تقرير دولي : الفلسطينيون يتعرضون لأشد العقوبات في التاريخ
فلسطين المحتلة / وكالات :قال مسؤولون ان معبر قطاع غزة الرئيسي أعيد فتحه أمس الجمعة بعدما أغلق لاكثر من سبع ساعات بسبب انذار أمني لقوات الاحتلال الاسرائيلي.ومنع انذار قوات الاحتلال المراقبين الاوروبيين من التوجه الى معبر رفح.وأغلق المعبر المؤدي الى مصر يوم الاربعاء وجزءا من يوم الخميس بعدما أغلق جيش الاحتلال الاسرائيلي معبر كرم سالم القريب المؤدي الى جنوب قطاع غزة بزعم وقوع هجوم محتمل. ويستخدم المراقبون هذا المعبر للدخول الى رفح.وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي انه كان بمقدور المراقبين الدخول الى رفح من خلال عبور نقطة عبور أخرى.ولكن المراقبين يقولون انه ليس بالامكان فتح المعبر ما لم يكن مكتب الاتصال في كرم سالم مفتوحا ويعمل.واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية اسرائيل باغلاق المعبر لممارسة مزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني مشددا على وجوب ان يعود الاوروبيون الى أعمالهم واستئناف العمل. وفي تطور آخر توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بمواصلة الغارات على قطاع غزة، رغم اعترافه بأنها تؤدي إلى سقوط مدنيين فلسطينيين.وقال أولمرت خلال ندوة اقتصادية في شمال إسرائيل مساء أمس الاول إن "حكومة إسرائيل التي ترأسها ستواصل شن غارات على الإرهابيين حسب زعمة، وهو آسف لسقوط أرواح فلسطينية بريئة، لكن أرواح السكان الإسرائيليين في سديروت مهمة أيضا بنظري".وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أليعازر شكيدي قد وصف رغم الانتقادات الدولية الغارات بأنها "الوسيلة الأكثر فاعلية في الظروف الحالية ضد الإرهابيين الفلسطينيين الذين يطلقون الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية".وأشار إلى أن الغارات الجوية ازدادت بمعدل خمسة أضعاف منذ بداية العام 2006م مقارنة مع السنة الماضية.وكانت قوات الاحتلال قد قتلت مساء الخميس ضابطا في المخابرات الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، خلال تبادل إطلاق نار مع عناصر وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال قدمت لاعتقاله وسط مدينة رام الله.وفي تطور ذي صلة أفاد مصدر بالجيش الإسرائيلي بأن أربعة صواريخ فلسطينية محلية الصنع أستهدفت أراضي داخل الخط الأخضر انطلاقا من قطاع غزة، دون أن تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار.وحسب المصدر نفسه فقد سقط أحد هذه الصواريخ قرب بلدة نتيف هعسارا والثلاثة الأخرى في مناطق غير مأهولة في جنوب إسرائيل، أو داخل الأراضي الفلسطينية.سياسيا أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من الأردن أمس الاول أن تحضيرات اللقاء الذي سيجمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ستبدأ الأسبوع المقبل.على صعيد اخر وصف المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة جون دوغارد العقوبات التي يتعرض لها الفلسطينيون بأنها "أشد أشكال العقوبات صرامة في التاريخ".وفي شهادة دولية نادرة من نوعها، قال دوغارد في تقرير بعد زيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة هذا الشهر استمرت تسعة أيام "إنها المرة الأولى التي يعامل فيها شعب تحت الاحتلال بهذه الطريقة".وعدد دوغارد بعض الصعوبات التي تواجه الفلسطينيين مثل الحصار الإسرائيلي والجدار العازل الخانق وعمليات تصفية الناشطين الفلسطينيين والمساس بالمدنيين والتضييق على حياتهم اليومية.وقال جون دوغارد -الذي قدم العام الماضي إشادة نادرة بالحكومة الإسرائيلية والعسكريين بعد انسحابهم الجزئي من الأراضي المحتلة- إن "الوضع تغير جذريا".ففضلا عن نتائج الاحتلال فقد أشار التقرير إلى أن هناك "جو جديد من العداء تجاه الفلسطينيين على الحواجز من قبل الجنود الإسرائيليين، وذلك ردا على الانتخابات الفلسطينية على الأرجح".وأشار التقرير إلى أن الحواجز في القسم الشمالي من الضفة الغربية لا تخدم أي هدف امني وتقود إلى "الاستنتاج الحتمي بأنها أعدت خصيصا لإذلال ومضايقة الشعب الفلسطيني"، فيما في وادي الأردن "تسيطر روح من الانتقام" مع رفض إسرائيل تزويد القرى بالماء والكهرباء.وقال دوغارد ان إسرائيل لا يحق لها احتجاز 50 - 60 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية.وأكد التقرير أن قطع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المساعدات عن الفلسطينيين لأنهما يصنفان حماس كمنظمة "إرهابية" يؤثر على مليون فلسطيني من أصل 5.3 ملايين فلسطيني لا يتلقون رواتبهم، فيما يؤثر على كل الفلسطينيين بشكل غير مباشر.وطالب دوغارد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ببذل جهود دبلوماسية مكثفة في ظل فشل الولايات المتحدة في تأدية الدور المطلوب.وقال المسؤول الدولي في تقريره إن "رفض حماس الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف لن يتغير من خلال العزل لكن من خلال الانخراط والدبلوماسية. لسوء الحظ فإن الولايات المتحدة ليست مستعدة لتأدية دور مسهل السلام".