أقواس
ما أروع تلك الليلة العيدية الغنائية الجميلة التي أظهرت لنا من خلال قناة اليمن الفضائية مفاجاة غير متوقعة وهي ظهور فنانة يمنية من جيل الشباب في البرنامج الناجح طابت ليالي العيد الذي قدمه الأستاذ القدير المتمكن من إدارة هذه البرامج الفنية الأستاذ عبدالملك السماوي وهي تغنى بالموشح التهامي الصعب الجميل وذلك بمصاحبة الفرقة الموسيقية الخاصة بالبرنامج.حقاً لقد أثلجت صدور المشاهدين بذلك الأداء الرائع والمتميز والذي لا يستطيع أي فنان أن تعدم هذا النوع من التواشيح وبالذات بمصاحبة الفرقة الموسيقية إلا من يملك القدرة الفائقة على ذلك وأيضاً نقوم إن تأدية هذه الفنانة الواعدة صفاء الصنعاني للموشحة التهامية “ صلوا على من زكي عقله، يا خالق الخلق يا أكمل” بداية موفقة نحو عالم الفن الغنائي اليمني والشرقي الكلاسيكي ومن خلال تتبعي المستمر لأغاني هذه الفنانة الناشئة والجيدة منذ أن بدأت الغناء في نادي هابي لاند بصفاء سابقاً مع الفنانة القديرة نشوى قبل عشر سنين أو يزيد وفي تلك الفترة كانت صفاء الصنعاني مولعة كثيراً بأداء الأغاني الخليجية والتي كانت تؤديها بشكل متقن وكان عمرها آنذاك لا يتجاوز الثالثة عشرة سنة وكانت تلقى تشجيعاً كبيراً من الفنانة اليمنية المشهورة نشوى وعندما كنت التقي بالفنانة صفاء ووالدها والدتها في ذلك الوقت كنت أخبرهم بأن مستوى صفاء الفني رائع وواعد بحسب رؤيتي البسيطة وأنها يجب أن تستمع كثيراً إلى مؤسسات الفن اليمني أمثال نبيهه عزيم وأسمهان عبدالعزيز وفتحيه الصغيرة وصباح منصر وغيرهن من الرعيل الثاني وعليها أن تبدأ من هذا الطريق إذا أرادت الوصول إلى الهدف المنشود، وعلى حسب ظني بعد أن سمعت أدائها الرائع للموشح التهامي مع الفرقة الموسيقية اتضح لي وعلى حسب وجهة نظري المتواضعة أنها شقت طريقها عبر إحياء الحفلات الفنية الخاصة والعامة على ما أعتقد حتى وصلت إلى ما وصلت إليه وأخيراً نتمنى أن تركز هذه الموهبة الفنية أولاً على أداء اللون الغنائي والتوشيحي والتهامي والحضرمي وأيضاً اللون الغنانئ الخليجي حيث يبدو ذلك واضحا على أدائها البديع للأغاني الخليجية والشرحية والموشح التهامي الذي سمعنا وشاهدنا على الفضائية اليمنية وعلى باقي الألوان الغنائية اليمنية ويا حبدا لو أن معظم أغانيها التي أديت كانت بمصاحبة فرق موسيقية مؤهلة وما يؤسف له أن بعض الأغاني الشعبية التي سبق وأن أدتها مع بعض الفرق وسجلت على الأشرطة الكاست وشاهدناها في التلفزيون كانت أضعف من مستوى هذه الفنانة والذي لا تتناسب معها الكلمة واللحن القوي والجميل والراقي وذلك لأن طبقة صوتها هي مرتفعة ومؤهلة فنيا ولا نبالغ بالقول إن هذه الفنانة تعد واحد من القلائل الواعدات المتميزات اللائي ظهرت في السنوات الأخيرة في عدن أمثال رويدا وروينا رياض وامتنان جلال وأحلام وهدى باهاشم وأنغام با موسى وإكرام إنصاف وغيرهن من هذه المواهب الجديدة ونأمل ألا نسمع في يوم من الأيام أن واحدة أو كوكبة من هذه الكواكب اعتزلت أو تعثرت في طريقها الفني وما على المعنيين إلا دعم هذه المواهب الغنائية النسائية والنشد على أيديهن نحو الوصول إلى المستوى المطلوب.