متابعة / أحمد علي عوض ضيفتنا لهذه الحلقة امرأة من الطراز الاول في عشقها للعمل وجديتها في الاداء تحملت على عاتقها مهمة لا يتحملها سوى الرجال العظام ، حيث ان انتمائها لصنف النساء لم يعق حركتها الدؤوبة وهي تعمل كالنحلة في ليلها ونهارها ، هي الاخت / عنايات جعفر علي رئيسة قسم الالكترونيات بمعهد المنصورة للعلوم التقنية ، التحقت في الحقل التربوي عام 1984م كمعلمة لمادتي الرياضيات والفيزياء في مدرسة الروح الاساسية في مدينة الحسوة قضت فيها مدة عامين بعدن لبت نداء الخدمة الوطنية ، لترحل بعدها الى روسيا بغرض الدراسات الجامعية بجامعة ( ايريفان ) لتحصل على اثرها في عام 1992م على شهادة الماجستير ، وكانت تتصدر المراكز الاولى على مستوى الجامعة طيلة فترات دراستها من ثم حصلت على المركز الاول بين جميع طلاب دولة ارمينيا ، ونظراً لندرة تخصصها العلمي والمتضمن ( رادار المطار ) وذكائها وابداعها في هذا المجال فقد تقدمت جامعة امينيا أكثر من مرة بطلب استبقائها في بلادهم والتدريس في الجامعة والاستفادة من كفاءتها وكنوز معارفها .لكن وطنيتها وولاءها واشتياقها لاهلها وذويها حالت دون بقائها بعيداً عنهم على الرغم من عظمة المغريات وسحر الاغراءات الموضوعة بين يديها .وتحت تأثير المتغيرات السياسية وما حصل لها من نكبات كادت تضرها وتصرفها عن العلم والتعليم اضطرت مجبرة اللجوء الى العمل في القطاع الخاص طيلة ثمان سنوات وتحت طلبات الجامعات الخاصة الحثيثة والمتواصلة وحاجتها لمخزونات تخصصها العلمي الفريد حيث درست طلاب وطالبات العديد من الجامعات الخاصة متنقلة بين مختلف بعض المحافظات ، حيث لم يقتصر تدريسها على مجال او تخصص معين بل كانت بمثابة المنقذ فحيثما برزت الحاجة في مجال ما كانت دائماً حاضرة الذهن والروح والجسد ، ومن المواد التي قامت بتدريسها في الجامعات ( رادار المطار ، علم الالكترونيات ، الرياضيات ، الفيزياء ) واستمرت على هذا الحال تنتج خير مالديها من مخزونات علمية متنوعة تغذي بها عقول الطلاب وتثري عليهم بثقافاتها وتمكنت من تخريج مئات من الطلاب الجامعيين .في عام 2003م تم استدعاؤها رسمياً من قبل مكتب التعليم الفني والتدريب المهني في محافظة عدن وبالذات من قبل الاخ / رشاد بن شايع الذي حرص على تجميع الكفاءات من ذوي الاختصاصات الفنية والمهنية والتقنية للاستفادة منها في خدمة الوطن والمصلحة الوطنية وحرص بشدة على الاعتناء بهم واسناد المهمات والوظائف المناسبة والاكثر اثماراً ونجاحاً ، فما كان منها تحت وطأة الاهتمام المباشر والرعاية القيمة سوى الموافقة لتعمل مدرسة في قسم الالكترونيات في معهد المنصورة حيث اهلها نضوجها الدائم واخلاصها وتفانيها في تعاطيها مع مهنة التدريس الى تعيينها كرئيسة قسم الالكترونيات وخلال تقلدها منصبها الجديد دأبت على تأهيل القسم واستحدثت مركزاً للتحكم الصناعي بالتعاون مع خبراء جزائريين لأجل استقبال الطلاب في العام الدراسي الجديد 2006- 2007م والتمكن من تأهيلهم وتدريبهم على اسس ونظم علمية حديثة ومتطورة لنفس المجال .ومع ما حققته من نجاح في جميع احوالها وتحت أي ظروف لا تزال تطمح بأخذ دورات خارجية أخرى للتعمق في تخصصها الحالي ورضوخاً لحاجة بلدنا لمثل هذا التخصص واكساب المعلمين المهنيين والتقنيين خبرات كافية لتحقيق نسب عليا من اليمنيين الخبراء والتقليل من حجم الاحتياجات واشباع القسم ونشر التخصص في أكثر من معهد مهني وتقني ولأكثر من محافظة واحدة .
نماذج تربوية ناجحة
أخبار متعلقة