام.. لذلك فلنتذكر دوماً قصة هذا الرجل حتى لا نموت في ثلاجة أوهامنا.
|
ومجتمع
مات في الثلاجة !
أخبار متعلقة