حياة علي نعمانفي بعض الاحيان وبعض المواقف والامور يوجد المستحيل كتعبير لايوازي القدرات والإمكانات والمعطيات الموجودة والمتوفرة لكنه ليس مرضياً أو عدواً ، بل إنه يسالم من يجد في دواخله النزعة للإقدام على الخطوة الاولى أما الذين يمرون على المستحيل كسد مانع لخطواتهم فإنهم من ذوي النفوس النفوس الواهنة المتخاذلة ، والتي تفتقر الى معنى الحياةوالعيش فيها كما يحب الله أن نكون وأن يكون نحب فيها كما ينبغي لنا .فالمستحيل مفهوم يتوقف علي ثلاثة محاور لثلاثة أصناف من الناس .- أما جعله كذلك : فهو لدى أصحاب النفس الأمارة بالسوء .- أما جعله ممكناً : فذلك عند أصحاب النفس اللوامة.- أما جعله لاغياً : فإنه لايكون إلاّ لدى النفس المطمئنة.فإذا ما أطلقنا على التحديات - اسم العراقيل والمصاعب- في بعض المواقف والامور فإن النوع الاول من الناس سيزيد عليها سوءاً من نفسه حتى يصير لها حواجز منع لكل تقدم فلايفيد ولايستفاد هو من أي معنى من معاني الوجود خاصته فتتوقف لديه عقارب الزمن دائماً بأن لا عطاء .أما النوع الثاني ، فإن الخير لديه هو الذي عنده يترتب على محاسبة النفس دائماً لوامة له على كل سلوك خاطئ أو ماشابه لأن أي تحديات مهما كان نوعها لاتقدر على الاستمرار في صده او ثنيه عن تقديم كل مافيه من خير فإذا به عند الإعاقة يتعثر قليلاً لكنه يقف شامخ الرأس رأسي القدمين فيختار السبل المؤدية الى تحقيق ماتعثر فيه سابقاً فيجدد المشوار ويتجدد معه العطاء .أما النوع الثالث ، فإنه الذي يمتلك النفس المطمئنة الواثقة بربها في الحياة قبل الممات وهذه لا تتوفر إلاّ ما أخلص المرء إعتقاده بالله وظن الخير فيه وقنع ورضي بما قسم الله له في الدنيا وهو الى جانب أنه عابد طائع لربه ، إلاّ أنه يمتلك يقيناً عظيماً بأن العمل والكد والاجتهاد الخالص لله لايجعله يستكين للمستحيل ولا للتحديات مهما صعبت لأنه لايقبل الهزيمة ولا الانكسار لأنها تكون بالنسبة إليه كحال النهر الذي تجري عليه سنن الخالق من الطبيعة حيث يمر بالمراحل الثلاث ففي الاولى وهي مرحلة الشباب يكون الجموح والقدرة والطاقة الهائلة المخيفة ،وفي الثانية تكون مرحلة الشيخوخة للنهر وهنا تكون الاحداث قد وصلت مرحلة الإناخة والانقياد كفرس جامح روض بعد ثورة فإذا بالتحديات تصل الى الاحتضار وإذا بالانسان القادر المطمئن هو الذي يصل الى مبتغاة دون الاعتراف بالمستحيل هو الذي أحب الله فيه استخلافه للأرض .
مقال ومقامات
أخبار متعلقة