[c1]اهتمام باعترافات الجنود الإسرائيليين[/c] أوردت صحيفة غارديان شهادات مثيرة أدلى بها جنود إسرائيليون شاركوا في حرب غزة الأخيرة وصفوا فيها إطلاقهم النار على مدنيين فلسطينيين عزل، في بعض الأحيان بأوامر من ضباطهم، ووصف أحد الجنود كيفية قيام قناص إسرائيلي بقتل أم فلسطينية وأطفالها، وأضاف أن الجنود كانوا يستخفون بأرواح الفلسطينيين.وقالت الصحيفة إن التقارير التي نشرت في صحيفتين إسرائيليتين -هما هآرتس ومعاريف- أمس (الأول) تقدم نظرة فاحصة نادرة لكيفية تصرف الجنود وتعزز تقارير فلسطينية عن قوة إسرائيلية مفرطة وتناقض رواية مسئول عسكري إسرائيلي للأحداث.فقد نشرت صحيفة هآرتس وصف قائد فرقة مشاة لإطلاق النار على مدنيين عزل جاء فيه أنه «كان هناك منزل وعائلة بداخله. وضعناهم في غرفة. وبعد أيام قليلة جاء أمر بإطلاق سراحهم. وكان هناك قناص على السطح. وترك قائد الفصيلة العائلة تنصرف وأبلغهم بالذهاب يمينا. ولم تفهم الأم وطفلاها الأمر وذهبوا يسارا، لكن الجنود نسوا إبلاغ القناص بأنهم سمحوا للعائلة بالانصراف وأن الأمر على ما يرام. وكان ينبغي عليه ألا يطلق النار. وفعل ما تقتضيه الأوامر. ورأي القناص امرأة وطفلين يدنونان منه، أقرب من الخطوط التي ليس من المفترض أن يتعداها أحد. فأطلق النار عليهم. على أية حال، ما حدث هو أنه قتلهم في النهاية».كذلك أوردت صحيفة إندبندنت شهادات مماثلة تعزز اتهامات فلسطينية بأن الجنود الإسرائيليين استخدموا قوة نيران مفرطة وغير مميزة في المناطق المدنية أثناء العدوان على غزة.وقالت الصحيفة إن التقارير التي تصف أيضا التدمير الواضح للممتلكات الفلسطينية، تصعب الأمر أكثر على الإسرائيليين لرفض المزاعم بأنها دعاية فلسطينية.ومن الشهادات المذكورة وصف قائد فصيلة أخرى قتل سيدة مسنة وقوله إنه تجادل مع قائده بشأن القواعد المتراخية للاشتباك والتي سمحت بإخلاء المنازل بإطلاق النار دون تحذير مسبق للسكان. وبعد أن تغيرت الأوامر اشتكى جنود «بأنه كان ينبغي علينا أن نقتل كل شخص هناك (في وسط غزة). فكل شخص يعد إرهابيا».ومن جهتها دعت منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية لفتح تحقيق مستقل وشكت بأن تحقيق الشرطة العسكرية لم يعلن عنه إلا بعد نشر هآرتس القصة.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]الجيش الإسرائيلي يفتح تحقيقاً[/c]علقت صحيفة ذي تايمز أيضا على الموضوع بأن الجيش الإسرائيلي اضطر لفتح تحقيق في سلوك جنوده في غزة بعد الشهادة المدوية لبعض جنوده التي كشفت أن عمليات القتل بلغت في بعض الأحيان «القتل المتعمد».ومن بين الشهادات الواردة تعليق أحد الجنود بقوله إن «هذا هو ما تتميز به غزة من جمال، ترى رجلا سائرا في الطريق وليس معه سلاح وباستطاعتك أن ترديه قتيلا».وقال آخر إن الجيش «أطلق طلقات كثيفة وقتل كثيرا من الناس لمجرد ألا نُجرح أو يطلق علينا النار»، وأضاف أنه «عندما دخلنا أحد المنازل، كان من المفترض أن نحطم الباب ونبدأ في إطلاق النار على من بالداخل ثم نصعد الطابق تلو الآخر. وهذا ما أسميه قتل كل طابق، إذا حددنا هوية شخص نطلق عليهم النار. وسألت نفسي كيف يُعقل هذا؟».وقال أيضا إن قائده أمر الجنود الذين كانوا فوق أحد الأسطح أن يطلقوا النار على سيدة عجوز كانت تعبر شارعا رئيسيا. وأضاف «لا أعلم إذا ما كانت مشتبهة، ولا أعلم قضيتها. لكن ما أعرفه بالتأكيد هو أن قائدي أرسل جنودا للسطح لقتل المرأة. وكان هذا قتلا متعمدا».وأشارت الصحيفة إلى واقعة أخرى مزعجة رواها الجنود عن دور الأحبار العسكريين في توزيع كتيبات صورت القتال على أنه حرب دينية.وقال أحد الجنود إن «كل هذه المقالات كانت تصب في رسالة واحدة: نحن الشعب اليهودي جئنا إلى هذه الأرض بطرق خارقة للعادة، ونحن الآن نقاتل لإزالة غير اليهود الذين يقفون في طريقنا ويمنعوننا من احتلال الأرض المقدسة. كان هناك عدد كبير من الجنود يشعرون طوال العملية بأنها حرب دينية»، ومن بين التقارير التي نشرت في الصحف الإسرائيلية أيضا صدور أوامر للجنود بإلقاء كل الأثاث من منازل الفلسطينيين بعد الاستيلاء عليها، وقال أحد الجنود «كنا ببساطة نلقي كل شيء من النوافذ لإفساح المكان وكانت كل محتويات البيت تطير من النوافذ: الثلاجات والصحون والأثاث. وكانت الأوامر إلقاء كل شيء خارج المنزل».وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في نفس الموضوع قائلة إن شهادة جديدة بدأت تبرز في أوساط الجنود والضباط الإسرائيليين تزعم انتهاج سلوك متساهل نحو قتل المدنيين وتدمير الممتلكات الفلسطينية يمكن أن تؤجج جدلا محليا ودوليا عن تصرفات الجيش أثناء العدوان على غزة.وقالت الصحيفة إن شهادات الجنود التي تسربت إلى الصحف الإسرائيلية، ظهرت نشرة طبعتها دورة عسكرية تمهيدية في كلية أورانيم أكاديميك في شمالي إسرائيل.
أخبار متعلقة