كتب/هبة حسن الصوفي:أصبحنا نعيش في الآونة الأخيرة زخما كبيرا في ما يعرض في الوسط الفني والتمثيلي الخاص بالدراما والبرامج الموسيقية التي اكتسحت العالم العربي والمحطات الفضائية وجميع المجتمعات البشرية .وقد يستغرب البعض تطرقي لهذه الظاهرة التي أسرت الأطفال قبل الكبار،فكان الأطفال في السابق يتلهفون لمشاهدة أفلام الكرتون ومسلسلات الأطفال والقصص العالمية،ولكن مع مواكبة العصر وتطور العلم وتقدم التكنولوجيا تغير مفهوم الطفولة عند الصغار،فأصبحوا يتسابقون لمشاهدة الأفلام العربية والموسيقى والمسلسلات بكافة أنواعها التي أصبحت شغلهم الشاغل.وما أذهلني عندما قابلت طفلة لم تتجاوز عامها الثالث فإذا بها تفاجئني بأسماء بعض المسلسلات المدبلجة (التركية)وتسرد لي المواقف وتتذكر أسماء أبطال المسلسل ،فعجبت !!هل قد بلغ ذكاء الأطفال هذا الحد وبتلك السرعة البديهية العالية،قد اختلفت عند الأطفال في زمن الماضي،أم أن غياب رقابة الأهل من خلال التوعية والإرشاد لأبنائهم بما يستوجب مشاهدته قد أعطى فرصة للأطفال بالتركيز الذهني القوي ،وقد يقول البعض إنه أمر طبيعي لا يستحق التعليق أو وضع علامة استفهام امامه.ولكن بنظري ...لا...لابد من الوقوف أمام هذا الموضوع فالأطفال أصبحوا لا يكثرتون للمذاكرة أو الاهتمام بالجدول الحصصي وكيفية التحضير له ،أو نسيانهم لعمل الواجب المدرسي وحتى تطور الأمر لعدم خلودهم للنوم بسرعة فأصبحوا يطيلون السهر ولا يستطيعون الذهاب للمدرسة ،ويبق تركيزهم فقط...حين يبدأ ذلك المسلسل أو ذلك البرنامج ومن الملاحظ بأن الأطفال لا يتذكرون ماكانوا يدرسونه طيلة النهار في المدرسة،ولكنهم يتذكرون وبشكل جيد أحداث المسلسل في اليوم السابق.هل السبب بأن الزمن تغير أم نحن في عصر السرعة أم أن انشغال الأم والأب في أمورهم جعلهم يتركون الحبل على الغارب.وأنا لم أكن ضد هذه الموجة العارمة من المسلسلات والبرامج والأفلام التي غزت جميع القنوات الفضائية ولكنني ضد أن يكون الأطفال أسرى لمثل تلك البرامج،فالطفل لابد أن يغذي فكره بالعلم والمعرفة والدين والأخلاق الحميدة والمبادئ ولا نغذي أذهانهم بأحداث مسلسل أو برنامج ما يكبر سنهم ويفوق استيعابهم.وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع تصرفات بعض الأطفال التي تبدو منهم وكأنهم قد بلغوا سنهم ،وعندما تكون طفلة تريد تقليد إحدى الممثلات بتصرفاتها وحديثها وحركتها ،أو يكون طفلا يريد تقليد شخصية رجل عنيف في أحد المشاهد قد يؤثر في سلوكيات هؤلاء الأطفال .فهذا السلوك قد يدل على ذكاء بعض الأطفال لالتقاطهم الشخصية بسرعة ولكن ماذا كان سيحدث إن تعلم ذلك الطفل أو تلك الطفلة معنى لحديث شريف أو حفظ عددا من الآيات القرآنية، فأصبح دور الأهالي في التوعية والرقابة شبه معدوم.فبعض الأهالي يشجعون أطفالهم على التقليد لتصرفات من يكبرهم سنا وهذا ليس بصحيح.واكرر بأنني لست ضد هذه الظاهرة ولكنني ضد أن يتعرض الأطفال للغزو الفكري ،الذي أصبحنا نعاني منه نحن الكبار.
|
اطفال
طفولة عصرية ..وقصور في الرقابة الأسرية!!
أخبار متعلقة