هذا هو حال الدنيا وحال من عليها ، فيما أسعدها وأطيبها في وقت السعد والهناء وما أقبحها وأمرها عند اليأس والحزن .وبعدما بدأت الأم الحنون عدن وصاحبة الحضن الدافئ الكف من ذرف الدموع وخلع ثوبها الاسود ، إذا بها تستيقظ في صباحها باكية على فراق ولدها الذي تربى وترعرع وتلقى تعليمه فيها حتى صار رجلاً ، ثم مثلها بكل فخر واعتزاز خلال مشواره العملي إنه الصحفي الكبير ، وكنز الثقافة اليمنية الاستاذ القدير شكيب عوض سعد رحمة الله عليه .وعند إستعادة شريط الماضي ذكريات قبل سبع عشرة سنة تقريباً عندما كنت أشاهد شكيب على قناة التلفزيون أو أسمع أحداً يتحدث عنه إنزعج و..و.. الى أن سنحت الفرصة ونلت شرف التعرف وعليه شخصياً بواسطة صديق عزيز عليّ يرحمه الله في إحدى الجلسات وإذا بي أمامه وجهاً لوجه ثم جلسنا بجانبه وإلتزمت الصمت مكتفياً بالانصات دقائق قليلة بعدها شعرت إن رأيي ومفهومي نحو شكيب قد تغير فهمست في أذن صديقي قائلاً " واثق الخطى .. يمشي ملكاً فضحك فسألنا لماذا أقولها وفي من عندها أخبرته إنها في الاستاذ شكيب فضحك بصوت عال فسأله شكيب فما أضحكه فرد عليه : لقد قال فيك أحسن الكلام فأخبره بما قلت فتبسم يرحمه الله وكسرت أو أزاحت الحاجز الذي كان بيننا ، وسرعان ماتبادلنا الحديث الجماعي من مجال الى آخر . ثم قال لي رحمه الله :ألاّ تعرف أن عندك مقومات الصحفي الناجح فتفاجأت واندهشت وارتبكت ثم بدأ يشرح عن الصحافة واهميتها وماهي مقومات الصحفي الناجح فكان يرحمه الله أول من شجعني وشد أزري على الكتابة الصحفية .وتوالت اللقاءات والاتصالات بيننا وكان في كل مرة يحفزنا على الكتابة ويقدم لي النصائح حتى إنه كان على علم مسبق بكل ما أكتبه ، وأول من يهنيني بعد النشر .لقد وجدت فيه صفات قلما تجدها في عثرةكان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين مشفقاً لا يستهان به حباه الله عقلاً وذاكرة ولم يسجل قط في تقديم العون او المساعدة او المشورة كنز ومرجعية للثقافة والصحافة .وفي الآخير أقول : للأستاذ شكيب ، نعم إن جسدك وروحك رحلا الى جوار الهادئ لكن اسمك وذكراك منقوشان في قلوبنا ومخيلتنا نقش الحجر الى ماشاء الله .تغمدك الله بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته والهم اهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون . د. محمد فرحان عون
|
ثقافة
وداعاً أبا محمد
أخبار متعلقة