بيروت/14 اكتوبر/ليلى بسام: قال الزعيم المسيحي سمير جعجع أمس السبت إن على الزعماء المسيحيين اتخاذ خطوات جدية باتجاه المصالحة محذرا من خطورة اندلاع العنف بين أتباعهم. وقال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع «هناك حاجة ملحة جدا أن نتخلص من كل الرواسب التاريخية الموجودة بين القوات والمردة في الشمال ونتخلص من الجو النفسي الموجود ومن كل التشنج الذي يجعل أي حادثة تحصل تؤدي إلى سقوط ضحايا بين الجانبين » :وكان قتل الشهر الماضي شخصان وأصيب ثلاثة في اشتباك بين مؤيدين للقوات اللبنانية وتيار المردة بزعامة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية في قرية بصرما في الكورة بشمال لبنان. وتيار المردة هو حليف لحزب الله الشيعي بينما القوات اللبنانية هي احد أطراف تحالف الأغلبية المدعوم من الغرب. ويعود الخلاف بين الجانبين إلى ثلاثين عاما إذ يتهم فرنجية قائد الميليشيا السابق جعجع بالمشاركة في اغتيال والده طوني فرنجية نجل الرئيس السابق سليمان فرنجية في هجوم شنته ميليشيا مسيحية منافسة عند بيته في اهدن بشمال لبنان لكن جعجع ينفي ضلوعه في الاغتيال. واعتبر جعجع أن اتهامه «واحد من اكبر الظلامات في تاريخ لبنان الحديث.» وبعد أحداث الشهر الماضي تسارع الحديث عن المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية وترددت الأنباء عن اجتماع ثنائي سيعقد بين فرنجية وجعجع لنزع فتيل التوتر في الشمال. وقال جعجع «في اليومين الماضيين سمعنا أكثر من مسئول في المردة يقول أنهم لا يطلبون مشاركة الجنرال ميشال عون (حليف فرنجية) في الاجتماع لأسباب سياسية بل هم يطلبونه لأسباب عاطفية أو نفسية أو شخصية... بالتالي إذا كان فرنجية يريد مشاركة الجنرال عون لأسباب شخصية ومعنوية وعاطفية فلا مانع لدينا.» أضاف «إذا كان من هذه الزاوية وبهذا الشكل لا مانع لدينا ولكن لا يجب أن ننتقل الآن إلى البحث السياسي قبل أن نكون قد انتهينا من الشق النفسي والتاريخي والدموي والشخصي في هذه العملية.» وأوضح «المهم أن يتم هذا اللقاء وان يكون نقطة تركيزه الرئيسية في أول مرحلة على إنهاء ذيول أحداث الشمال منذ ثلاثين عاما حتى الآن وفتح صفحة جديدة والتخلص من التشنج النفسي الذي صار له ثلاثين سنة يتحكم بالمنطقة » .ومضى يقول «من المفترض أن نطوي صفحة الماضي ليرتاح الجو النفسي في الشمال والتشنجات الحاصلة وبالتالي حتى لا نكون معرضين كل يوم والثاني إلى مشكل دموي..» .وحذر جعجع من انه «إذا لم تتم هذه المصالحة سيبقى هناك تاريخ طويل من الصراع الدموي... وسيظل ثقل هذا التاريخ موجودا بكل لحظة على الساحة الشمالية وستظل الأجواء النفسية مشحونة وسنكون معرضين في كل مناسبة لأحداث لا تحمد عقباها » .وقال «هذه نقطة التركيز الأساسية. أولا وأخيرا كنا نريد أن نصل إليها وفيما بعد ننتقل إلى البحث السياسي إذا كان من الممكن أن نتوصل إلى أي قواسم سياسية مشتركة أم لا انطلاقا من مواقف سياسية متباعدة على الساحة المسيحية » .