[c1](1)[/c]أعلن (علوي) في سن مبكرة من عمره عن حريته واختار لنفسه منذ الصغر طريقاً خاصاً لحياته وسماها المقربون منه (طريق الكفاح وإثبات الذات) كان في الصباح يذهب إلى المدرسة وفي الظهيرة يتوجه إلى العمل وفي المساء يتفرغ للمذاكرة الجادة.. وكانت الحصيلة طالباً من الأوائل وأصغر موظف في المهنة التي مارسها متأثراً بأبيه محققاً أجراً يومياً جيداً مقابل إخلاصه في عمله. لم يشعر أبو بالمسؤولية فقد تحمل (علوي) مسؤولية الإنفاق على نفسه وتوفير كل محتاجاته ومازاد معه من مال لا يبخل به على أمه وأخوته.كانت أم (علوي) تحبه بحكم أنه أكبر أولادها جميعاً (البكر)، تفرح لفرحه وتحزن لحزنه وكانت أقرب لقلبه من والده.. أحبته فأحبها. واصل (علوي) تعليمه وتوظف دون علم الوالدين ودون أن يحملهم همومه ومعاناته ومصاريفه، فكان قاسياً على نفسه من أجل تحقيق أحلامه. (علوي) الوحيد من بين أفراد أسرته الـ (15) أكمل تعليمه.. الوحيد من أخوته توظف وحافظ على وظيفته وتفوق في مهنته ومشهود له بالاستقامة والانضباط والتواضع.[c1](2)[/c]عاش (علوي) صغيراً مطيعاً للأوامر منفذاً لمطالب الوالدين متغاضياً عن بعض الأخطاء التي ترتكب في حقه من أبوين لهما الحق حتى في ذبحه.. فوجد (علوي) بعد أن نال الشهادة التخصصية وضمن الوظيفة أن الوقت قد حان للزواج فأختار شريكة لحياته. في العام الثاني من الوظيفة تزوج من زميلة له وهو لا يعلم بأن زواجه قنبلة موقوتة، لم يمر شهر من الزواج حتى انفجرت، ونالت من العريس (علوي) وعروسه (زيزي) اللذين نالا من الأذى الكثير من إحراق ملابسهما والاعتداء على (علوي) من أخوانه في ظل صمت الأم الرهيب المصحوب بالأعصاب الهادئة وخوف الأب المرعوب الذي لا يمتلك حق السيطرة على أفراد أسرته! كون الأم هي صاحبة القرار الأول والأخير!!وحين اشتدت الخلافات بين الزوج وأخوانه انحازت الأم للأخوة الأعداء، وطردت (علوي) وزوجته من منزله الذي بناه من حر ماله، فعاش الزوجان حياة التشرد دون منزل حتى فتح الله عليهما، بمنزل بفضل الله ومحبته. فأسس (علوي) و (زيزي) أسرة من الصفر بعد طردهما بملابسهما التي على جسديهما لكن كان الله معهما كساهما برزقه، فتعهد (علوي) على نفسه أن يبني أسرة نموذجية في المجتمع لا تسلك سلوك أخوته الذين تميزوا بالحقد والكراهية لأخيهم الأكبر (علوي)، الذي شغلوه عنوة في مشاكلهم وفضائحهم التي اعتبرها مسؤولية حسب توصية والده أن يقف إلى جانب أخوانه بالذات الأعداء منهم عند المحن، وعمل بالوصية ومازال يعمل بها دون أن ينال منهم أقل التقدير والأحترام!![c1](3) [/c]مات والد (علوي) في يوم مبارك وفضيل بعد أن نال من أولاده وبناته جملة من النكران والتعذيب بسبب سيطرة الأم عليهم، وأفضل أبنائه كانوا يهربون من التدخل في مشاكل الأبوين التي أدت في الأخير إلى انفصالهما.في اليوم الثالث من موت والد (علوي) تعرض (علوي) لهجوم في ساعة السحر من قبل أخوانه الأعداء ذكوراً وإناثاً إلى منزله، فتم ضربه وضرب زوجته وأولادهما ضرباً مبرحاً.. والسبب أن (علوي) كان مقرباً من والده رافضاً أوامر والدته في معاداة والده!! فمرت هذه العارضة ولكن والدته حرمته من تركة والده الشرعية فقبل (علوي) التنازل عن كل حقوقه تجنباً للمشاكل، وطمعاً في التقرب إلى الله أكثر وأكثر والاقتناع بما كتبه له من رزق من وظيفته ووظيفة زوجته التي تساعده فيما يحتاجه.[c1](4)[/c](علوي) شاب ناجح تجاوز العقد الرابع من عمره، متزوج منذ عشرين عاماً، مخلفاً من الأبناء والبنات خمسة وله في وظيفته اثنان وعشرون عاماً، وأكبر أولاده بنت عمرها تسعة عشر عاماً وأصغر أولاده عمره سبعة أعوام.امتنع مؤخراً (علوي) عن زيارة والدته في منزلها بسبب أن أصغر أخوته بصق في وجهه ما أفرزه فمه، وكاد يمد يديه على أخيه الأكبر الذي في مقام والده.. أمام والدته التي التزمت الصمت!![c1](5)[/c]بعد كل ماسرده على مسمعي (علوي) قلت له : تحمل أذيتهم ومضايقتهم لأن الله سينال منهم بسبب ظلمهم، وأنت أجرك عند الله كبير.. إنها واحدة من المصائب التي تنال من الناجحين سببها الأقربون!!علي الخديري
الأخـوة الأعـداء والأم الصامتـة
أخبار متعلقة