صنعاء / سبأ:أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح علي باصرة أهمية إيجاد الحلول الناجحة للتحديات التي تواجه العاصمة صنعاء وسرعة انجاز وتنفيذ المخططات الحضرية للحد من البناء العشوائي في أطراف العاصمة.وقال باصرة لدى حضوره افتتاح الندوة العلمية الخاصة بـ«التوسعات العمرانية في مدينة صنعاء التحديات والحلول» التي تنظمها على مدى يومين نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة صنعاء، أن مدينة صنعاء تواجه العديد من المشاكل والتحديات منذ نهاية الثمانينيات بشكل متسارع وكبير حتى أصبحت من أسرع العواصم العربية نمواً بشكل لم يتوافق مع متطلبات التخطيط الحضري.وأضاف:«أن على الجامعات اليمنية أن ترتبط بخدمة قضايا المجتمع ولا تكتفي بالدراسات النظرية وذلك من خلال قيام مراكز البحث العلمي بدراسة المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لمختلف القضايا التي تواجه المجتمع وخاصة في مدينة صنعاء التي تعاني من التوسع العمراني والبناء العشوائي على أطراف المدينة بالإضافة إلى مشكلة المياه الرئيسية».وأكد وزير التعليم العالي أهمية إعادة النظر في المخططات الحضرية الموجودة وسرعة انجاز مخططات لمدن جديدة في أطراف العاصمة للأجيال القادمة، وحث المواطنين على ترشيد استهلاك المياه وتوفير الإمكانات اللازمة والحقوق المتساوية للمواطنين في مختلف المحافظات للحد من الهجرة الداخلية.
جانب من الحضور
ولفت باصرة إلى أن السبيل الأمثل للخروج من هذه المشاكل بتطوير التعليم، والاهتمام بالبحث العلمي الذي هو أساس تقدم المجتمعات والشعوب.من جانبه أكد وزير الدولة أمين العاصمة عبد الرحمن الأكوع أهمية هذه الندوة باعتبارها ستمثل مرجعاً للاستفادة من مخرجاتها لتطوير سير الأداء في أمانة العاصمة.وأوضح الأكوع جملة من المشاكل والتحديات التي تعاني منها أمانة العاصمة والتي تحتاج إلى تضافر كافة الجهات المعنية للعمل على إيجاد الحلول اللازمة.وقال وزير الدولة أمين العاصمة: «إن المشكلة الأساسية هي عدم وجود هوية لأمانة العاصمة وتحديد حدودها لأكثر من 30 سنة».وأضاف: «أن تأخر إصدار المخططات العامة تعمل على تشجيع البناء العشوائي،بينما تلك المخططات تحتاج إلى تعويضات ولا توجد مخصصات لازمة لإجراء هذه التعويضات.. مؤكداً أن الإيرادات ضعيفة نتيجة قيام بعض المسئولين والوجهاء بمخالفة القانون والحق العام من خلال التخلف عن دفع ما عليهم من رسوم الكهرباء وبعض الخدمات لأكثر من 20 عاماً».وأكد أن اكبر المشاكل التي تواجه أمانة العاصمة هي المياه، والنظافة، والتعليم، ومخرجاته الضعيفة، بسبب الهجرة الداخلية، والنمو السكاني المتزايد، وقلة عدد الفصول الدراسية مقارنة بالطلاب الملتحقين في السنوات الدراسية.وبين الأكوع أن عدد الفصول الدراسية في أمانة العاصمة تعتبر اقل الفصول الدراسية على مستوى المحافظات ، حيث يبلغ عدد مدارس الأمانة نحو 260 مدرسة يدرس فيها أكثر من 600 ألف طالب وطالبة منهم 100 ألف طالب وطالبة تستوعبهم المدارس الخاصة والأهلية، بمعدل 220 طالباً وطالبة في الفصل الواحد الدراسي الواحد وهو ما يشكل خطورة وتراجعاً في مستوى التعليم في اليمن.من جانبهما استعرض رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم ونائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور حاتم محمد الصباحي أهداف ومهام الندوة العلمية التخصصية الموسومة بالتوسعات العمرانية في مدينة صنعاء إيماناً بالدور الذي يقع على عاتق الباحثين والأكاديميين والمهتمين من ميدان العمل في القطاعين العام والخاص والمؤسسات ذات العلاقة للإسهام والمشاركة الفاعلة والارتقاء بأطر الجامعة النظرية وأبعادها التطبيقية إلى مستوى عاصمة اليمن واقعاً وتطلعاً، وبناء الإنسان المحور الأساسي لتقدم وتطور الشعوب.وأكدا أن جامعة صنعاء تسعى من خلال هذه الندوة إلى تسليط الضوء على سياسات التخطيط العمراني في مدينة صنعاء وأثرها على التوسعات العمرانية، ودراسة تحليل المشاكل والتحديات التي تواجه تنفيذ المخططات عملياً واقتراح الحلول والبدائل، وتحفيز القطاع الخاص لتعزيز دوره في التنمية العمرانية، بالإضافة إلى معرفة الاختلاف بين القوانين واللوائح والأنظمة للعمران، وتفعيل دور البحث العلمي في ميدان التخطيط والتنمية العمرانية،و تشخيص التشريعات في المجال العمراني.وأوضح طميم والصباحي أن مدينة صنعاء القديمة تعتبر نموذجاً للبناء المثالي الذي تم بناؤه بطريقة علمية ومنهجية ولم تكن يوماً عشوائية، وذلك من خلال التخطيط الحضري و التقسيمات المتوازنة والمتنزهات المفتوحة وتصاميم صرف المياه والسائلة والمساجد والمستشفيات، وكذا استخدام الأحجار التي تضيف إلى مدينة صنعاء طابعاً جمالياً ومعمارياً متميزاً على مر العصور.بعد ذلك بدأت فعاليات الجلسة الأولى برئاسة نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، حيث قدم المهندس محمد الطلوع ورقة بعنوان «التوسع العمراني في المدينة اليمنية .. صنعاء إنموذجاً»، فيما تناول المقدم الدكتور أمين خيران ورقة بعنوان دور التخطيط الحضري في تحسين مستوى الأمن والسلامة» وقدم الدكتور صالح السحيقي ورقة بعنوان «إجراءات منح تراخيص البناء والمعوقات الميدانية والقانونية» فيما تناول المقدم الدكتور نديم محمد الترزي ورقة بعنوان « التخطيط الحضري وأثره على الحركة المرورية».و سيتم في الجلسة الثانية اليوم الاثنين مناقشة المحاور المقدمة من الباحثين والمهتمين في مجالات « الجيوب الريفية في أمانة العاصمة، الأبعاد القومية العربية الإسلامية في السياسات التخطيطية العمرانية للعاصمة صنعاء، وصنعاء مدينة من منظور ثقافي، والتوسع العمراني لصنعاء منذ 1962 إلى 2010م، والنمو العمراني في مدينة صنعاء التحديات والحلول، وعوامل النمو، والتحولات العمرانية لصنعاء دراسة حالة التأثيرات الاجتماعية».حضر الافتتاح عدد من الباحثين والأكاديميين و المهتمين وعدد من أعضاء مجلس الشورى وعدد من المسئولين.