أضواء
أمل زاهديمايز الباحث الإسلامي التنويري الشيخ غسان القين بين الذكورة والرجولة في لقاء تلفزيوني على شاشة إحدى الفضائيات، موضحا أن الدرجة المذكورة في القرآن الكريم والتي ميز الله بها الرجل على المرأة، هي أن يمنحها ما يزيد عن حقها في كافة معاملاتهما، فالكبير لا يأخذ حقه كاملا بل يتجاوز ويصفح ويتعالى عن سفاسف الأمور، والرجولة تعني من هذا المنطلق مجموعة من القيم والشمائل الفاضلة التي حث عليها الإسلام وكرس لها عبر تعاليمه السامية.ِ ويؤكد الأستاذ غسان أن القوامة هي قوامة رعاية وعناية واهتمام وخدمة وحفظ و تكليف وليست قوامة استبداد وقهر وتعال وتكبر وتجبر وتسلط وتشريف، وللباحث عبارة جميلة يقول فيها: إذا رأيت امرأة شقية فاعلم أن من حولها ذكور وليسوا رجالا!وللباحث كتاب جميل بعنوان (أكثر من 100 حق للمرأة على الرجل) يفند فيه ما يزيد عن مائة حق منحتها الشريعة السمحة للمرأة، وهو يتكئ في بحثه على ثقافة إسلامية شمولية وعلى وعي بقضايا عصرنا ومشكلاته، مبحرا في أمهات الكتب ومتمترسا خلف أدلة وشواهد من عمق شريعتنا السمحة. يبدأ الباحث كتابه شارحا وموضحا تكريم الإسلام للمرأة في كافة أطوار حياتها، طفلة وبنتا وزوجة ومطلقة وأرملة وأما، وأن الإسلام نقلها من جور انتهاك حقوقها إلى الاعتراف الكامل بإنسانيتها وآدميتها، ويؤكد على مشاركتها الكاملة في الحياة والمجتمع ومساواتها بالرجل في الثواب والعقاب والتكليف. ثم يعرج الكاتب على الحقوق الممنوحة لها من الشريعة ليجد القارئ نفسه وجها لوجه أمام محاولة جريئة لفك الالتباس بين الشرع والعرف، ولا بد أن تتملكه الدهشة من الإجحاف والظلم الذي يقع على المرأة باسم الدين بينما الأعراف والعادات وحدها الملامة على ذلك. ولعل من أهم ما يذكره الكاتب من حقوق للمرأة المسلمة حق اختيار الزوج وعدم عضلها عن الزواج، وما يتبعه من حقوق منها رفض من يرتضيه لها وليها إذا لم ترد ذلك، مدعما رأيه بعدد من الشواهد منها قصة الصحابية التي شكت أباها إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لتزويجها بابن عمها، فأرسل إلى أبيها وجعل الأمر لها فقالت: يا رسول الله لقد أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء. يتحدث الكتاب بتفصيل وإسهاب عن حقوق المرأة على زوجها ويأتي على رأسها حسن العشرة، ثم حقها في الخلع والطلاق وحضانة أولادها وعدم الرجوع إلى طليقها إذا لم ترد هي ذلك، ولابد أن يقف القارئ طويلا أمام سماحة الإسلام وتفهمه لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وحساسيتها وتعقيدها. هناك أيضا الكثير من الحقوق منها المتعلقة بإجراء العقود والاتفاقيات دون الحاجة إلى توكيل رجل يدير لها أعمالها، وحقها في أن يوكلها الرجل في إدارة أعماله، وحقها في أن لا يمنعها زوجها من الخروج للأعمال التي تلائمها وتناسب طبيعتها واختصاصها العلمي إلى كثير من الحقوق التي لا تتسع المقالة لذكرها.ولا ينسى الباحث أن يختم بحثه بحقوق المرأة على المجتمع، ليذكر حقها في الشورى والبيعة والانتخاب وفي تولي المناصب الكبيرة دون الإمامة الكبرى. ومن هذه المناصب الوزارة والقضاء إلا أنه يذكر اختلاف العلماء في توليها للقضاء. ثم يتابع مبيناً عددا من الحقوق التي تكفل لها كرامتها وآدميتها.يشكر الباحث على جرأته في اختراق قضية مهمة وحساسة كقضية حقوق المرأة، في وقت صار فيه الحديث عن هذه القضية سببا لإطلاق التهم على عواهنها من تغريب وعلمنة ورغبة في إفساد المجتمع!!.[c1]* عن جريدة “الوطن” السعودية[/c]