طلب معلومات عن رجال المقاومة الفلسطينية بأي ثمن
فلسطين المحتلة/وكالات:تفاجأ أبو أنس -أحد الدعاة المعروفين في قطاع غزة- باتصال من ضابط مخابرات إسرائيلي يخيره بين التعاون مع المخابرات أو أن يستغل وضعه الديني ورواده للتحريض على المقاومة بوصفها «عنفا وإرهابا».وقال أبو أنس -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إن اتصالا تلقاه في إحدى الليالي من ضابط مخابرات إسرائيلي يعرض عليه التعاون مع إسرائيل وأن يحرض مستمعي خطبه الدينية في المساجد أو عبر إحدى الإذاعات بغزة ضد المقاومة ويدعو لاستمرار التهدئة لأنها مصلحة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.وأوضح أبو أنس أنه ظن بداية أن الأمر لا يعدو كونه مداعبة أو مزحة من أحد الأصدقاء، لكنه تيقن في النهاية أن المتصل على الطرف الآخر ضابط مخابرات إسرائيلي يعرف كل شيء عنه وعن خطبه الدينية.وأشار إلى أنه رد باحتقار على هذه الأساليب، وأفهم الضابط المتصل استحالة التعاون معه، لكن الاتصال تكرر عدة مرات ما دفع «أبو أنس» إلى أن يسجل مكالمات الضابط ويعرضها على أصدقائه خشية أن يتعرض لأي مكروه من وراء هذه المحاولات.ويحرض ضابط المخابرات الإسرائيلي، حسب أبو أنس، الفلسطينيين على استمرار الانقسام والاقتتال، ويقول إن إسرائيل مستفيدة من هذا الوضع، فهي تفعل ما تشاء في حصار غزة دون أن تلقى أي ضغوط عليها، كما تقوم ببناء مستوطنات في الضفة الغربية ولا تجد من يقف في وجهها.في السياق نفسه روى «أبو محمد» من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع قصته مع عرض إسرائيلي للتعاون و«العمالة» أو أن ترفض السلطات الإسرائيلية على معبر بيت حانون «إيرز» سفره لعلاج طفلته المصابة بمرض خطير قد يفقدها عينيها.ورفض أبو محمد هو الآخر ذكر اسمه كاملا خشية أن تعيق قوات الاحتلال منح طفلته تصريحا آخر لدخول إسرائيل لإكمال علاجها، وبيّن أن ضباط المخابرات الإسرائيليين طالبوه بمعلومات عن المقاومين ومجموعات الرباط الليلية على الحدود.وأوضح أبو محمد أنه قابل طلب ضباط المخابرات الذين التقاهم في معبر بيت حانون بالسخرية، وأخبرهم أنه «لا علاقة له بالمقاومة فكيف سيجلب لهم أخبارا عنها».وأشار أبو محمد إلى أن بعض الحالات قد تضعف أمام حاجتها للعلاج أو الخدمات، مناشدا المؤسسات الحقوقية المساهمة في التخفيف من معاناة الفلسطينيين الذين يرغبون في تلقي العلاج داخل مستشفيات الأراضي المحتلة.واتهمت مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية مؤخرا سلطات الاحتلال الإسرائيلي بابتزاز المرضى في معبر بيت حانون وإجبارهم على التعامل معها أو رفض دخولهم إسرائيل لتلقي العلاج.وقالت هذه المؤسسات إن السلطات الإسرائيلية تحاول استغلال حاجة المرضى الفلسطينيين إلى العلاج وتبتزهم دون أدنى مراعاة لوضعهم الإنساني.وتمكنت الفصائل الفلسطينية أثناء الانتفاضة الحالية من تسديد ضربات لخلايا العملاء عدة مرات واعتقال عدد منهم وتسليمهم لقوى الأمن، وكان آخرها إلقاء القبض على شبكة خططت لوضع سيارات مفخخة في طريق مسير عدد من قيادات المقاومة جنوب قطاع غزة.ويرجع الخبير في الشؤون الإسرائيلية ثابت العمور أسباب زيادة الطلب الإسرائيلي لمتعاونين في غزة إلى الحصار المفروض على القطاع منذ 18 شهرا إضافة إلى التهدئة القائمة التي خففت التصادم مع الاحتلال الإسرائيلي.وقال العمور إن الحصار الإسرائيلي على غزة «شجع المخابرات الإسرائيلية على الطلب مباشرة من المرضى والطلاب التعامل معه وإمدادها بمعلومات عن المقاومة، مقابل أن يتم التعاطي مع طلباتهم بالسفر عبر المعابر».وبين العمور أن التراخي الأمني لدى قيادات سياسية وعسكرية فلسطينية في ظل التهدئة القائمة يُمكِن العملاء من زيادة حجم المعلومات لديهم ونقله إلى الاحتلال، مشيرا إلى أنه في ظل عدم التصادم مع الاحتلال يستخدم العملاء على الأرض بشكل أكبر من وسائل التجسس المتطورة التي بحوزة إسرائيل.