فلسطين المحتلة/اف ب:تظاهر اكثر من ثلاثة الاف فلسطيني أمس الاثنين في مدينة غزة بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني تضامنا مع الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل للافراج عنهم.وانطلقت المسيرة التي دعت اليها الفصائل الفلسطينية من امام مقر الصليب الاحمر في مدينة غزة واتجهت الى مقر المجلس التشريعي الفلسطيني الذي كان في حالة انعقاد.وحمل المتظاهرون صور الاسرى ورفعوا شعارات "الحرية الاسرانا البواسل" و"اين منظمات حقوق الانسان" و"اسرانا شموع الانتصار". وتقدم المسيرة عشرات من الاطفال مقيدين بسلاسل حديدية ورددوا هتافات "بالروح بالدم نفديك يا اسير".وقدم وزير الاعلام الفلسطيني يوسف رزقة رسالة الى منظمة الصليب الاحمر الدولية يدعوها "الى بذل المزيد من الجهد لتنبيه المجتمع الدولي لواجباته بالضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها التعسفية واطلاق سراح الاسرى المرضى وتمكينهم من العلاج الناجح واطلاق سراح الاسيرات والاطفال".وقال رزقة في رسالته ان "موقفا عادلا يدعو الى تطبيق المعاهدات الدولية ذات الشأن من شأنه ان يخفف المعاناة عن الاسير وذويه ومن شأنه ان يزيد احترام الشعب الفلسطيني للمؤسسات الدولية والحقوقية العاملة في هذا المضمار".وقال "ان يوم الاسير في السابع عشر من ابريل من كل عام هو يوم بطولة ويوم نذكر فيه المجتمع الدولي ومؤسساته بواجباتهم ويوم نعلن فيه تضامننا الرسمي والشعبي مع اسرانا واسرى الحرية والكرامة في كل مكان معا لنضع مجتمعا خاليا من السجون والاعتقالات والاسر في ظل الحرية والعدل وتقرير المصير".واشار رزقة "الى ان اجمالي عدد الاسرى في السجون الاسرائيلية بلغ 9400 اسير وان اجمالي عدد الاسيرات 120 اسيرة واجمالي عدد الاطفال الاسرى منذ انتفاضة الأقصى هو 330 طفلا".وقد ذكر جهاز الاحصاء الفلسطيني ان واحدا من كل اربعة فلسطينيين تجاوز العاشرة تعرض للاعتقال على يد اسرائيل منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967..
مظاهرات فلسطينية
وقال جهاز الاحصاء في تقرير صدر الاحد لمناسبة "يوم الاسير" ان "قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 حتى مارس من العام الحالي 650 الف مواطن". واوضح التقرير ان 40 الفا من الفلسطينيين اعتقلتهم اسرائيل منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت في سبتمبر 2000. على صعيد اخر أدان الرئيس الفلسطيني العملية الفدائية التي وقعت في تل أبيب وقتل فيها ستة إسرائيليين على الأقل وأصيب العشرات، في هجوم هو الأول من نوعه منذ تولي الحكومة الفلسطينية مهامها بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس.وأكد مكتب الرئاسة في بيان له أن عباس "يدين بشدة العملية التي وقعت اليوم (أمس) في تل أبيب، وأدت إلى قتل وجرح مدنيين إسرائيليين".واعتبر البيان أن العملية تعد خروجا عن الإجماع الوطني الفلسطيني وتسبب أفدح الأضرار بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني.وأكد الرئيس الفلسطيني في بيانه على ضرورة تدخل اللجنة الرباعية الدولية وتحديدا الولايات المتحدة لوقف "التدهور الخطير الذي تشهده المنطقة". من جانبه قال المتحدث باسم حركة حماس ان العملية تأتي "دفاعا عن النفس". وقال سامي أبو زهري العملية نتيجة طبيعية لاعتداء إسرائيل المتواصل على الفلسطينيين.وأضاف أبو زهري أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية جرائمه في الأراضي الفلسطينية.وفي أول رد فعل إسرائيلي على العملية قال المتحدث باسم رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت إن إسرائيل تحمل حماس مسؤولية الانفجار.وقال رعنان غيسين إن "هذه السلطة الفلسطينية التي عرفت نفسها بوضوح ككيان إرهابي حاولت حشد التأييد للإرهاب أكثر من السابق وسنتحرك بناء على ذلك".يأتي التصريح الإسرائيلي رغم إعلان سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤوليتهما عن العملية التي اعتبرتا أنها جاءت ردا على "الجرائم والمجازر الإسرائيلية" ضد الفلسطينيينإلى ذلك أدان البيت الابيض أمس الاثنين التفجير في تل أبيب، وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض "هذا عمل حقير من أعمال الارهاب التي لا مُبرر لها أو عُذر.. ونحن نُعرب عن مواساتنا للذين أُصيبوا ولأُسر الذين قتلوا ولحكومة وشعب اسرائيل."ومن المتوقع أن تكون هناك عمليات إسرائيلية انتقامية واسعة في المنطقة التي يقيم فيها منفذ العملية بعد الكشف عن هويته. في هذه الأثناء بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية عملية عسكرية في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.وذكرت الانباء أن 80 آلية عسكرية إسرائيلية اجتاحت المدينة وباشرت دهم عدد من المنازل وتفتيشها بدعوى ملاحقة مطلوبين فلسطينيين. في سياق آخر تمكنت الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس من اختراق جدار الحصار المفروض عليها اقتصاديا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا بحصولها على مساعدة مالية من الحكومة الإيرانية.وافادت مصادر اعلامية ان الحكومة الإيرانية رفعت حجم المعونة التي قررت تقديمها للسلطة الفلسطينية من 50 إلى 100 مليون دولار، لتمكين الحكومة المشكلة حديثا من تجاوز أزمتها المالية ودفع رواتب موظفيها.وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أعلن عن هذه المساعدة في مؤتمر القدس الذي ينعقد في العاصمة الإيرانية طهران بحضور شخصيات عربية وإسلامية وبمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وقال متقي إن الهدف من هذه المساعدة هو دعم السلطة الفلسطينية ومساعدتها على تجاوز أزمتها المالية، وحث جميع الدول على مساعدة السلطة الفلسطينية.وقد أشادت الحكومة الفلسطينية بالدعم المالي الإيراني. وأكد الناطق باسمها غازي حمد أن هذا التطور يمثل نقلة نوعية في كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، داعيا كافة الدول المعنية والصديقة إلى المسارعة في المساعدة. في تطور آخر أعلنت قطر أمس الاثنين أنها ستقدم 50 مليون دولار مساعدات للسلطة الفلسطينية. من جهة ثانية يواصل وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار جولته بزيارة السعودية تستمر يومين في إطار جولته العربية للحصول على دعم عربي لميزانية السلطة الفلسطينية.في سياق منفصل ترك نحو 20 عسكريا إسرائيليا ممن يقومون بالحراسة على الحدود مع لبنان مواقعهم المواجهة لمواقع مقاتلي حزب الله اللبناني طيلة يوم واحد تعبيرا عن استيائهم من طريقة التعامل معهم. وأوضحت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن العسكريين وهم من كتيبة المدفعية تركوا مواقعهم دون الحصول على موافقة مسبقة. وأضافت المصادر أن ضباطا عسكريين اضطروا لملاحقتهم في شوارع مدينة كريات شمونة شمال إسرائيل للعثور على الجنود المعترضين وإعادتهم لمواقعهم. وجاء احتجاج الجنود وهم من كتيبة غولاني للتضامن مع ستة جنود صدرت عقوبات بحقهم.