بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:قال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي يوم أمس الخميس إن حديثه عن المصالحة وإفساح المجال أمام البعثيين للعودة إلى العراق لا يعني السماح للحزب بالعودة بل يشمل أولئك الذين «اكرهوا على الانضمام إليه».وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة تسلمت رويترز نسخة منه «إن الدستور العراقي يمنع أي حوار أو عودة لنشاط حزب البعث المنحل أو مشاركته في العملية السياسية لارتكابه جرائم بشعة بحق جميع مكونات الشعب العراقي على مدى خمسة وثلاثين عاما ولدعوته وممارسته أفكارا طائفية وعنصرية... فإننا ندعو الجميع الالتزام بهذا المبدأ تجاه كل مسميات أو واجهات حزب البعث المقبور.»وكان رئيس الحكومة قد تحدث أكثر من مرة خلال الفترة الماضية عن أهمية تفعيل المصالحة الوطنية وبما يفسح المجال أمام أعضاء سابقين في حزب البعث للعودة إلى العراق.وقال البيان إن دعوات رئيس الحكومة وحديثه عن المصالحة قد أسيء فهمها وانه أراد «إزالة الالتباس الذي إشاعته بعض وسائل الإعلام عن كلام لم يرد في حديث لسيادته حول الموقف من حزب البعث المنحل.»وقال البيان إن حزب البعث المنحل «لا يمكن أن يكون حزبا وطنيا أو ملتزما بالدستور وان كل من يفكر بالحوار معه ناهيكم عن السماح له بالعودة للعمل السياسي يرتكب مخالفة دستورية صريحة تتعارض مع دولة القانون والمؤسسات التي نعمل على تعزيزها في العراق الجديد.»وأضاف «أن حزب البعث المنحل الذي أضاف إلى جرائمه السابقة باصطفافه إلى جانب تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية لا يمكن أن يكون شريكا في العملية السياسية التي تقوم على أساس الدستور.»وكان عقد حزب البعث الذي ترأسه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد انفرط بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . وأدين كبار أعضاء الحزب بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية من قبل محكمة عراقية خاصة تم تشكيلها بقرار من قبل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر الذي حكم العراق في الفترة التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق.وفر العديد من أعضاء الحزب ومن كبار قيادييه من العراق بعد الغزو بينما اعتقل العديد منهم على أيدي القوات الأمريكية والعراقية فيما لقي الكثير منهم حتفه في عمليات القتل التي شهدها العراق خلال الفترة الماضية.وأكد المالكي في البيان على أهمية التمييز بين الأشخاص الذين اكرهوا على الانتماء إلى حزب البعث وبين الحزب نفسه وقال «إن حزب البعث المنحل قد اكره الكثير من العراقيين على الانتماء إليه ونحن نميز بين الذين أكرهوا على الانتماء تحت الضغط وبين من اعتقد بأفكاره وممارساته الطائفية والعنصرية.»