انطباعات فنية
نزار طه فارعالاعلام الادبية والثقافية والابداعية رموز وطنية ينبغي ان تحظى بالرعاية والاهتمام اللذين يليقان بالاسهام الفكري والابداعي الذي قدمته تلك الرموز للوطن وللثقافة والفكر والابداع.. ذلك امر لايختلف عليه اثنان، وتجد اشارات له في برامج وادبيات الاتحادات والمنظمات الابداعية والمهنية وكذا في خطط وبرامج المؤسسات الثقافية الرسميةحيث تحصل تلك البرامج والخطط بالعديد من الاشارات الى ضرورة احياء تراث اعلام الادب والفن والثقافة الا ان مايلاحظ ومنذ فترة ليست بقصيرة ان تلك القضية تاخذ حقها من النقاش وتاخذ طريقها الى خطط وبرامج المؤسسات الثقافية والابداعية الرسمية وغير الرسمية ولكنها لاتجد طريقها الى التنفيذ الامثل ، ففي احسن الاحوال نجد النشاط في هذا الاتجاه يقتصر على قيام المؤسسات الثقافية والابداعية- خاصة غير الرسمية - بتنظيم ندوة او امسية شعرية او قصصية او فنية في ذكرى هذه الشخصية او تلك من الشخصيات التي اثرت واقعنا الثقافي و الابداعي وكثيراً ما تمر ذكرى ميلاد او وفاة بعض الشخصيات دون ان تجد من يلتفت اليها مجرد الالتفات..ولعل الامر يبدو واضحاً ان النيات الحسنة لدى المؤسسات الثقافية والابداعية لن تنجز مثل تلك المهمة مالم يتوفر العمل المشترك والمنسق بين تلك المؤسسات ، وتتضافر جهود مختلف الجهات ذات العلاقة لانجازه، ذلك لكون مهمة احياء تراث الرموز الثقافية والابداعية مهمة وطنية عامة، وينبغي ان يكون الجهد المكرس للاضطلاع بها جهداً وطنياً عاماً وشاملاً خاصة بعد زوال التشطير السياسي للوطن والذي كان يشكل عائقاً امام الجهود الوطنية للعمل الثقافي .. في اعتقادنا اننا اذا ما عقدنا العزم على القيام بتلك المهمة فاننا لن نكون بحاجة سوى الى وضع الخطوط العريضة لبرنامج وطني لاحياء تراث الرموز الثقافية والابداعية ، ذلك ان القضية- كما اسلفنا - قد اخذت حقها من النقاش في الصحف والندوات والمؤتمرات، وبذلك قد بلورت ملامحها وحددت اوليات العمل لانجازها ، ويمكن هنا ان نضع تصورنا الشخصي لاهم مايمكن القيام به لايجاد عمل فعلي يؤتي ثماره للقيام بمهمة احياء تراث الرموز الثقافية والابداعية وذلك على النحو التالي: [c1]اولاً :[/c] تشكيل لجنة وطنية لاحياء التراث الثقافي والابداعي على ان يكون لتلك اللجنة فروع في المحافظات وينبغي ان يتألق قوام تلك اللجنة من المؤسسات الثقافية الرسمية ، وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية الاخرى ذات العلاقة ، وكذا المؤسسات او المنظمات الابداعية والمهنية، اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، اتحاد الفنانين ، اتحاد الصحفيين وغيرها من المنظمات والجمعيات الابداعية والمهنية وبالاضافة الى المؤسسات الرسمية الاخرى ذات العلاقة وكذا الشخصيات الثقافية والابداعية التي يمكنها ان تساعد في عمل اللجنة.[c1]ثانياً :[/c] القيام بمسح شامل للأعلام الثقافية والابداعية وتراثهم والبحث في جوانب حياتهم الشخصية ، وتوثيق كل ذلك من خلال التالي:أ) انشاء متحف عام للتراث الابداعي والفكري والشخصي لأولئك الاعلام، ويمكن الاستفادة من مساكنهم الشخصية لإقامة متاحف لكل شخصية على حدة في حالة توفر الامكانية لذلك الى جانب وجود متحف عام ويتم تزويد المتحف العام والمتاحف الشخصية بكل نتاجات الشخصية المعنية من كتب ولوحات ومسودات ووسائل وآلات موسيقية ومقتنيات فنية، وصور شخصية وغيرها من الامور التي يمكن باجتماعها ان تضيء مختلف جوانب حياة وعطاء هذه الشخصية او تلك.ب) اعادة انتاج التراث الذي تركه اولئك الاعلام ، كالكتب ودواوين الشعر والمجموعات القصصية ، والتسجيلات الغنائية ، اللوحات، الاعمال التمثيلية والدرامية حتى تكون في متناول المهتمين بالثقافة والابداع..ج) ترسيم المواقع التي عاش فيها اولئك الاعلام من خلال وضع لوحات معدنية على المنازل والشوارع والمدارس وغيرها من المواقع تحدد فيها فترة اقامة الشخصية المعنية في هذا الموقع او ذاك.د) اطلاق اسماء الشخصيات المعنية على الشوارع والاحياء التي عاشت فيها، واقامة تماثيل لابرز الشخصيات في تلك الشوارع والاحياء..[c1]ثالثاً :[/c] القيام بدراسة التراث الثقافي والابداعي لتلك الشخصيات وعقد الندوات والمحاضرات في ذلك الاتجاه.[c1]رابعاً :[/c] اقامة المهرجانات والمواسم الثقافية لابرز الشخصيات على غرار مهرجان باكثير ومهرجان القمندان.تلك كانت ابرز الخطوط لايجاد عمل يهتم باحياء تراث الرموز والاعلام الثقافية والابداعية ، على انها ستظل ناقصة مالم يوجد اكثر من رأي لتحديد الاتجاهات الرئيسية للقيام بتلك المهمة، واذا ما تضافرت الجهود في رسم اتجاهات العمل والبدء بالخطوات العملية لانجازها فان امر التراث الابداعي والثقافي سيبشر بالخير.. [c1]تدوين اغانينا اليمنية .. مهمة وطنية [/c]تتميز الاغنية اليمنية عن غيرها من الاغاني العربية بمميزات وخصائص ، وربما تنطلق في ذلك من الايقاعات المتعددة والمتنوعة التي تميزها عن الايقاعات الاخرى.والغناء في اليمن كثير ومتشعب الاتجاهات بتشعب مناطقه ومساحته الكبيرة. ولعلنا لانغالي اذا قلنا لم يبلغ اي بلد عربي مابلغته اليمن في كثرة اغانيها والوانها المتعددة.في النصف الثاني من القرن العشرين خصوصاً في مطلع الستينات تطورت الاغنية اليمنية تطوراً كبيراً ، كما شهدت مرحلة من التجديد والتطوير في السبعينات والثمانينات وعلى الرغم من انها انتشرت انتشاراً واضحاً على مستوى الوطن العربي، الا انها في السنوات الاخيرة تعرضت لدى بعض الذين لاحول لهم ولاقوة الى تبديل وتحوير وتشويه وهذه فرصة نوجهها الى كل المهتمين وخاصة من الادباء الذين تقع عليهم هذه المهمة ان نحافظ على هذا التراث الذي تركه لنا آباؤنا واجدادنا، ويتم هذا - في رأيي الشخصي - بأن ندون هذه الاغاني او ان نكمل المشوار الذي بدأه الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في كتابيه " اغانينا الشعبية" و " الغناء اليمني ومشاهيره" وكذا الفنان الكبير طه فارع في كتابيه " لمحات من تاريخ الاغنية اليمنية الحديثة" و" الاغنية اليمنية المعاصرة" هذا التدوين لأغانينا اليمنية ، او اصدارها في كتيبات يعطيها الحماية من الضياع والتحوير والسطو ويفسح المجال لتتناقلها الاجيال ..[c]