صباح الخير
[c1]د. إيهاب محمد أمين القرشي[/c]نحن أبناء مرحلة اليمن المعاصر نحن من حلمنا بالوحدة ودرسناها أيضاً كحلم لم نفق منه إلا ونحن نعيشها حقيقة وأصبح التاريخ حاضراً ولم نعد ندرك المرحلة الفارقة بينها فبالوحدة اختصرت كل المسافات وكل الأزمان ولم يعد سوى زمن التقدم إلى الأمام والذي كان بساطها الديمقراطية والتعددية وامتدت بنا الخطى حتى حققت بلادنا المثل الحقيقي بعيداً عن أي سيناريوهات مثلاً ديمقراطياً واقعاً ليس حلماً وكان هذا فعلاً هو الإنجاز الثاني الكبير لليمن الرحب وأثبت المواطن اليمني قيادة وشعباً أحزاباً ومستقلين انهم فعلاً أصحاب حكمة يمانية وديمقراطية ووحدة يمنية حقق الشعب والدولة معنا أعظم المنجزات التي قد تستعصي على أكبر الدول وأعظم الشعوب تلك القيم وتلك الخبرة التي قادها زعيمنا الرئيس نابعة من التاريخ الذي استقى الجميع منه هذه القدرة والحكمة وبنى الجميع هذا البلد ومن حقه علينا كوطن وقائد ان نحافظ على تلك الإنجازات التي لن يتم الحفاظ عليها إلا بالاستقرار على مدى طويل يتيح للقوى السياسية والاقتصادية تنفيذ مشاريع التنمية والاقتصاد والتأثير الإقليمي والعالمي لهذه التجربة فنحن فعلاً لسنا مجرد قبائل لا تقدر ولكن كما قال الشهيد الزبيري القبائل ينبوع العروبة ونحن أيضاً مقدمون على إنجازات أكبر وأهم لمستقبل اليمن واليمنيين فخطى التصحيح متسارعة جداً وقطعنا شوطاً أكبر مما خطط له وذلك بتوفيق من الله عز وجل الذي أيد الخطى الثابتة الصحيحة ودفن كل ما قد يعيق تقدم اليمن إلى المستقبل.ونحن أبناء المرحلة على ثقة بان قائد تلك الخطى وزعيم تلك المسيرة لابد أن يقود هذا الجزء من التاريخ اليمني وعليه ان يكمل المسيرة وان تجربة انتقال السلطة ديمقراطياً لا يعني إلا رغبة المواطن في ممارسة حقه الديمقراطي وتحديد هدف القيادة في تنفيذ النظريات إلى واقع يرونه بأعينهم لكن تلك التجربة تظل فقط جزءاً من اهتمامات المواطن فالهم الأكبر هو المرور من نفق الأعباء والوصول إلى شاطئ التنمية الحقيقية التي تعكس نفسها مباشرة على حياة المواطن. وهنا نأتي إلى الأولويات اليي يجب الحفاظ عليها ألا وهي تلك الخطط والمشاريع التنموية التي بدأت بها الحكومة والقيادة ولابد لمن خطط وحلم بالنجاح ان ينفذ وفي التغير مخاطرة عظيمة حيث الشخصيات القيادية تختلف في استراتيجيتها الآتية أو على المدى الطويل وهذا ما قد يشكل عبئاً كبيراً على مقدرات الدولة في تنفيذ ما عليها من خطط التنمية الاقتصادية وبالعكس لا ينفذ ما لها من حقوق يجب تأديتها من قبل المواطن أياً كان مستواه المالي أو العالمي تقدم الدولة ضمن القوانين والإجراءات خطى تصحيح ذات أثار وتبعات مالية كبيرة لابد أن تكافئها تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية خاصة في جانب إيرادات الدولة وتنميتها ونحن حين نتحدث عن تلك التنمية لابد ان لا نغفل كيفية التنفيذ ولابد ان نتحمل المسؤولية، أن يقدروا على تحملها ولن نجد أفضل من الخطط لكي ننفذها وهنا لابد على المواطن والقيادة مساءلة أنفسهم هل الحقوق الديمقراطية هي أهدافنا الحقيقية في التنمية أم أن تلك الديمقراطيات وجدت أصلاً لتراعي حق المواطن والدولة معاً وتضمن فعلاً سلامة الإجراءات في تفعيل تلك الحقوق وسرد الواجبات وعليه لابد ان نقف عند قرار فخامة الرئيس في عدم ترشحه للدورة الانتخابية القادمة وعندما نقف عندها بجدية ونتأمل في مغزاها نجدها فعلاً تجسيداً للروح الديمقراطية الحقة التي يعيشها سيادة الرئيس ولكنها أيضاً تزيد من احترامنا وتقديرنا لفخامته كرمز وتاريخ وقائد لمسيرة التصحيح انها فقط ستكون تنفيذاً لتلك التجربة الديمقراطية ولكن ٍيدفع اليمنيون ثمناً لذلك في تأخير دوران العجلة التنموية ولذلك أرى أن المصلحة الوطنية هي أهم من كل الديمقراطيات والتجارب والاثباتات، المصلحة الوطنية في إكمال المسيرة بالقادة التي يعرفها الشعب نعم المعرفة وتعرف أيضاً تلك القيادة ماذا ينبغي عليها تقديمه للمواطن ولأجل ذلك يجب على القيادة التضحية والتماسك وعدم التخلي عن السلطة ما دامت تلك هي رغبة الشعب والعمل ضد تلك الرغبة هي الأنانية التي لا اعتقد أن أياً من كان سينتهجها ضد مصلحة البلاد التي هي أيضاً أهدافنا الإصلاحية وأحلامنا للمستقبل واقترح على صحيفتكم تخصيص قوائم الآراء للمواطنين وتنشر بشكل يومي حتى يصل رأيي ورأي كل مواطن إلى القيادة وحتى لا يعيد التاريخ نفسه في تعريض مشاعر المواطن اليمني للألم والاستفزاز كما حدث إبان تنحي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فالزعماء وقادة الشعوب إلى المستقبل ليس من حقها إغفال رأي من يقودهم وليسوا ملكاً لأنفسهم بل ملكاً لمصلحة الأمة فالحقوق الديمقراطية هي الحفاظ على حقوق من يمارسها في الوصول إلى التنمية. وقد حقق الرئيس القائد هذه الرغبة بموافقته على ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية.