دمشق / متابعات :تحول غياب الدراما السورية عن عدد كبير من الفضائيات العربية في شهر رمضان إلى مادة للجدل والتكهنات. فبينما يتحدث الفنانون ووسائل الإعلام الرسمية عن ثمن سياسي تدفعه تلك الدراما بسبب خلافات بين دمشق وبعض العواصم العربية, ينعت آخرون تلك التبريرات بالفارغة وأن منتجين فاشلين يقفون وراءها.وقال المخرج علاء الدين الشعار إن المسلسلات السورية أخضعت هذا الموسم للمزاج الشخصي وللاعتبارات السياسية. وأضاف أن أغلب الموزعين من جنسيات لبنانية, ما وضع تسويق هذا الإنتاج تحت رحمتهم وأمزجتهم السياسية التي تختلف مع سوريا لأسباب سياسية. وتابع الشعار أن "الفن أوسع من كل الخلافات والتكتيكات الضيقة, لكن للأسف لا ندرك نحن العرب هذه الحقيقة". ورأى الناقد الدرامي صبحي حليمة أن الحصار الذي فرض على توزيع الأعمال السورية في الموسم الحالي يؤكد وجود "مؤامرة", كنا نسخر من الحديث عنها خلال الأشهر الماضية. وتابع أن بعض شركات الإعلان العربية الكبرى منعت من عرض الإعلانات خلال فترة عرض المسلسلات السورية. وأضاف حليمة "بات معروفا الضغط الذي مورس على المخرج نجدت أنزور لإسناد دور البطولة في عمله "سقف العالم" الى شخصية فنية مصرية. وقال "يبدو أنه يدفع ثمن هذا الرفض اليوم من خلال منع توزيع مسلسله". [c1]الإنتاج السوري [/c]وأنتجت سوريا نحو 30 عملا هذا الموسم الحالي مقابل نحو 45 عملا في الموسم الماضي. وقامت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا بشراء 27 عملا بتوجيه من القيادة السياسية لمساعدة المنتجين لمواجهة ضعف توزيع أعمالهم. غير أن نقيب الفنانين السوريين صباح عبيد يرفض وجود مؤامرة على الإنتاج السوري. وقال إن القصة افتعلها مجموعة من المنتجين "الفاشلين" الذين أخفقوا بتسويق أعمالهم. وأضاف أن "الأعمال السورية موجودة اليوم على محطات لبنانية وسعودية وغيرها, فأين هذا الحصار المزعوم؟".وقال إن الإنتاج الدرامي المح لي تميز بدخول أموال ومنتجين عرب إليه هذا الموسم. ووصف الجدل الحالي بأنه مفتعل ويصب في نشر الإشاعات للحصول على التعاطف, موضحا أن الإنتاج السوري يعرض في كل الفضاءات حتى وصل إلى الفضائيات الماليزية والإيرانية. واعتبر عبيد توجه الفنانين السوريين للعمل في الدراما المصرية خطوة متقدمة. وانتقد الأصوات التي تضع ذلك التعاون في إطار إفراغ الساحة الفنية السورية من نجومها. وقال إن هذا التلاقح الثقافي مهم ويعطي أعمالا إبداعية للجمهور العربي عموما, وإن الفنانين يصلحون ما تفسده السياسة.وختاما يرى صبحي حليمة أن الإنتاج السوري رغم انخفاض حجمه بالمعنى الكمي يملك روحا فنية رفيعة ومن الصعب الحديث عن تراجع مستواها رغم كل تلك المعمعات. في المقابل حذر الشعار من وجود بعض من يسيء للدراما السورية من العاملين فيها ويرى أن جزءا مما تعانيه هذه الدراما يتحمل مسؤوليته بعض المنتجين التنفيذيين الذين ينفرون رؤوس الأموال القادمة للعمل في الدراما السورية.
|
ثقافة
جدل بشأن تعرض الدراما السورية لمؤامرة في رمضان
أخبار متعلقة