عبر عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قيام دولة فلسطينية
بوش ومبارك
شرم الشيخ (مصر) /14 أكتوبر/ مات سبيتالنيك: قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس السبت انه مازال يثق في إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قيام دولة فلسطينية قبل ان يغادر البيت الأبيض. وسعى لتخفيف شكوك العرب في التزامه بالحياد في عملية السلام. ويواجه بوش في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر وهوآخر محطة في جولته في الشرق الأوسط تشكيكاً متزايدا بشأن فرصه لضمان التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل انتهاء رئاسته في يناير. وسعى الرئيس المصري حسني مبارك في اجتماع خاص مع بوش إلى الحصول على ضمانات على أن الرئيس الأمريكي ملتزم تماما بعملية السلام وانه سيعمل بجدية نحو هدف قيام دولة فلسطينية. وقال بوش الذي من المقرر ان يلقي كلمة في المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الأحد :«في كلمتي غدا (اليوم) سأوضح إنني أعتقد انه بالإمكان ان تكون هناك دولة محددة بحلول نهاية رئاستي وسنعمل بجد لتحقيق هذا الهدف.» وسعى بوش بينما كان يقف بجواره الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى تخفيف قلق العرب من انه تم إهمال الفلسطينيين خلال زيارته للقدس التي استغرقت ثلاثة أيام بعد ان أغدق الثناء على إسرائيل. وقال بوش انه تحدث الى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ومسئولين إسرائيليين آخرين في القدس بشأن أهدافه من عملية السلام في الشرق الأوسط وسيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت لاحق. وقال بوش :«كل اجتماع من هذه الاجتماعات يساعد في دفع العملية للأمام.» وأضاف :«كل اجتماع من هذه الاجتماعات يساعدنا في ان نتقدم إلى الأمام نحو هدف قيام دولة تحددها حدود وان يتم تحديد قضية اللاجئين والمخاوف الأمنية بحلول نهاية رئاستي.» وقال :«وأعتقد انه يمكننا ان نفعل ذلك وأنا أعلم انه سيكون مهماً للسلام في الشرق الأوسط.» وفي طريقه من المطار مر موكب بوش بجدارية «السلام» على جانب الطريق والتي توضح الجهود السابقة بشأن الدبلوماسية في الشرق الأوسط من جانب سابقيه من الرؤساء الأمريكيين. وشعر الفلسطينيون بقلق من ان بوش لم يشر في كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي يوم الخميس إلا مرة واحدة إلى طموحاتهم بإقامة دولة فلسطينية ولم يستغل هذه الفرصة لحث الإسرائيليين على تقديم تنازلات. وأثارت زيارة بوش لإسرائيل للاحتفال بذكرى مرور 60 عاما على قيامها شكوكا جديدة في العالم العربي بشأن قدرته على العمل كوسيط محايد بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشاد بإسرائيل بوصفها «وطن الشعب المختار» وتعهد بإمكان ان يعتمد الإسرائيليون للأبد على الدعم الأمريكي ضد أعداء مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإيران. وسيطرح عباس وجهة نظره على بوش في ممارسة ضغوط اكبر على إسرائيل. ولكن لا يتمتع عباس بنفوذ يذكر وهو ضعيف في الداخل إذ يسيطر فقط على الضفة الغربية في حين تسيطر حماس على غزة. كما ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في موقف صعب أيضا إذ يواجه فضيحة فساد قد تجبره على الاستقالة وقد تعطل عملية السلام. وتأتي جولة بوش في الشرق الأوسط وهي ثاني جولة له هذا العام بعد مؤتمر استضافته الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر حيث تعهد الزعماء الإسرائيليون والفلسطينيون بمحاولة التوصل لاتفاق سلام بحلول موعد انتهاء رئاسة بوش. ومنذ ذلك الوقت تعثرت المحادثات بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وأعمال العنف في قطاع غزة وحوله حيث تثير الصواريخ التي تطلقها حماس عبر الحدود ردا عسكريا إسرائيليا صارما. وأبدى بوش تفاؤله بأنه مازال بالإمكان التوصل لاتفاق مع محاولته جعل إرثه في مجال السياسة الخارجية يتجاوز الحرب في العراق التي لا تحظى بشعبية. واستقبل الإسرائيليون بوش استقبال الأبطال الأسبوع الماضي إذ يعتبره كثيرون أفضل صديق لإسرائيل أقام في البيت الأبيض حتى الآن. وقال منتقدون ان بوش اظهر عدم حساسية بإغداقه الثناء على إسرائيل في اليوم الذي يحيى الفلسطينيون فيه سنويا ما يصفونها « بالنكبة» عندما نزح نحو 700 ألف عربي أو اجبروا على ترك ديارهم أثناء حرب 1948 . وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات انه كان يجب على بوش ان يقول للإسرائيليين انه لا يمكن لأحد ان يكون حرا على حساب الأخر.، وأضاف ان بوش أهدر هذه الفرصة وان الفلسطينيين يشعرون بخيبة أمل.