طرابلس/بيروت/14 أكتوبر/وكالات/رويترز: قالت مصادر أمنية لبنانية إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 30 شخصا أمس الأحد في اشتباكات طائفية في مدينة طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية. وهز دوي انفجارات ونيران مدافع رشاشة المدينة في الوقت الذي اشتبك فيه مسلحون سنة ومسلحون علويون بضواحي مدينة طرابلس التي تقطنها أغلبية سنية. وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني في المنطقة وحاولت إنهاء الاشتباكات في الوقت الذي حاول فيه زعماء محليون احتواء الصراع. ونزحت عشرات الأسر عن مناطق الاشتباكات التي هدأت بعد أن قبل الجانبان وقفا لإطلاق النار. وأصيبت عدة منازل ومتاجر وسيارات في الاشتباكات التي جعلت شوارع المدينة مهجورة إلى حد بعيد، ولم يتضح على الفور كيف بدأت الاشتباكات فجرا ولكن التوترات زادت في الأسابيع الأخيرة بين منطقة باب التبانة السنية وجبل محسن وسكانه من العلويين. وكان لبنان أنهى الشهر الماضي أزمة سياسية استمرت (18) شهرا بتوصل الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب والمعارضة بقيادة (حزب الله) إلى اتفاق بوساطة قطرية. وكان الصراع أدى إلى أعمال عنف بين الجانبين. ومنذ ذلك الوقت تقع حوادث أمنية صغيرة بين أنصار الجانبين. وأثار التأخير في تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي مخاوف من تدهور الوضع الأمني من جديد. وأعلن مصدر في الجيش اللبناني أن المواجهات التي بدأت في باب التبانة وجبل محسن شمال طرابلس، امتدت لاحقا إلى شرق المدينة، وهو ما دفع الجيش إلى سحب عناصره من المنطقة فيما كثف انتشاره في مناطق أخرى خوفا من امتداد المواجهات. وفي السياق نفسه، طالبت شخصيات طرابلسية الجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران ودعوة الأطراف المتقاتلة إلى اجتماع امني لوضع حد للأمور، وتحدث مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار باسم المجتمعين قائلا أن التصريحات التحريضية الصادرة عن بعض السياسيين ولاسيما في ما يتعلق بطرابلس والشمال تطرح علامات الاستفهام حول ما تتعرض له هذه المنطقة من توتر.وأكد المجتمعون من سياسيين ورجال دين على أن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية هي المرجع الأمني الصالح لاستتباب الأمن في طرابلس وكل لبنان مطالبين إياهم بـ»ردع المعتدي من أي جهة كان ولو أدى ذلك إلى الرد على مصادر النيران من اجل حفظ امن طرابلس وأهلها».وناشد المجتمعون جميع القيادات السياسية لدعم مسيرة التهدئة وتثبيت الأمن في طرابلس والشمال وعدم الأخذ بالشائعات التي من شأنها أن تسعر الأوضاع وتفاقمها.ودعا بيان المجتمعين قيادة الجيش في الشمال إلى دعوة ممثلي الأطراف المتنازعة لاجتماع امني فوري من اجل تثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من جميع المناطق ومنع الاعتداء بكل أنواعه ووضع آلية مع الفرقاء المعنيين لتفادي أي خرق امني أخر، وطالب المجتمعون الجيش بوضع يده على كافة مستودعات الأسلحة في طرابلس والشمال.على صعيد آخر، أعلن حزب الله انه «مستمر في بناء قدراته الدفاعية» محذرا الغالبية النيابية من «التآمر» عليه. وقال مسئول العلاقات الخارجية في الحزب المدعوم من إيران في تصريحات نقلتها الصحف أمس الأحد «إذا اتفقنا أو لم نتفق (مع الغالبية) على استراتيجية دفاعية فان هذا لن يغير من حقيقة أن المقاومة مستمرة في بناء قدراتها الدفاعية». وحذر الموسوي «من أي محاولة لتركيب وضع في لبنان لطعن المقاومة في ظهرها، فأنني أقول أنكم جربتم هذا الإجراء وسرعان ما انهزم», في إشارة إلى المعارك الضارية التي شهدها لبنان في مايو وسيطر خلالها مسلحو حزب الله وحركة أمل على بيروت. ومن المقرر أن يقوم مجلس الوزراء بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بتعيين قادة على رأس عدد من الأجهزة الأمنية وقائد للجيش. وكان النائب حسن فضل الله من حزب الله أعلن الخميس أن لبنان سيبقى بحاجة إلى المقاومة حتى في حال انسحاب إسرائيل من (مزارع شبعا) على الحدود بين لبنان وسوريا وإسرائيل. وكان حسن فضل الله احد نواب حزب الله صرح الخميس أن استعادة مزارع شبعا المحتلة «لن يغير في المعادلة القائمة لجهة ضرورة وحاجة لبنان للمقاومة». وقال أن الولايات المتحدة تبدي اهتماما بمزارع شبعا من اجل التوصل إلى نزع سلاح حزب الله الذي تعتبره «منظمة إرهابية». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أكدت الاثنين الماضي خلال زيارة مفاجئة إلى بيروت «الوقت حان» لتسوية قضية مزارع شبعا.