د. فهد محمود الصبريأظهرت الدراسات الكيميائية للقات أن أوراقه تحتوي على عدد كبير من المركبات مثل القلويدات - جلوكوزيدات،التربينات، العفصيات، والمركبات الفلافونية وفيتامين ج ألخ فقد تم عزل وتعيين أكثر من أربعين قلويدا في هذا النبات. والعديد منها ينتمي إلى مجموعة الكاثيديولين. إن التركيب الكيميائي لهذا المركب قد تم التعرف عليه وتحديده وقد عرف هذا المركب الجديد باسم القاتينون وهو أكثر قوة من القاتين. حيث تؤثر هذه المادة على مستقبلات الدوبامين في الدماغ وهو ما يؤدي إلى الحالة التي يشعر بها متعاطي القات وهناك الكثير من الدراسات والمعلومات حول القات مبالغ فيها من عدة نواحٍ ومع هذا فأن للقات أضراراً صحية منها أن الذين يتناولون القات بشكل مستمر يعانون من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان، ما يعد سبباً من أسباب انبعاث رائحة الفم الكريهة، كما أن إدمان القات يؤدي إلى إرتخاء اللثة مما ينتج عنه ضعف في اللثة والأسنان كما يسبب عسر الهضم وفقدان الشهية والإمساك ما يؤدي إلى مرض البواسير وسوء التغذية ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية متناوليه كما أن المواد الكيميائية في القات تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتضيق في الأوعية الدموية مما يرفع ضغط الدم بنسبة بسيطة ولكنها قد تكون لها تأثير كبير عند المصابين بارتفاع ضغط الدم. كما ثبت تأثير القات على النساء الحوامل وزيادة حالات سوء التغذية والانيميا وأثره على الأجنة للأم المتناولة للقات من جوانب مختلفة، حتى أنه يؤثر على الخصوبة للرجل بصورة سلبية عكس ما هو متعارف عليه اجتماعيا كما يؤدي أحيانا إلى صعوبة التبول والإفرازات المنوية الغير إرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ وذلك لتأثير القات على البروستات والحويصلة المنوية وما يحدثه من احتقان وتقلص فيساعد على تضخم البروستات ويؤدي ذلك كله إلى الضعف الجنسي. ويتميز متناوله بحدة الطبع والعصبية بعد انقضاء فترة النشاط كما يميل متناول القات للكسل الذهني بعد ساعات من التناول ثم سرعان ما يبدأ الشعور بالقلق المصحوب بالاكتئاب والنوم المتقطع. ومن وجهة نظري أن المشكلة الحقيقية في القات هي المواد السمية التي تضاف لنبات القات من قبل المزارعين التي تخالف كل المعايير الدولية من حيث المكونات وطريقة الرش وفترته وهنا استطيع أن أقول أن الآثار الكارثية لا ترتبط بمكونات القات الطبيعية بل بالمكونات الكيميائية الخارجية لثبوت تسببها في ظهور أورام سرطانية وتلف لكثير من أعضاء الجسم مع الوقت واعتقد أن التخلص من هذه العادة في اليمن لا يمكن حلها إلا عن طريق خطة إستراتيجية متفرعة وطويلة الأمد قد تبلغ 50 عاماً فمجتمع مثل المجتمع اليمني أرتبط بهذه العادة منذ آلاف السنين بحيث أرتبط بكثير من نواحي حياته وأنماطها حتى بمصدر رزقه وعمله لا يمكن مكافحة هذه العادة بمقالات أو جمعيات تناهض هذه العادة بل خطة إستراتيجية طويلة المدى تتبناها الدولة تعمل على تنفيذها بمساعدة المجتمع ومؤسساته.
القات والصحة
أخبار متعلقة