تعلمون أن المرأة في كثير من المجتمعات ظلمت كثيرا وحط من قدرها وذلك منذ فجر التاريخ وفي اعتقادي أن السبب الرئيسي هو اعتقاد نصفها الآخر بأنه الأفضل والأقوى والأحسن , وحتى لا نغوص كثيرا في العصور السحيقة نستحضر عصورا ليست ببعيدة حيث كانت المرأة في المجتمعات القبلية العربية عار وعيب كبير يجب التخلص منه بأي طريقة ولابد أنكم تذكرون حوادث واد البنات عند ولادتهن , أما اليهود فهم يعتقدون أن المرأة شيطان نجس وكذلك عند النصارى. ولكنني لا أنكر أن المرأة أنصفت ونالت حقوقها وقدمت نموذجا راقيا للحكم والإدارة , وخير مثال على ذلك ما ورد ذكره في القران الكريم عن الملكة العظيمة بلقيس ملكة مملكة سبا وعظمة حضارتها وذكر حكمتها وفطنتها وذكاءها وحسن تدبيرها وحنكتها حيث استطاعت برجاحة عقلها أن تجنب قومها الهلاك والتدمير عندما بعث سيدنا سليمان رسالة مع الهدهد يدعوها للإسلام وإلا التدمير فتدارست الأمر مع كبار قومها ونصحتهم بالقبول بدعوة النبي سليمان . وهذه الملكة العربية الشامخة زنوبيا ملكة تدمر التي ازدهرت في عصرها المملكة وتألقت تجاريا وحضاريا ورفضت بشموخ وإباء الانصياع للحكم الروماني ودفعت حياتها ثمنا لذلك , وهناك أمثلة كثيرة لا مجال لذكرها عن نساء عظيمات قدمن للحضارة البشرية الكثير . لا يشك عاقل أن الإسلام قد أنصف المرأة وأعطاها حقوقها كاملة ومن يحاول التشكيك بذلك فهو جاهل لم يقرا القران الكريم ولم يعي معانيه ,ولم يتعرف على السنة النبوية الشريفة ,فقد خصص الله سبحانه وتعالى سورة باسم النساء, وذكر القر آن كثير من النساء منهن من كن عظيمات مؤمنات ومنهن من كن ظالمات لأنفسهن كافرات , وذكر حقوقهن وواجباتهن ودعا إلى الرفق واللين والرحمة في التعامل معهن , وكذلك رسول الرحمة والمحبة محمد صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرا) وقال أيضا لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم . ولكن هناك كثير من الناس لا يفهم أو لا يريد أن يفهم ما معنى أنهن ناقصات عقل ودين ولذلك اشرح المعنى ناقصة عقل تفسيرها أن شهادتها بنصف شهادة الرجل وذلك لطبيعة المرأة العاطفية الرقيقة وليس نقص فهم أو ذكاء , أما ناقصة دين فذلك لعدم تمكن المرأة من أداء الصلاة أثناء فترة الطمث والحيض (يعنى فسيولوجيا) ولكن أحب أن أطمئنكم أن نتائج الأبحاث العلمية أثبتت أن المرأة أكثر تحملا للألم من الرجل !! لا أريد أن أقول أن المرأة سوبر مان ولكن المرأة شقيقة الرجل لها حقوق وعليها واجبات مثلها مثله . كل هذه المقدمة والتمهيد لأسأل عن المرأة اليمنية ودورها في المجتمع والدولة فأبدأ بأن المرأة اليمنية مهضومة الحقوق ومهمشة وبعيدة عن دائرة الفعل والتأثير وكأنها رجس من عمل الشيطان!! فقليل من أشقائها الرجال من يقدرون المرأة وينصفونها ويرون أنها النصف الثاني في المجتمع والذي يجب أن يأخذ ويقوم بدورة في تنمية المجتمع وتطوره ونهضته وأنها جنباً لجنب الرجل تساهم في بناء الدولة العصرية ، دولة المؤسسات والقانون لا دولة العصبية القبلية المتخلفة التي لا تستند إلى شرع أو دين بل أقول تستند إلى موروثات قبليه باليه وخاطئة وعنجهية ذكورية . فبالله عليكم كم هو تعداد النساء في اليمن ونسبتهن إلى الرجال وكم عدد النساء في مجلسي النواب والشورى وفي مختلف المواقع القيادية على مستوى الجمهورية ؟! أعداد لا تذكر وإذا بحثنا عن السبب بطل العجب! فالرجل المهيمن والمسيطر وصاحب النظرة الفوقية لا يرى في المرأة شريك كامل في إدارة الدولة والمجتمع وللأسف لا ادري هل هذا موروث عربي قبلي أم موروث يهودي يرى المرأة رجس من الشيطان !!فعندما تذكر حقوق المرأة في المجتمع يتفضل الرجل بإحضار الديكور بتعيين المرأة هنا أو امرأة هناك!! إنني لا أريد أن نكون نحن النساء ديكورا ًيتباهى الرجال بأننا موجودين في إدارة المؤسسات والدوائر بل نحن نطمح بأن نشارك في بناء ونهضة وازدهار بلدنا الحبيب وأن يعتقد جازماً بأن المرأة تستطيع أن تقدم وتخدم بلادها على خير وجه مثلها مثل شقيقها الرجل وهذه ليست منة أو منحة بل هي حق مكتسب لنصف المجتمع المهمش ، وأوجه رسالة إلى شقيقاتي من النساء أن جزء من التقصير يقع على عاتقنا نحن معشر النساء فكم من انتخابات مرت ولم تصوتن لأخواتكن ولم تقدمن البديل وأتساءل ونحن حفيدات جدتنا العظيمة الملكة بلقيس ألا نستطيع أن نكون شريكات في قيادة الوطن ؟ الإجابة نعم نستطيع ، وان نقدم لشعبنا وبلادنا ما يستطيع أشقائنا من الرجال تقديمه . أما من يتحدث على أن المرأة عوره وما إلى ذلك من خزعبلات لا يفقهها حتى وهو يرددها اذكره بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيت قال : خذوا عني دينكم من هذه الحميراء (يقصد أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ) . وأنني لا اشك بان للمرأة الدور الرئيسي في بناء المجتمع والدولة ، فهي الأم التي تربي أبنائها وتخرجهم إلى المجتمع، فان كانت صالحه ومتعلمة ومتنورة فسوف يكون النصف الأخر متعلم ومتنور ويبني مجتمع صالح أما إذا كانت المرأة غير صالحه وجاهلة فالمجتمع يكون طالح . فعلى كل المتفيقيهين ان يعملوا من اجل تعليم المرأة وتنويرها ليكون مجتمعنا مجتمع فضيلة ونور. وأتوجه إلى أشقائي من الرجال بان لا تخافوا من تعلم المرأة ومطالبتها بإنصافها واعطاها حقوقها في بناء المجتمع والدولة فهي الأم و الشقيقة والزوجة والبنت والخالة والعمة ويذكروا قول الله تعالى (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمه) لاحظوا بأننا خلقنا من نفس واحدة لعمارة الأرض معاً .
|
ومجتمع
شقائق الرجال
أخبار متعلقة