إيران تقول : إنها قد تستخدم القوة ضد القراصنة
عواصم/متابعات:كشف السفير السعودي في نيروبي، الدكتور نبيل عاشور، أن القراصنة الصوماليين الذين خطفوا ناقلة النفط السعودية، خفضوا مبلغ الفدية من 25 مليون دولار إلى 15 مليون دولار، مشيرا إلى أن مفاوضات يقودها نائب رئيس الوزراء الصومالي مع الخاطفيـن الذين ينتمون إلى نفس قبيلته، نقلا عن تقرير نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.وقال عاشور الذي أجرى اجتماعــا مع الرئيس الصومالي ونائبه، في اتصال هاتفي، «إن القبيلة التي تختطف ناقلة النفط السعودية، سيريوس ستار، هي قبيلة عير، وهي ذات القبيلة التي ينتمي اليها أحمد عبد الســلام نائب رئيس الوزراء الصومالي، الذي يتولى بنفسه التفاوض مع أعيان وعشائر القبيلة بناء على توجيهات من الرئيس الصومالي عبد الله يوسف الموجود حاليا في العاصمة الكينية نيروبي»، مشيرا إلى انه عقد اجتماعا الخميس الماضي مع الرئيس الصومالي طالبا منه التدخل رسميا لتحرير السفينة. ناقلة النفط العملاقة سيريوس ستار تحمل نفطا قيمته 100 مليون دولار، وطاقما من 25 فردا من الفلبين والسعودية وكرواتيا وبولندا وبريطانيا وأوضح السفير السعودي أن الرئيس الصومالي وعد بالتدخل واتخاذ كافة السبل حيال ذلك. وفور انتهاء الاجتماع عقد الأخير اجتماعا عاجلا مع رئيس الوزراء نور عيدي ونائبه وأبلغهم بضـرورة حل القضية في أسرع وقت ممكن.وعقدت السبت أولى جلسات المفاوضات الرسمية بين نائب رئيس الوزراء الصومالي واعيان وعشائر قبيلة «عير»، خلال مأدبة غداء أقامهــا لهم.وذكرت مصادر أخرى أن الخاطفين خفضوا مبلغ الفدية إلى 15 مليون دولار بعدما كانوا قد طلبوا 28 مليونا ثم 25 مليونا، وتوقعت ذات المصادر أن تشهد الأوقات القادمة تخفيضات أكثر.وفي هذا الصدد، أعلن عاشور أن الحكومة السعودية لم تجر أي مفــاوضات بينها وبين الخاطفيـن، وأنها ترفض مبدأ التفاوض مع أي جهات إرهابية، وأن المفاوضات التي تتم هي بين الخاطفيـن وشركة التأمين.و أكد متحدث باسم متمردين إسلاميين في الصومال يوم السبت أنهم اتخذوا خطوات لمهاجمة قراصنة وراء أكبر عملية اختطاف في العالم، وإنقاذ ناقلة النفط السعودية المختطفة.وتحمل ناقلة النفط العملاقة سيريوس ستار نفطا قيمته 100 مليون دولار، وطاقما من 25 فردا من الفلبين والسعودية وكرواتيا وبولندا وبريطانيا. ويعتقد أن الناقلة راسية قبالة ميناء هاراديري، الذي يقع عند منتصف الخط الساحلي الطويل للصومال.وتعهد فصيل من الإسلاميين بمهاجمة العصابة التي تحتجز الناقلة ردا على قيام أفرادها بخطف سفينة يمتلكها بلد «مسلم».وأدى تصاعد الهجمات قبالة الصومال هذا العام إلى ارتفاع تكاليف التأمين الملاحي، وجعل بعض الشركات تبحر حول جنوب إفريقيا بدلا من المرور في قناة السويس، وتسبب في مطالبات بدفع فدى بملايين الدولارات؛ ما اضطر قوات بحرية دولية إلى التدخل.على صعيد أخر ذكر مسئول بالحكومة الإيرانية في تصريحات نشرت أمس الاثنين أن بلاده يمكن أن تستخدم القوة ضد القراصنة الذين يخطفون السفن إذا لزم الأمر وذلك بعد الاستيلاء على سفينة تستأجرها إيران قبالة ساحل اليمن الأسبوع الماضي. وسبب القراصنة الصوماليون هذا العام حالة من الفوضى في واحد من أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم وخطفوا عشرات السفن من بينها ناقلة سعودية عملاقة تقل نفطا قيمته مئة مليون دولار. وكانت السفينة (ديلايت) التي تحمل علم هونج كونج وعلى متنها طاقم مكون من 25 فردا وتحمل 36 ألف طن من القمح قد خطفت الأسبوع الماضي وهي في طريقها إلى إيران قادمة من ألمانيا. وكانت مستأجرة من قبل شركة (خطوط الشحن الإيرانية) وهي أكبر شركة شحن في البلاد. ونقلت صحيفة (ابتكار) الإيرانية عن نائب وزير النقل الإيراني علي طاهري قوله «وجهة نظر إيران هي أن تلك القضايا يجب التصدي لها بقوة.»، وأضاف «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها الإمكانية لمواجهة القراصنة. وإذا لزم الأمر يمكن أن نستخدم القوة» مشيرا إلى أن من حق البلاد القيام بذلك بموجب القانون الدولي. وبسؤاله عما إذا كانت إيران ستستخدم القوة العسكرية ضد هؤلاء الذين يخطفون سفنها قال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي في مؤتمر صحفي «سندرس كل الخيارات الملائمة وسنطرحها على الطاولة لكن.. دعونا ننتظر ونرى ما هو الخيار المناسب والفعال.» وكانت البحرية الهندية أعلنت الأسبوع الماضي أن واحدة من سفنها الحربية دمرت سفينة للقراصنة في خليج عدن في معركة قصيرة. وكانت شركة خطوط الشحن الإيرانية قد ذكرت يوم الجمعة الماضي أن القراصنة حددوا مطالبهم لإطلاق سراح السفينة (ديلايت) لكنها لم تكشف عنها. وقال مسئول بالشركة أمس الاثنين «نجري اتصالا مع السفينة وفي الوقت الحالي الجميع (أفراد الطاقم) بصحة جيدة.» ولم يدل بمزيد من التفاصيل. وكانت سفينة أخرى هي (ديانات) الإيرانية التابعة لنفس الشركة قد اختطفت من قبل قراصنة في أغسطس آب الماضي وأفرج عنها في أكتوبر. وامتنعت الشركة عن التعليق على سؤال عما إذا كانت قد دفعت فدية للإفراج عن السفينة. والزيادة الكبيرة في هجمات هذا العام قبالة سواحل الصومال أججها تصاعد حركة مسلحة إسلامية في الصومال وإغراءات بدفع فدى تقدر بملايين الدولارات. ودعا قشقاوي إلى حل دولي تشارك فيه جماعات ملاحية والأمم المتحدة بالإضافة إلى دول لها أسطول بحري في المنطقة المتضررة. وقال قشقاوي «طرحت خطط جادة في هذا الصدد وهذا العمل يجب أن يمضي قدما في إطار عمل الأمم المتحدة وتحت إشرافها.» وأضاف «نعتقد أن هذا الجزء من المسؤولية (تحقيق الأمن في المنطقة) يقع على عاتق دول تزعم أن لديها السيادة البحرية على بحار العالم.» ولم يختص قشقاوي أي دولة بالذكر. لكن إيران عدو قديم للولايات المتحدة ودول غربية أخرى.