بعد أن أصبح خلف شاشات الكمبيوتر
القاهرة/14اكتوبر/عادل دسوقي:تغيرت العديد من العادات والأعراف المتبعة لبعض وسائل الاتصال والعلاقات بين الناس مع دخول الكمبيوتر والإنترنت في حياة الكثير منهم ، من بينها تلك المتصلة بالعلاقة بين الطبيب والمريض.فالأطباء المتخصصون باتوا اليوم يستعينون بالإنترنت لتثقيف الناس، ورغم أن المرض لم يتغير حتي الآن، إلا أن المستفيد الأكبر من كل هذا التطور هو المريض نفسه. والذي بات يجد نفسه أمام كمّ هائل من المعلومات الطبية على شبكة الإنترنت، ينشرها متخصصون في الصحة العامة وفي الأمراض المتخصصة أيضاً· فضلاً عن النصائح الطبية الأساسية وفي ذات الوقت تتيح شبكة الإنترنت الوصول للكثير من الأفكار والآراء الشخصية، والتي تضجّ أحياناً بالمتناقضات والأخطاء ووجهات النظر الخاصة. فهل نثق بما يقال “طبياً” على الإنترنت.. أو لا؟! هذا ما سوف نتعرف عليه خلال هذا التحقيق:يقول د أحمد الجزار أستاذ النساء والتوليد بطب القصر العيني هناك فرق حقيقي بين المعلومة وبين المعرفة..وينصح مستخدمي الإنترنت بألا يصدقوا كل ما يقرأونه على الشبكة. ويضيف “هناك فرق أيضاً بين الحقائق والحكمة ، حقاً فإن المعرفة تعد قوة كبيرة، ولكن التحدي يكمن في استخدامها بحكمة”.ويضيف لقد فتح الإنترنت آفاقاً لاحتمالات ما كان يمكن للأطباء أو المرضى تخيلها منذ عقدين سابقين. وبات بإمكان الناس اليوم قراءة ومطالعة مواقع طبية خاصة بالعملاء أو المرضى. كما يمكن قراءة المواقع والمجلات الطبية المتخصصة التي يقرؤأها الأطباء أنفسهم للحصول على المعلومات الجديدة والموثقة.إلا أن الأفضل على كل الأحوال، التأكد من سلامة الموقع الذي يطالع الناس عبره المعلومات الصحية، ويمكن الرجوع هنا إلى مصداقية الموقع نفسه، واسم أو صفة الطبيب الذي يقدّم هذه النصيحة، أو بشكل عام مصدر هذه المعلومة.. كما يمكن مراجعة بعض الأطباء لسؤالهم حول صحة محتوي هذه المواقع.هذا السؤال يجيب عنه د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة بأن الفحص السنوي ليس عادة قديمة، حيث إن التشخيص الصحيح والعلاج المثمر لا يأتيان عن طريق الإنترنت. علي الرغم من أنه أحدث وأسرع الطرق لمعرفة معلومات عن حالات مرضية سابقة. ولكن لا يمكن الأخذ بالإنترنت كبديل لزيارة الطبيب. ويجب علي المريض أن يكون حذرا، فلا يصدّق كل ما يقرأه علي الإنترنت”.وبشكل عام هناك العديد من الأسباب التي تدعونا لاستشارة الطبيب، قبل الأخذ بأية نصيحة أو تجربة أو علاج من الإنترنت، من بين تلك الأسباب: أن الطبيب المختص يعرف التفاصيل الجوهرية لحالتك الصحية جيداً، كما أنه يعرف مدي تجاوبك تجاه أساليب العلاج الأخري.كما تاريخ حالتك الصحية (وهي مهمة في التشخيص والعلاج)، ويعرف طبيبك الأمراض الأخري التي تعانين منها، والعقاقير الأخري التي تأخذينها، ويعرف مدي تفاعل الدواء مع جسمك .[c1]الإنترنت والطبيب[/c] ويقول د. محمد صدقي أخصائي طب الاطفال أنه من الممكن ببساطة الجمع بين الجانبين، فكلتا الخبرتين مفيدة، شرط أن تكون المعلومة المتوفرة علي الإنترنت صحيحة وليست ترويجية لبعض المنتجات الطبية القليلة الكفاءة، أو مقدمة من قبل قليلي الخبرة وعديمي الاختصاص. ويضيف أن الإنترنت قد صنع العجائب في المجال الطبي، فقد فتح آفاقاً جديدة لطرق التواصل بين الأطباء والمرضي. ولكن قبل أن تستخدم أية معلومة طبية من الإنترنت لتشخيص أو علاج مرض ما، يجب التشاور مع الطبيب المختص أولاً و “لا تخشي أن تخبر طبيبك أنك قد جئت بهذه المعلومات من الإنترنت، فالأطباء يرحبون بالمرضي المثقفين، خاصة أن الإنترنت يتيح فرصاً للتشاور بين المرضي والأطباء. ويمكن استخدام المعلومات الموجودة علي الإنترنت كإضافة للنصائح وطرق العلاج التي يقررها الأطباء المختصون”.