مكتبة (السعيد) في تعز
[c1]* المكتبة تحتوي على ما يربو عن 25165 عنواناً للعديد من الكتب العامة والمتخصصة والأكاديمية[/c]استطلاع / عبدالرب الفتاحي :رائع أن تبدأ في البحث عن جانب آخر يمكن أن يملئ عليك فراغك لتحس من جديد بمتعة أخرى تعطيك قدراً من الانتعاش في تقليب نظرك حول صفحات من كتب معينة على مكتبة واسعة ورائعة وجاذبة ومنظمة ومقامة على أسلوب فني وهندسي فريد، هذا ما يمكن أن تحمله قناعتك وأنت في مكتبة السعيد التي تعد تعبيراً واضحا على إمكانية إقامة مثل هذه المشاريع من قبل رأس المال التجاري أو المؤسسي .[c1]البناء والتأسيس في حياة المكتبة[/c]في 29 نوفمبر من عام 1997م وضع حجر الأساس لمكتبة السعيد التي تعتبر أحد أوجه النشاط الذي تقوم به مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وتم افتتاح مكتبة السعيد العامة للجمهور في غمرة احتفالات بلادنا قيادة وحكومة وشعباً بالعيد الوطني العاشر للجمهورية اليمنية، وتم إنشاء هذه المكتبة بقرار من آل سعيد أنعم لما قدمه من خدمات لمجتمعه في الميدان الاقتصادي بصورة عامة وفي المجال الخيري بصورة خاصة انطلاقا من حسه القومي وتجسيداً لأمانيه في تطوير العلوم والتكنولوجيا في بلاده، وتعتبر مؤسسة السعيد خاصة وذات نفع عام وغير ربحية.[c1]الشكل الخارجي والداخلي للمكتبة[/c]وتشكل مكتبة السعيد دائرة من دوائر مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة تقع المكتبة في المبنى الرئيسي للمؤسسة الذي يتكون من أربعة طوابق ويتضمن مساحات خصصت للأقسام الإدارية للمؤسسة وأمانة جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم (الدور الثاني) ومنتدى السعيد (الدور الثالث) وقد روعي في تصميم وإنشاء المبنى سواءً في تشكيله الخارجي وتقسيماته الداخلية طابع يعكس الجوانب المعرفية والإبداعية التي تتميز بها المؤسسة حيث يبدو واضحاً وجلياً فن البناء اليمني والعربي الذي يمكن تحديده بسهولة من خلال التأمل في شكل المكتبة ومنظرها العام حيث تطل من على تلة قريبة في الارتفاع لتكون مجسماً حيا لدورها الوظيفي في مدينة الثقافة في تعز الحالمة لتكون المنتدى الباحث عن ثقافة تسمو بأهلها إلى قدر من المعرفة الحقة التي تساعد على نمو المدارك وفق إطار صحيح وموضوعي في مواجهة عصر تتجاذبه حداثة المعرفة والتحليل وتقنية السرعة.والمبنى مؤثث ومزود بأجهزة التكييف والإضاءة الجيدة والأثاث المناسب من رفوف ومقاعد وكراسي إضافة إلى التجهيزات الأخرى كالحواسيب والأنظمة الخاصة بالنداء أو الصوت أو الإنذار والإطفاء إذا حدثت حرائق وينحصر العمل في المؤسسة بالجوانب البنائية التالية:[c1]الدور الأول :[/c]وتوجد فيه مكتبة الاستقبال والأمانات، وهذا يقع مباشرة أمام باب الدخول إلى المكتبة حيث يقوم الموظف المختص بتقديم الخدمات الأولية التي تسبق الصعود بحيث تمر إلى المكتب لتقوم بتقديم بعض البيانات الخاصة بك كما يقع أيضاً في هذا الدور مركز ثقافة الطفل الذي هو محدد أصلاً لتنمية قدرات الطفل الذهنية واللغوية وتعريفه ببرامج الحاسوب كما يوجد أيضاً بهذا الطابق خدمات الانترنت والباحثين وهو قسم خاص تتوفر فيه العديد من أجهزة الكمبيوتر والانترنت الذي سيتم افتتاحه قريباً وإلى تلك الجوانب الخدمية للمكتبة يتواجد قسم خاص بخدمات المعالجة الفنية حيث نقوم على عاتق هذا القسم مهمة تزويد المكتبة بالكتب والقيام ببعض الخدمات المكتبة عليها من تصنيف وفهرسة ووضع رموز معينة.[c1]الدور الثاني :[/c]توجد في هذا الطابق قاعة المطالعة وهي تقع فوق الدور الأول إلى اليمين حيث يمكن التعرف عليها باعتبارها القاعة الأولى أو (أ) كما تتوفر إلى جانب هذا الشكل قاعة للمراجعة والدوريات، حيث يتم فيه توفير كافة المستلزمات الخاصة بجانب المراجعة والدوريات كما تتوفر إلى جانب العناصر الأولى خدمات للإرشاد والتصوير والاستنساخ تتم من خلال خدمة الإرشاد التي يقوم بها بعض المواطنين في المكتبة للاهتداء إلى موضوع معين أو كتب وكذلك تصوير ما يستحب قراءته لما فيه من الفائدة والإمتاع كما يتواجد أيضاً كادونتر الفهرس الآلي والإرشاد وهو الذي يعتمد على الجانب الحاسوبي في الوصول إلى معرفة ما هو موجود في المكتبة من مشتقات معرفية متنوعة.[c1]الدور الثالث :[/c]يتواجد فيه قاعة المطالعة تسمى قاعة المطابقة (ب) وتحتوي على قاعات منفصلة للسيدات ومكان أو جزء من مساحة معينة للدوريات وكاونتر الفهرس الآلي والإرشاد ويتواجد في تلك القاعات العديد من المقاعد والطاولات التي تصل إلى 280 مقعداً وطاولة موزعة على القاعات بالشكل التالي القاعة التي تسمى بقاعة المطالعة (أ) يوجد فيها 60 مقعداً وطاولة وكذلك يتواجد العدد نفسه في قاعة المطالعة (ب) والجانب النسائي يتواجد فيه 40 مقعداً وطاولة أما القاعة الخاصة بالأطفال فيتواجد فيه 122 مقعدا وطاولة وهي التي تسمى بقاعة مطالعة مركز ثقافة وهذا يدل على الطاقة الاستيعابية الكبيرة التي توفرها المكتبة سواء من قاعات للمطالعة وتوفير الأدوات اللازمة لهذه القاعات من مقاعد وطاولات.[c1]أهداف حرصت المكتبة على تحقيقها :[/c]هدفت المكتبة إلى تحقيق العديد من الأهداف التي تضمن سلامة الخطوات التي اعتمدتها منذ البداية، فلقد كان من صلب الأهداف التي خاضتها المكتبة لترسيخ مبدأها الثقافي هو إسهامها في تخريج وتطوير جيل من الشباب لنيل الخبرة وكذلك العديد من الأكاديميين والمتخصصين وكان ذلك التخصص والخبرة عاما وفي مختلف الميادين كما ساعدت في الإسهام المباشر في البحث في جميع ميادين المعرفة وأدت إلى توسيع قاعدة الوعي في مجال القراءة والثقافة، ناهيك عن توسعها في المعرفة الحاسوبية من خلال عملها على القضاء ومحو الأمية في الصعيد الحالي.[c1]ثقافة حقة وإمتاع قرائي حي :[/c]في مكتبة منظمة وهادئة كمكتبة السعيد يمكنك أن تلتقط أنفاسا أخرى وجديدة من حياة مفقودة وأصبحت مملة في زخم الحياة الحالية فالمطالب والواقع فرض موجة جديدة من الضغوطات التي مورست بقوة بحيث تزايدت أرخبيل تلك الحياة سواء في الشارع أو التعليم الأساسي والجامعي أو ضغوط الجامعات وزحمة المحاضرات التي استدرجت الإنسان أو المثقف إلى مستوى آخر من عدم الارتياح والاستقرار.يوجد في المكتبة على ما يربو عن 25165 عنواناً للعديد من الكتب العامة والمتخصصة والأكاديمية وهذا التشعب والتنوع في الخدمات التي هدفت المكتبة إلى تحقيقها آخذة بعين الاعتبار تنوع وتعدد الأهداف.[c1]الزائرون والمستفيدون من المكتبة[/c]تستهدف المكتبة في تقديم خدماتها العديد من الفئات العمرية مختلفة الشرائح الاجتماعية ومتعددة ومستويات علمية وثقافية متفاوتة فهي تتعدى دور المكتبة العامة لأنها تتجاوز ذلك لتكون مكتبة متخصصة وأكاديمية في آن واحد.وهي بذلك تلبي احتياجات مختلفة من حيث تنوع الفئات التي تقدم إليها حيث بلغ مجموع الزائرين للمكتبة في 2005م ما يقرب من 37008 قارئ ،إما في عام 2006م من بدايته حتى شهر نوفمبر من العام نفسه فقد بلغ 14469 قارئا ،وعدد الأطفال الذين ارتادوا المكتبة في 2005م بلغ ما يقرب من 3939 طفلا وفي عام 2006م إلى الشهر الحادي عشر من نفس العام فقد بلغ 852 طفلا ،أما من حيث الكتب المقروءة من قبل هؤلاء الزائرين والباحثين والمتخصصين فقد بلغ عدد هذه الكتب في عام 2005م ما يقرب من 40797 كتابا وفي عام 2006 بلغت هذه الكتب المقروءة 17866 حتى شهر نوفمبر.وقد عبر العديد من الزائرين عن الأسباب التي تجعلهم يلجأون إلى مكتبة السعيد حيث أوضح الشاب معاذ حمود احمد أن سبب إقباله على مكتبة السعيد هو الفراغ حيث قال “اتجه إلى المكتبة في وقت الفراغ وأحيانا اتجه إليها لكي أكمل أو اقرأ موضوعا قد يكون خاصا او جانبيا على اعتبار ان هذه المكتبة توفر خدماتها الرائعة والسهلة بحيث يمكن للقارئ المحافظة على الأسلوب الذي يمتاز به فالهدوء ووجود النظام وشكل المبنى من حيث توفر الخدمات أتاح مجالا واسعا للقراءة وهي خدمات لاتقدر”.أما الشاب عبدالكريم محمد فقد عبر عن الأسباب التي تدفعه إلى الاطلاع وزيارة المكتبة قائلا: زيارتي للمكتبة تتم في أيام معدودة وهي زيارة من باب الرغبة الذاتية في التعبير عن الذات في ضرورة القراءة والتثقيف الذاتي الذي يولد إحساسا آخر يمكنني من معرفة بعض الأمور المحيطة برؤية أخرى غير الرؤية الموجودة والتقليدية وهذا لن يتم إلا من خلال القراءة ،كما أن مكتبة كهذه تعتبر ميزة فريدة تميز مدينة تعز عن غيرها ولهذا فإننا مطالبون باستغلال الوقت بطريقة مجدية ونافعة.الطالب محمد عبدالله اسماعيل يقول الدور الذي رآه في المكتبة : “المكتبة في تعز اوجدت فرقا كبيرا ومتميزا عن المحافظات الأخرى فلقد وفرت هذه المكتبة الشئ الكثير للقراءة والطلاب وهم ينظرون إلى الثقافة نظرة يملؤها الأمل لكني ارغب أن يتوسع القائمون والممولون على تعميم هذه المكتبة في العديد من المحافظات مثل صنعاء وعدن.فهذه المكتبة يتوفر فيها نظام جيد وهناك كتب متنوعة ومتعددة وتتناسب مع كافة الرغبات.أما الطالب يحيى حمدي فقال : أنا في هذه المكتبة اعمل في إطار إكمال الماجستير فهذه المكتبة وفرت جانبا كبيرا من المصادر والمعلومات التي تكون ضرورية في إكمال هذا المشروع لقد وجدت في جامعة عدن التي انا طالب فيها موضوعات ومصادر معينة لكن هذه المكتبة ساعدت ووفرت جزءا كبيرا من هذه المواضيع.[c1]أقسام المكتبة وموظفوها :[/c]يوجد في مكتبة السعيد قسم خاص يسمى بقسم التزويد وقد حاولت القائمة والمسؤولة على هذا القسم أن تعطي جانبا من وظائف هذا القسم .. حيث قالت الأستاذة حليمة المشقي عن هذه الوظيفة للقسم إن وظيفة القسم هي ترتيب وتنظيم الكتب الوافدة إلى المكتبة التي تأتي إما عن طريق الشراء أو الإهداء سواء من أشخاص أو شركات أو مؤسسات أو جهات أو مدارس حيث يتم عندنا فرز الكتب المشتراة أو المهداة بحيث يتم فرز كل مجموعة على أساس أما الشراء أو الإهداء بحيث توضع الكتب المشتراة في مجموعة والكتب المهداة في مجموعة وبعدها يتم تختيمها بشكل عام يعطى كل كتاب رقم خاص ويتم تسجيلها في سجلات تابعة للمكتبة أما بطريقة تقليدية أو الكترونية عن طريق الحاسوب.[c1]مهامنا إرشاد القراء إلى المراجع والبحوث التي تكون ضرورية[/c]أما الأستاذة خولة احمد ناجي – رئيسة قسم خدمات المستفيدين فقد نوهت إلى الدور الذي يقوم به هذا القسم بالقول “ من مهامنا إرشاد القراء إلى المراجع التي تكون ضرورية بالنسبة لهم وهم يحتاجون إليها في بحوثهم ويتم هذا البحث عن طريق الفهرسة الآلية لمعرفة هذه المعلومات والكتب باستخدام نظام سيدي حيث يتم البحث عن الكتاب إما عن طريق العنوان أو المؤلف أو أي بيانات خاصة بالكتاب كدار النشر ورقم التصنيف وهناك رقم لكل كتاب حسب تصنيف ( ديوي العشري)، كما إننا نقوم بنسخ الكتب أو بعض المعلومات والصفحات التي يحتاج إليها القارئ ونقوم بتنظيم الكتب يوميا من حيث الشكل والرقم والتصنيف والمحافظة على الهدوء وتنظيم الاستعارة والاشتراك.[c1]قسم المعالجة الفنية يقوم بختم وكتابة البيانات الخاصة بالكتب[/c]أما في قسم الفهرسة والتصنيف فقد كرس الأستاذ محمد عبدالحبيب في الكشف عن الأعمال التي يقوم بها هذا القسم بالقول : عندما تصل هذه الكتب لدينا من قسم التزويد نقوم بوضع الأختام على ظهر هذه الكتب ونضع أرقاما عامة وتسجل في هذا القسم الذي يسمى قسم المعالجة الفنية أيضا جميع بيانات الكتب مثل عنوانه والمؤلف ودار النشر وتاريخ نشر الكتاب مع تصنيف الموضوع الذي يحمله الكتاب أو يهدف إليه وتحديده سواء كان في الفلسفة أو الطب أو العقيدة ويتم تسجيل الكتاب في بطاقة فهرسة سواء كانت بالعربية أو الانجليزية وتوجد بطاقة خاصة لكل منهما. [c1]تنمية قدرات الأطفال من خلال مجموعة من الطرق[/c]منى علي سنان / مشرفة ورئيس قسم الأطفال عبرت عن الجوانب التي يقوم بها القسم بالقول : نحن نعمل على تنمية وعي وقدرات الأطفال من خلال ما يقدمه القسم من خدمات مثل قراءة الكتب ومشاهدة البرامج المفيدة وتقديم الألعاب التركيبية التي تنمي القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال كما يوجد لدينا قسم لتعليم الأطفال الحاسوب وخدمة تعليم الحاسوب تكون في ثلاث دورات الويندوز والوورد والاكسيل وعندما ينهي الطفل هذه الدورات يتم إرساله إلى خدمة الحاسوب ويبدأ الطفل في هذه الدورات من سن 8 إلى 12 سنة وما فوق يتم تحويله إلى قسم الحاسوب التابع للمؤسسة الخاص بالكتاب وكشفت الأستاذة منى علي سنان عن أعمال الانضمام إلى المكتبة بالقول : يبدأ الطفل بالانتساب إلى هذه المكتبة في سن 7 وحتى 16 عاما ويدفع المنتسب ما يقدر بـ 50 ريالا لمدة سنة مع صورتين شخصيتين للطفل وبطاقة شخصية لولي أمر الطفل ويقدم إلى الطفل استمارة يطالب بتعبئتها ثم بعد ذلك تقطع بطاقة الاشتراك. بعدها يحق للطفل الدخول في أي وقت يريد سواء الفترة المسائية او الصباحية كما أن الدورات تقام في الفترتين وتعاملنا يتم مع الطفل مع بداية حضوره وتسجيله في سجل خاص بالمركز ويتم تحديد وقت القراءة المحببة اليه بساعتين بعد ذلك يتم اختيار مشاهد تلفزيونية أو عرض أفلام خاصة بالطفل لمدة ساعة كما توجد كتب قيمة ورصينة في تربية وتكوين الطفل.[c1]في الأخير[/c]مكتبة السعيد مكتبة فريدة ونوعية وهي تعد شراكة موضوعية نابعة من الحس المسؤول لبيت هائل سعيد في هذا الجانب تجاه المجتمع والقارئ والمثقف لكن يمكن تعميم هذه المكتبات ونشرها في العديد من المحافظات لتكون رافدا في التنمية التوعوية الحقة في بناء العقلية القابلة للنقاش والحوار والتبادل البناء لما هو صائب فلماذا لايتبنى رجال الأعمال والشركات الأخرى إقامة مثل هذه المشاريع حتى يكون لهم جانب طيب وحميد في الرفع من مستوى التعليم والثقافة.