صقر عبدالله أبو حسن:لم تكن الثورات التي وقعت في جورجيا وأوكرانيا وقيرقيزيا إلا تحصيل حاصل لتلك التراكمات السياسية التي أنتجتها الإدارات الأميركية المتعاقبة لخلق تخلخل في إدارات دولاً كانت في يوم من الأيام امتداد جغرافي للاتحاد السوفيتي .. حتى بعد سقوط المنظومة الاشتراكية على إثر الحرب الباردة وتفتت دولها لتصبح دولاً تطحنها الأزمات ويستهلك مواردها الفقر .. ظلت الإدارات الأميركية المتعاقبة تسعى لتصدير ”الديمقراطية“ لهذه الدول حتى ظفرت بهذه الفرصة التي أنتظرتها طويلاً وكانت هذه الفرصة هي البوابة الأوسع للدخول إلى دول تلك المنظومة ”المنتهية“ .. الثورات المخملية التي حدثت في عدد من دول السوفيتية ”سابقاً“ هي ذلك الباب وتلك الفرصة .. نعم انفرط عقد الاتحاد السوفيتي في آسيا ومن بعده المنظومة الاشتراكية ذو الاتجاه ”الماركسي“ برمتها وأصبح العالم يديره قطب واحد وسياسة واحدة وأيضاً إدارة واحدة يطبخها ”البيت الأبيض“ الذي عنون سياسته بشعارات هي أقرب للحلم منه للواقع .. وكان أصدع شعار وضعته هذه السياسة هي ”الديمقراطية“ وجعل من هذا الشعار هو ذلك الجسر الذي تمده إلى هذا الشعب أو ذاك . بهذا الشعار وضعت الإدارة الأميركية كامل ثقلها لتخل موازين دول ”الحقبة الاشتراكية“ ودقت أخر مسمار في تابوت لجنازة تم دفنها وطردت إدارة لها ميول ”اشتراكي“ لتجلس بمقعد الحكم إدارة لها ميول ”غربي - رأس مالي“ .. إذا كان الخوف من ”بقايا الاشتراكية“ في دول تحررت منها مازال يؤرق مضجع ” الليبرالية الأميركية“ فقد حان الوقت الآن للنوم دون أرق أو خوف فقد حلت شعارات ” الديمقراطية“ ما لم تحله أسلحة الدمار والتهديد بها .. إذاً من التالي في قائمة تصفية الحسابات القديمة بين قطب مهيمن ومنظومة منتهية . وإذا كان شعار الاحتلال القديم ”فرق تسد“ فالديمقراطية هي شعار الاحتلال الجديد - طبعاً - مع اختلاف أسلوب تطبيق مضمون الشعار من مرحلة لأخرى ومن دولة لأخرى. لماذا تسعى ”الإدارة الأميركية“ جاهدة إلى تصدير الديمقراطية إلى دول العالم .. وخاصة العالم الثالث ؟ لندع الإجابة للأيام .. فهي وحدها من يعول عليها الإجابة .
|
آراء حرة
الديمقراطية المصدرة
أخبار متعلقة