بسبب الفضائيات أطفالنا في خطر
القاهرة / 14اكتوبر / مها الشرقاوي :حذرت دراسة اجتماعية حديثة أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالأردن حول برامج الأطفال في الفضائيات العربية من خطر هذه البرامج ودعت إلى انشاء مؤسسة عربية لانتاج أفلام كرتون موجه للأطفال تركز على القيم والعادات والتقاليد الخاصة بشعوبنا العربية وتحكي أمجاده وبطولاته ومستوحاة من بيئاتها·· وأشارت الدراسة إلى أن البرامج الحالية هي برامج يغلب عليها العنف وينعكس ذلك سلبا على مجتمعاتنا واستمرارها وفرص التنمية والإزدهار الاقتصادي.وأكدت الدراسة علي أن الأطفال ركيزة مهمة من ركائز المجتمع ومن إزدياد تأثير وسائل الإعلام على مسيرة حياته وكشفت الدراسة عن أن الطفل الذي يشاهد الفضائيات دون رقابة أوانتقائية يصبح أقل إحساسا بآلام الآخرين ومعاناتهم وأشد ميلا إلى ممارسة السلوك العدواني.وأوضح د.إيهاب رمضان أستاذ الصحة النفسية أن الأطفال الذين يقضون 7 ساعات يوميا يؤدي إلى آثار سلبية سيئة واضاف أن التعرض لموجاته الكهرومغناطيسية تسبب للأطفال القلق والاكتئاب والشيخوخة المبكرة.وتوجد أيضادراسة علمية أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة >يونيسكو< لمعدلات مشاهدة الأطفال العرب للتفاز أن الطفل وقبل أن يبلغ الثانية عشر من عمره يقضي أمام شاشة tv 22 ألف ساعة مقابل 411 ألف ساعة يقضيها في الدارسة خلال المرحلة نفسها مشيرة إلى أنه مع بدء القرية الـ 12 زاد المعدل العالمي للمشاهدة للطفل من 3 ساعات و02 دقيقة يوميا إلى خمس ساعات و05 دقيقة وذلك بسبب الانتشار الواسع للفضائيات التليفزيونية.وتضيف الدراسة أيضا إلى أن مشاهدة الأطفال لبرامج التليفزيون لفترات غير محددة ودون رقابة وامكانية تضر سلوكيات أبرزها السلبية والانانية وعدم التعاون مع الآخرين وعدم الاحساس بمشاعرهم بل والسخرية منهم إلي جانب التقليد الأعمي للآخرين من الملبس والمأكل والمشرب والسلوك الاجتماعي وتطوير نمط حياة استهلاكي.كما تؤدي مشاهدة الأطفال لبرامج التليفزيون بإفراط دون ضوابط إلى تأثيرات سلبية عليهم تتمثل في العجز عن ضبط النفس والشعور إلي العنف بدل التفاوض والافتقار إلي الأمان والشعور الدائم بالخوف والقلق وترسيج صور نمطية في عقل الطفل حول المرأة والرجل والطفل وأصحاب المهن والمسئولين ورجال الأمن وغيرهم، إضافة إلي قتل روح الانتاج والابداع لدى الأطفال.لكن الدراسة لا تغفل آثار التليفزيون الايجابية علي الأطفال باعتباره ثنائي التأثير فهو من جهة أخرى يحفز الطفل للإدراك مفاهيمه وتصوراته وطموحاته ويعزز لديه قيم الاستقلال في الرأي والرغبة في الحوار والميل إلى التفكير وانتهاز فرص التعلم الذاتي كما يوسع مدارك الطفل وينمي حياته ويرفع مستواه الثقافي والعلمي.كما أن مشاهدة tv باعتدال تزيد قدرة الأطفال على الاستيعاب والتذكر لاعتمادها على حاستي السمع والبصر وجاذبيتها في الحركة بالصورة طبقا للدراسة.ويقول د. نبيه الحسيني الشريف دكتور أطفال أن تأثيرات التلفاز على نمو دماغ نصف الدماغ الأيسرالمسؤول عن نظام اللغة والقراءة والتفكيروالتحليل وثانيها تقليل الأهلية الذهنية وقوة الانتباه غيرخفض مستوي التواصل بين نصف الدماغ وثالثهما اعاقة نمو النظام الضابط للانتباه والتنظيم والدوافع السلوكية.أما النمو الجسدي للأطفال الذين يشاهدون التلفاز ويتصفحون النت أكثرمن نظرائهم يميلون عادة إلى البدانة وقلة الحركة مما يؤكد فرضية وجود عكسية من زمن المشاهدة للطفل والنمو البدني المتوازن.وأكد د. نبيه أنه يجب تعريب لغة وسلوكيات الانتاج التليفزيوني الموجه للأطفال ويدعو أيضا إلى انشاء مؤسسات عربية لانتاج أفلام الكرتون تركز على أمجاد الأمة العربية وحث المسؤولين علي المؤسسة علي تبسيط اللغة في البرامج أو المسلسلات العربية الموجهة للأطفال وتقريب أسماء الشخصيات المشاركة فيها.وأشار د. إسماعيل يوسف دكتور علم النفس أن هناك اضراراً نفسية لمتابعة الأطفال للتفاز فترات طويلة وأضاف أن المسئولية كاملة تقع علي الآباء وهم المسئولون عن تعرض الطفل للتفاز لأكثر من ساعة·ويري د. إسماعيل أن الكثير من البرامج يعتمد علي الرسوم المتحركة والتابعد عن الواقع وتعرض ثقافة وقيم غربية تتعارض مع ديننا الحنيف، فالمسئولية كبيرة جدا ويجب أن نتصدي لها لأن فعلا أطفالنا في خطر فأين مباديء الشريعة.ويؤكد د. إسماعيل أن التلفاز يحاور الطفل من جانب واحد وأن المحطات العربية بحاجة إلي صناعة برامج خاصة بالأطفال تقدم لهم الحوار والمساهمة نظرا لأن عدداً من برامج الأطفال تعتمد علي الرسوم المتحركة والتي تبعد عن الواقع.