الفاشر (السودان) / 14 أكتوبر / رويترز :هدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم أمس الأحد بطرد دبلوماسيين والمزيد من منظمات الإغاثة.وكان البشير يلوح بسيف وهو يتحدث في اجتماع حاشد في دارفور يوم أمس الأحد بعد أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أمر اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب.وأغلق السودان بالفعل 13 منظمة إغاثة أجنبية وثلاث منظمات إغاثة محلية قائلا إنها ساعدت المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت الأسبوع الماضي أمر اعتقال بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور.وقال البشير في اجتماع حاشد في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور انه طرد منظمات إغاثة لأنها هددت أمن السودان مضيفا أنه سيطرد كل من يعمل ضد القانون السوداني سواء كانت منظمات تطوعية أو بعثات دبلوماسية أو قوات أمن.ولوح البشير بسيف في الاجتماع الحاشد بعد الكلمة التي ألقاها وأهان فيها المحكمة الجنائية الدولية كما سخر من الغرب ودافع عن قرار إغلاق منظمات إنسانية.وأشار البشير إلى العديد من الفظائع التي ارتكبها الغرب من جرائم القتل الجماعي التي تعرض لها الهنود الحمر خلال تأسيس الولايات المتحدة إلى قصف هيروشيما وفيتنام والعراق. وتابع أنهم قتلوا الملايين من الهنود الحمر متسائلا لماذا لم يحاكموا.وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية وكل من يعمل لصالحها تحت قدميه.ولوح آلاف الناس الذين كانوا يركبون الخيل والجمال بلافتات وأعلام لتحية البشير الذي توجه إلى البلدة وهو يلوح لهم من على متن شاحنة صغيرة مفتوحة.وسخر بعض الأشخاص من لويس مورينو أوكامبو المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية. وشوهد رجل يقود حمارا وضع قناعاً على شكل أوكامبو على رأسه في حين حمل آخرون دمية على شكل كلب وكتب اسم أوكامبو على جانبها.وقبل الطرد كانت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تدير أكبر عملية إنسانية في العالم في دارفور حيث يقدر خبراء دوليون أن نحو ستة أعوام تقريبا من الصراع أرغمت أكثر من 2.7 مليون شخص على النزوح عن ديارهم كما أسفرت عن سقوط 200 ألف قتيل.وزار البشير الفاشر بينما قال مسؤولون إن أوامر طرد المنظمات «لا رجعة فيها».وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية لوكالة السودان للأنباء إن تعاون منظمات الإغاثة مع المحكمة ثبت بالدليل.ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن صديق قوله إن وكالات الحكومة ستغطي البرامج التي تركتها منظمات الإغاثة التي طردت من البلاد بمساعدة منظمات الإغاثة الأجنبية والمحلية المتبقية.ونفت المنظمات التي طردت وبينها أوكسفام وأنقذوا الأطفال مساعدة المحكمة وحذرت من أن إغلاق برامجها سيكون له أثر مدمر على مئات الآلاف من السودانيين في دارفور وما ورائها.وأصدرت الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة في السودان بيانا السبت الماضي قالت فيه إنه يستحيل سد الفجوة الناجمة عن طرد منظمات الإغاثة التي تمثل معا نحو 40 بالمائة من العمليات الإنسانية في دارفور.وأضاف البيان «بالرغم من أن نحو 85 بالمائة من المنظمات غير الحكومية الدولية تعمل في دارفور إلا أن دون هذه المنظمات ستتوقف معظم عمليات الإغاثة فعليا.»وأثارت أوامر الطرد موجة من الانتقادات من الأمم المتحدة والدول الغربية وزعماء الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي.وحذر مسؤولو إغاثة من أن طرد منظمات الإغاثة سيضر مناطق أخرى مضطربة في شمال السودان خاصة في المناطق الواقعة على الحدود المتنازع عليها مع جنوب السودان.