على غرار ما حدث في أزمة ترسيم الحدود بين نيكاراغوا وكوستاريكا
الرباط/14اكتوبر/ايلاف:بعد زوبعة الجدل التي أثارتها مؤخراً خدمة «خرائط غوغل» التي تقدمها الشركة الأميركية العملاقة، إثر وقوعها في خطأ متعلق بالترسيم الإلكتروني لمنطقة حدودية فاصلة بين نيكاراغوا وكوستاريكا، وهو ما كاد يتسبب في نشوب نزاع بين الدولتين الواقعتين في أميركا الوسطى، ها هي تتورط في مشكلة أخرى بعد قيامها أيضاً عن طريق الخطأ بتحديد نتوء صخري صغير في منطقة البحر الأبيض المتوسط على أنه تابع للمغرب، وهو ما لاقى اعتراضاً من جانب المسؤولين في اسبانيا.وفي الوقت الذي اضطرت فيه الشركة للاعتراف بالخطأ بعد بضعة أيام من إقدام المسؤولين في نيكاراغوا على الاستعانة بنظام خرائط الإنترنت الخاص بشركة غوغل، لتبرير غزوهم لكوستاريكا، فإن بوادر النزاع الجديد الذي أقحمت غوغل نفسها فيه، يتعلق بتلك الجزيرة التي تعرف بـ «جزيرة البقدونس»، حيث ينمو العشب البري هناك، والتي تقع على بعد 220 ياردة قبالة ساحل شمال المغرب، والتي تم تعريفها عن طريق الخطأ على «خرائط غوغل» باعتبارها تابعة للدولة الشمال إفريقية. بيد أن اسبانيا تدعي أن تلك المنطقة الصخرية غير المأهولة بالسكان، والتي يقل محيطها عن نصف ميل، تخضع لسيادتها. وبالكاد تعتبر مساحة الجزيرة أكبر من ملعب لكرة القدم، بحسب ما أكدت في هذا السياق صحيفة التلغراف البريطانية. وقد خاضت الدولتان عام 2002 مواجهة عسكرية نظراً لتنازعهما على الجزيرة، المعروفة لدى المغاربة باسم «جزيرة ليلى»، حين أُرسلت القوات الاسبانية في الجيش لطرد مجموعة من الجنود المغاربة الذين أقاموا معسكراً هناك. وقد كادت تلك الحادثة تتسبب في حل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب واسبانيا، ولم يتم تسوية الأوضاع إلا بعد أن توسطت الولايات المتحدة لإبرام اتفاق يقضي بإخراج جميع القوات من الإقليم. وفي العام 2004، وقعت كلتا الدولتين على اتفاق في واشنطن يقول إن ملكية الجزيرة مازالت «تحت المراجعة» وقد لا تمنح لأي منهما. وتقدمت اسبانيا بشكوى رسمية في تموز/ يوليو الماضي، حين اتضح على خرائط غوغل أن الجزيرة تتبع المغرب، وهو الخطأ الذي قالت الشركة هذا الأسبوع إنها تعمل على تصحيحه. وفي تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء «يوروبا بريس»، قال متحدث باسم غوغل من اسبانيا: «نحن متأكدون من أن خطأً قد وقع، وبالتالي سنقوم بتصحيحه». ومن الآن فصاعداً، سيتم تعريف تلك المنطقة على أنها أرض متنازع عليها». وقد نشبت أزمة مماثلة الأسبوع قبل الماضي، حين قامت قوات من نيكاراغوا بعبور نهر سان خوان، ووضعت علماً فوق أرض جزيرة كاليرو، المعروفة بأنها تعد جزءا من كوستاريكا منذ العام 1897. وقد قامت «خرائط غوغل» بوضعها عن طريق الخطأ في نيكاراغوا، وهو ما استخدمه أحد القادة العسكريين كمبرر لإقدامهم على إقامة معسكر هناك. وهو ما دفع بكوستاريكا لإرسال قوات أمنية إلى الحدود لصد الغزو.