قصة قصيرة
لم أكن قد بلغت الثانية عشرة عندما تركتكم ... أبي الذي امتعض يوم مولدي، كان أسعد يوم له هذا اليوم وأنا أزف إلى منزل ذلك الكهل الذي اختاره لي.قبل إثنىعشر عاماً أمي الوحيدة التي سطر فرحها على صفحة هذه الدنيا، ربما لإثبات أنها غير عاقر، خصوصاً لأني بكرها، وربما لأني سأكون الساعد الأيمن لها في الطهي والنظافة ورعاية الماشية .. وبالفعل كان ذلك .. الأمر الذي حرمني لحظة فرح فارة تمنيت أطاردها والتقطها.جدتي التي لعنت يوم مولدي. لا تكترث لآلام زوجة ابنها، وهي على استعداد لإقناعه بزواج ثانية وثالثة ورابعة حتى يرزق بغلام.عرف عن جدتي أنها كانت تطير فرحاً عندما تلد بقرتها عجلة . أما أن تلد أمي أنثى مثلي، فتطيل أيام الحداد، وعلى جدار جبهتها تعلق خطابات التأبين إلى أن يرزق الله بقرتها بعجلة تخفف أيام حزنها.لا أحد يستطيع خلخلة الثوابت في عقل جدتي (العجلة والولد وما دونهما لا قيمة له).أخيراً قررت جدتي أن تزوج أبي نكاية بأمي التي لا تنجب إلا إناثاً، إنها لا تعرف شيئاً عن المسارات المنفتحة التي تحتاجها حياتنا لتجاوز مظاهرها الزائفة التي كبلتنا.تزوج أبي الثانية وكبر جنيناً في بطنها وآخر في بطن أمي .. أغرقت جدتي بحنانها وعطفها زوجة أبي التي صارت خالتي. ورمت بالأعمال المنزلية وإطعام الماشية وأعمال الزراعة لي ولأمي.كان أبي لا يدير بالاً لأمي التي بجانبه في الحقل حتى وهي في لحظات المخاض إرضاءً لأمه. وكان الفارق الزمني ليس كبيراً بين عمر الأجنة، مع ذلك كانت هذه الأجنة في سباق مع موعد زفافي من غير أن أدري.في أسبوع واحد وضعت خالتي طفلة وتزوج أبي الثالثة ابنة الكهل مقابل زواجي منه، ووضعت بعد ذلك البقرة عجلاً وأمي طفلاً .. ومزقت شراييني لحظة فرح الكهل، ونزفتُ تحت براثنه يوم زفافي تاركاً دنياكم.