صنعاء / سبأ / تحقيق / سامي العمري، وابراهيم فتحي :يشكل التسويق الرياضي في عالمنا اليوم واحدا من أهم علوم الإدارة الحديثة المساهمة في رفع مستوى الألعاب الرياضية كونه يوفر دعما ماديا قويا تعتمد عليه الرياضة في معظم دول العالم كما يعود بالفائدة على الشركات والمؤسسات التي تشتغل في هذا المجال. وفي اليمن لا يزال التسويق في المجال الرياضي غائبا وبعيدا عن دعم الألعاب الرياضية مع تواجد خجول في بعض المناسبات والأنشطة. إدارة الأخبار الرياضية والشبابية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بحثت عن أسباب هذا الغياب من خلال أطرافه المعنية المتمثلة في الاتحادات الرياضية ووزارة الشباب والرياضة والقطاع الخاص. البداية كانت مع مسؤولي الاتحادات الرياضية حيث أكد رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة الخضر العزاني ان التسويق الرياضي في اليمن لا يزال قاصرا، معللاً ذلك بعدم وعي القطاع الخاص بأهمية التسويق الرياضي، مشيرا إلى ان اتحاده يحاول منذ مدة طويلة الاعتماد على التسويق لتسيير انشطته. واستطرد العزاني:” الإعلام بمختلف وسائله أيضا لا يبرز الراعي الرسمي للأنشطة التي يقيمها الاتحاد بل يتحاشى ذلك وهذا ينعكس سلبا على إقبال الشركات التجارية لتسويق منتجاتها عبر الأنشطة الرياضية وكلنا أمل في قناة سبأ الفضائية ان تتعاون معنا في هذا الجانب”. وأردف:” استطعنا إيجاد راعي رسمي لبطولة النخبة لكرة السلة للرجال بهدف إيجاد منافسة قوية بين فرق الدوري لدخول هذه البطولة التي تجمع الفرق الأربع الأولى في دوري الدرجة الأولى وهي أول تجربة في هذا المجال نسعى من خلالها إلى إيجاد مورد مالي للبطولة“. وعن تفاعل الوزارة في هذا الإطار أكد العزاني ان الادارة العامة للاستثمار والتسويق مازالت قليلة الخبرة في مجال عملها وتحتاج الى تأهيل العاملين فيها. من جانبه انتقد امين عام اتحاد الفروسية نجيب العذري آلية التسويق معتبرا التعميم الصادر عن وزارة الشباب والرياضة بأن يكون التسويق عن طريق الإدارة العامة للتسويق بالوزارة وتخصيص نسبة لها سببا رئيسيا في غياب التسويق الرياضي. وقال العذري:” يجب ان تعود الفائدة من التسويق على اللعبة واللاعبين وإذا ما تم التسويق عبر الوزارة فان إقامة الأنشطة ستتأخر”. ورأى العذري أن:” على الوزارة عقد لقاء موسع مع الاتحادات الرياضية لمناقشة القضايا المتعلقة بالتسويق ومناقشة وجهات نظر الاتحادات والخروج بآلية تخدم الرياضة”. فيما أوضح أمين عام اتحاد الملاكمة والكيك بوكسينج شوقي البكاري أن الرعاة لأنشطة اتحاده يصطدمون بشروط إدارة الاستثمار والتسويق بالوزارة فيعدلون عن الرعاية، مضيفا “ على ادارة التسويق التعاون معنا والبحث عن رعاة لأنشطة الاتحاد وهذا اختصاصها “. من جهته عزى رئيس الاتحاد العام للتايكواندو موفق منصر غياب تسويق أنشطة اتحاده إلى عدم تجاوب الشركات مع الألعاب الفردية بعكس الألعاب الجماعية بالإضافة إلى عدم وجود متخصصين في التسويق الرياضي وغياب دعم الوزارة للاتحاد في هذا الجانب. وأضاف منصر “ لا يوجد تفاعل من الإدارة العامة للتسويق الرياضي بالوزارة مع طلبات الاتحاد لتسويق أنشطته بصفتها الجهة المختصة “. وبين ان من أهم عوائق التسويق رفض قناة اليمن الفضائية نقل أي نشاط للألعاب الفردية وفي حال وافقت فتكلفة النقل التلفزيوني مرتفعة جدا. إلا انه أبدى تفاؤله بالقناة الفضائية الجديدة (سبأ) وقال:” يجب عليها التفاعل مع الأنشطة الرياضية ما سينعكس إيجابا على إقبال الشركات والمؤسسات لتسويق منتجاتها عبر تلك الأنشطة”. ويوافقه في ذلك رئيس اتحاد الملاكمة والكيك بوكسينج الدكتور حميد المطري الذي قال:” القطاع الخاص لا يدعم إلا إذا وجد اهتمام إعلامي كبير بالنشاط وبذلك ستتطور رياضتنا التي تحتاج إلى الدعم المستمر”. وأضاف المطري:” دعم الشركات يشكل نسبة بسيطة من تكاليف أنشطتنا وهو دعم غير سخي بسبب غياب وعي القطاع الخاص بأهمية التسويق الرياضي كما ان الإعلام لا يبرز الشركة الراعية لان ذلك يدخل ضمن الدعاية الإعلامية للشركة في وسائل الإعلام التي تريد أيضا جزءا من الكعكة”. فيما عزا نائب رئيس اتحاد كرة الطاولة معين السواري عدم تفاعل القطاع الخاص مع الأنشطة الرياضية إلى المستوى المتدني للرياضة اليمنية. وعلى نقيض الآراء السابقة اعتبر السواري وجود الإدارة العامة للتسويق الرياضي إضافة هامة وضرورية للرياضة اليمنية لتنظيم العملية التسويقية. وقال السواري ان نجاح تجارب اتحاده في هذا المجال كان سببا في جذب البطولات العربية وإقامتها في اليمن. ووصف السواري التسويق الرياضي بالعكاز الذي يسند الرياضة ويعينها لتسير بشكل أفضل والوسيلة المثلى للتغلب على المعوقات المالية لأنشطة الاتحادات الرياضية. إلى ذلك نفى مسؤول العلاقات العامة بشركة (يمن موبايل) عبد الرحمن الزيادي دعم شركته للألعاب الجماعية فقط، مؤكدا حرصها على التواجد في جميع الفعاليات الرياضية والشبابية سواء كانت محلية أو بطولات تستضيفها اليمن في مختلف الألعاب الرياضية. وأوضح الزيادي أن( يمن موبايل)تعد خططا سنوية للتسويق الرياضي وتضع ميزانية لها وفق خطط الاتحادات الرياضية التي تتقدم بها إلى الشركة سواء كانت في بداية العام أم قبل انطلاق البطولات الرياضية التي تحظي بتواجد الجماهير. وقال الزيادي:” لا نهمش إلا الاتحادات الميتة التي لا تقيم أنشطة ولا يوجد لها جمهور والتي لا تقدم خططها إلى الشركة “. وفي وزارة الشباب والرياضة اعترف مدير عام الاستثمار والتسويق كمال البعداني بوجود قصور في مجال التسويق الرياضي، معللا “ التسويق من العلوم الإدارية الحديثة التي لا تزال متأخرة في اليمن ونحن الآن نؤسس التسويق الرياضي في اليمن وما زلنا في المراحل الأولى “. وكشف البعداني عن إعداد إدارته لبرنامج متكامل لتأهيل العاملين في مجال التسويق من خلال الدورات التدريبية الشاملة. وأضاف “ سنعقد دورة متقدمة وشاملة خلال الفترة القادمة في التسويق الرياضي بحيث نبدأ من حيث انتهى الآخرون وسنعقد على هامش الدورة ندوة تتناول كيف يمكن ان نسوق لخليجي 20 وسنستقدم محاضراً دولياً يقدم ورقة عمل حول كيفية تسويق خليجي 18 بالامارات وكيف سيتم تسويق خليجي 19 بعمان”. وحول تفاعل الشركات مع التسويق الرياضي قال البعداني “ توجد شركات وصلت إلى مرحلة من الوعي في الجانب التسويقي وشركات استحدثت إدارات متخصصة بالتسويق وأخرى استقدمت خبراء ليسوقوا لها وهؤلاء يفهمون رسالتنا ويتفاعلون معنا “. ودعا مدير عام الاستثمار والتسويق الشركات التجارية إلى تسويق منتجاتها عبر الرياضة كونها غير مكلفة وتحقق انتشارا جماهيريا كبيرا. وعن تفاعل الاتحادات الرياضية مع إدارة التسويق بالوزارة أشاد البعداني بتفاعل بعض الاتحادات التي وصفها بالجادة في هذا المضمار، منوها بجهود اتحادات كرة الطاولة والكرة الطائرة وكرة السلة والجودو في هذا المجال. إلا انه انتقد بشدة اتحادات أخرى دون تسميتها وقال: “ هناك اتحادات سيئة في هذا الجانب وللأسف الشديد الذين يقودونها عملهم ليس واضحا ويلجؤون إلى العمل من تحت الطاولة ولا يريدون إشراك الوزارة وهم معروفون في الوسط الرياضي ولا داعي لذكرهم”. وأكد البعداني ان التسويق الرياضي هو المنقذ والملاذ الحقيقي للاتحادات والأندية، لافتا إلى ان كثير من الدول تعتمد على التسويق الرياضي كمصدر أساسي للدخل ودعم الأنشطة والفعاليات الرياضية بينما تعتمد الاتحادات والأندية في اليمن على صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة.
أخبار متعلقة