لمعاناته من مرض التوحد
كتبت / نعائم خالدوحول اكتشاف حالة ابنها تقول أم شهاب « عندما أتى شهاب فرحت به كثيرا وكانت صحته جيدة ولا توجد أي علامة تدل على أن طفلي ( توحدي ) أو يعاني من أي إعاقة فلقد مرت السنة الأولى ثم الثانية وهو طفل طبيعي وبعد ذلك بدأ يتغير وحينها لم أعرف السبب فذهبت به إلى الطبيب بل إلى عدة أطباء لكن دون جدوى لم يتعرفوا على حالته ! وبنبرة تفاؤل قالت : لكني لم أيأس بل ذهبت به إلى المملكة العربية السعودية و فوجئت أنهم لم يستطيعوا تشخيص حالته أو يتعرفوا على أسبابها فعدت حاملة أوجاعي معي ولكني حاولت أن أقرأ وأطلع من خلال الانترنت والكتب فتعرفت على مرض أسمه «التوحد» أعراضه كأعراض طفلي ما دفعني لأسافر به إلى دولة الإمارات العربية فهناك في «الشارقة » يوجد مركز الخدمات الإنسانية وهناك تم تشخيص حالته بأنه يملك سمات ( التوحد) ثم سافرت به إلى المملكة العربية السعودية إلى مركز « البحوث » فأكدوا لي أنه فعلا يملك سمات ( التوحد ).. تواصل أم شهاب سرد تفاصيل رحلتها مع معاناة ولدها قائلة : رجعت بطفلي إلى وطني وأنا قوية ومتفائلة لأنني أخيرا عرفت ما يعانيه فقررت أن أكون له الأم «المعلمة» وبدأنا رحلة نحو الحياة الآملة فسافرت به إلى مصر ودرسنا سوية وكنت لطفلي « زميلة » بعمره لا أماً له . ودرسنا ولعبنا وبكينا و سعدنا معا وعندما رجعت إلى وطني قررت أن أكون الحضن الدافئ، وعرفت ماذا تعني كفالة ـ طفل يعاني من التوحد ففكرت بكيفية فتح مركز لاضطراب التوحد .وعانيت حتى ظهرت لي يد في ظلمة حالكة يد الأم الرحيمة الدكتورة خديجة السياغي ولن ننسى معروفها ما حيينا فقد ساعدتنا وبالأصح ساعدت كل طفل توحدي ومنحتنا فصلين لطلاب التوحد بجمعية « الأمل للمعاقين ذهنياً »وقررت أن تساعدنا بفتح مركز متخصص بالتوحد وها أنا أقول بأسمي وبأسم كل طفل توحدي « إن ربك وهبك لنا ومهما قلنا لن نفي بحقك فأنت أم فاضلة ودكتورة عظيمة « . من جانبها تعرف الدكتورة خديجة السياغي المرض بقولها « هناك تعريفات كثيرة للتوحد ، تهدف جميع هذه التعريفات إلى وصف فئة معينة تحمل نفس الصفات وهي فئة التوحد وهي: إعاقة العلاقات الاجتماعية ونمو لغوي متأخر وأنشطة لعب نمطية وتكرارية . وسلوك نمطي كالأشياء الملاحظة والغريبة : قيام أطفال التوحد بعمل حركات متكررة وبشكل متواصل بدون غرض أو هدف معين وهذا يؤثر على اكتساب المهارات كما يقلل من فرص التواصل مع الآخرين مثل « اهتزاز الجسم - رفرفرة اليدين - لف الأشياء الدائرية - طقطقة أمام أعينهم - دوران حول أنفسهم وغيرها . وتحدثت الدكتورة عن المرض بأن هناك الشديد - المتوسط - المتقدم وهناك سمات توحد وهي خفيفة فإذا وجد الاهتمام والرعاية مبكرا ولقي تأهيلاً صحيحاً فبالإمكان إدماجه في المجتمع .وقالت «إنه ليس مرضا محددا وليس له تحاليل تحدده ويختلف من طفل إلى أخر ومازالت أسباب المرض مجهولة .. وأشارت إلى أن طفل التخلف العقلي يتميز بنزعته إلى التقرب والارتباط بوالديه والتواصل معهما ومع الكبار ولكن هذه السمة الاجتماعية غائبة تماما عند طفل التوحد ، والطفل المتخلف عقليا يمكن أن يكون حصيلة لغوية ونموا في اللغة عكس طفل التوحد، وطفل التخلف العقلي سهل في التعامل معه وتدريبه في تنفيذ برامج التأهيل .ووجهت الدكتورة خديجة السياغي لأولياء الأمور والمدرسين نصيحة من واقع تجربتها الشخصية بأن هؤلاء الأطفال يظهرون قدرات ومهارات غير متوقعة شريطة التدريب المكثف الدائم والقناعة بأي تقدم يحرزه الطفل حتى لو كان طفيفا فهو خطوة للأمام حتما ستساعده في مرحلة لاحقة في عمره .