أولت قيادتنا السياسية اهتماماً كبيراً بحقوق الطفل اليمني تمثل ذلك في صدور قانون خاص يتناول كل هذه الحقوق المتعلقة بالطفولة، كما تم تشكيل لجان أساسية في عموم محافظات الجمهورية سميت باسم لجنة حقوق الطفل اليمني حيث انيطت بها مهام متابعة حقوق الطفولة المنصوص عليها في القانون والحرص على تنفيذها بالسبل الممكنة وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة المشتركة.وايماناً بترسيخ مفاهيم الديمقراطية لدى النشء الحديث، فقد قامت الدولة بإنشاء برلمان أطفال اليمن وتأسيس مدرسة الديمقراطية لكي تتولى رعاية فعاليات هذا البرلمان المصغر ونشاطاته المختلفة، وتربية الأطفال على القيم الديمقراطية وكيفية ممارستها منذ نعومة أظافرهم وتعويدهم على أسس وقواعد اللعبة الديمقراطية وتدريبهم على التسامح ومبادئ الحوار والتعايش وتداول مسؤولية السلطة مهما كان صغر حجمها اليوم فهي مكملة لمسؤولية أكبر في المستقبل باعتبارها مغرماً وليس مغنماً حسب مقولة فخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح ـ حفظه الله ـ لدى اختتامه مؤتمر الطفولة والشباب المنعقد خلال الشهر المنصرم من أجل خدمة حقوقهم المشروعة لجموع أطفال اليمن عامة.ومن المعروف ان مدرسة الديمقراطية للأطفال هي المشرفة الاساسية على شؤون برلمان الأطفال والمنسقة مع الجهات الرسمية ذات العلاقة بالشأن الطفولي لهذا البرلمان حيث تتم التحضيرات اللازمة باجراء انتخابات دورية منتظمة وإعداد جداول ناخبين وقوائم اسماء مرشحين من أطفال السنوات العليا لمدارس التعليم الأساسي وفق شروط معينة للترشيح والانتخاب وتحديد فترة معينة للدعاية الانتخابية بن صفوف الأطفال الناخبين وكسب اصواتهم من خلال برامج انتخابية يتم توزيعها عليهم وذلك لغرض الفوز بعضوية البرلمان عبر الاحتكام إلى صندوق الاقتراع.وللعلم فان أول دورة انتخابية أجريت لبرلمان الأطفال اليمني كانت في ابريل من عام 2000م وهذا العام 2006م تم اجراء الدورة الانتخابية الثالثة لهذا البرلمان المصغر لأطفال اليمن حيث توجت نتائجه بفوز 39 مرشحاً ومرشحة لعضوية برلمان الأطفال في ظل أجواء تربوية وديمقراطية رائعة خالية من المهاترات والضغائن اثناء المنافسة الشريفة للعملية الانتخابية بين جموع المرشحين والمرشحات الذين حاولوا التأثير على ناخبيهم واقناعهم بشتى سبل الدعاية الانتخابية المهذبة والودية لكسب أصواتهم ابتغاء الفوز بعضوية البرلمان والصعود إلى مستوى مسؤولية السلطة للبرلمان وتحقيق ما وعدوا به ناخبيهم حسب برامجهم الانتخابية للاهتمام بالشأن الطفولي وانجاز ما يمكن انجازه من حقوق الطفولة المشروعة لعموم أطفال اليمن.وصدق من قال: "العلم في الصغر كالنقش في الحجر" لان ما يتعلمه أطفالنا في مدارس التعليم الأساسي في عموم محافظات الجمهورية من قيم اجتماعية ومفاهيم وابجديات الممارسة الديمقراطية والتعود عليها منذ الصغر فسوف يؤتي أكلها وثمارها اليانعة في مستقبل أيامهم العملية اللاحقة عند الكبر لكي يصنعوا الغد المشرق لليمن ويحققوا ما عجز عنه الكبار من طموحات ورخاء وازدهار لابناء اليمن كافة.هنيئاً لفلذات اكبادنا من أطفال اليمن في مدارس تعليمهم الاساسي مشاركتهم الواعية في ممارسة وانجاح العملية الانتخابية الديمقراطية وتهنئة حارة من اعماق قلوبنا للفائزين بعضوية برلمان الأطفال اليمني الذين حازوا على ثقة ناخبيهم مع تمنياتي لهم بدوام التوفيق والنجاح.
برلمان الأطفال خطوة رائعة في الاتجاه الصحيح للديمقراطية
أخبار متعلقة