بين 30 أغسطس 1999م و30 أغسطس 2006م يمتد زمن من الحزن العربي تأرخ فيه رحيل اثنين من أكبر عمالقة الأدب والفكر في العالم العربي ، ففي ذات اليوم من 1999م رحل أكبر أدباء اليمن المعاصرين الأستاذ الشاعر والأديب / عبدالله البردوني ، سنديانة الأدب والفكر اليمنيين والعملاق الذي أرتقى بالابداع الأدبي والفكري ليكون ضمير الأمة معبراً عن أحزانها وأفراحها وعن آمالها وتطلعاتها وكاشفاً لسوءات الواقع وجمالياته على حد سواء ، وبذلك كان كبيراً بحجم الوطن وكان عنوان بلده وأمته إلى العالمية .وفي اليوم ذاته من عام 2006م الجاري آثر القدر إلاّ أن يكون يوم رحيل عملاقاً آخر من عمالقة أدب الـ (ضاد) الأدب العربي ، حيث رحل إلى جوار ربه الأديب والروائي المصري الكبير / نجيب محفوظ ، عملاق الأدب المصري والعربي المعاصر الذي " ملأ الدنيا وشغل الناس " وكان عنواناً من عناوين مصر إلى العالمية وواحداً من صفوة الصفوة في المشهد الأدبي العربي ممن تركوا بصمات وآثاراً لا تمحى في الحياة الأدبية والثقافية العربية .وبين اليومين ذاتهما من عامي 1999م - 2006م يمتد زمن تخلّد فيه مبدعان كبيران كان لكليهما الجلال ذاته في الابداع وفي الأدوار الثقافية التي كرسا لها حياتهما ، فاستحقا لذلك أن يسكنا في قلوب الملايين من أبناء الأمة على طول خارطتها الممتدة من المحيط إلى الخليج .فالأول: البردوني عبقري اليمن الذي انصهر وجدانه ليتحول من خلال الابداع الأدبي والفكري وجداناً لليمن ، فنطق بلسان الضاد مؤكداً هويته العربية ، شاهراً بالكلمة موقف الانسان العربي من الحياة ومن كل ما يعتمل في حاضر الأمة ، والثاني: عبقري مصر الذي جعل من نتاجه الروائي والفكري مجساً لامس هموم الانسان وتطلعاته وصورها ونقلها إلى الأمة والعالم لتكون مرآة يرى المجتمع في مصر من خلالها صورته ويرى العرب من خلالها صورة المصري وشجنه وآماله .أنهما إذاً اثنان في واحد .. تفردا بالحياة والسيرة وتوحدا في الهم الابداعي وفي الموقف من الحياة .. وشاءت الصدفة أيضاً أن يتوحدا في الموت ليخلدا ويخلّدا حياتهما وابداعاتهما ويوم رحيلهما .. يوم 30 أغسطس 1999م - 2006م .
30 أغسطس.. رحيل عملاقين!!
أخبار متعلقة