كثيرة هي المساعي الحميدة من الأشقاء العرب الغيورين على قضية شعبنا الفلسطيني، وعلى رأسهم الحكومة اليمنية يسعون للحوار الوطني الفلسطيني، وكثيرة هي المبادرات الفلسطينية ومنها مبادرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لإنهاء الخلافات بين رفاق الدرب فتح، وحماس، وكثيرة هي التصريحات والمواقف لقادة على مستوى العالم يؤكدون ضرورة وأهمية الحوار، وكل هذا مازال لم يلق التجاوب من البعض. وهنا يأتي السؤال لماذا؟ البعض يقول ينتظرون مؤتمر بوش الخريف، وما سينتج عنه والله أنا شخصياً متشائم من هذا المؤتمر، وحتى الخريف نفسه يبعث إلى التشاؤم فهذا الشهر بالذات تتساقط فيه أوراق الشجر، وتصبح الأرض جرداء، وتغيب مناظر الطبيعة الحسنة، ولا أعرف كيف وقع الاختيار على موعد المؤتمر في الخريف؟ هل يريدون لنا أن نتساقط كأوراق الشجر، هل يريدون لنا أن نتعري؟ ماذا يريدون منا؟هناك ثوابت وطنية يجب ألا نختلف عليها، ولا نتجاوزها إن كان في الخريف أو الصيف أو الشتاء.حق العودة حق مقدس وليس من حق أحد التنازل عنه الانسحاب الكامل من الأرض المحتلة عام 1967م وهذا حل مرحلي، لأنه وللأسف نسينا أن الثورة الفلسطينية انطلقت من أجل تحرير فلسطين المحتلة عام 1948م، وعندما قامت منظمة التحرير الفلسطينية لم تكن غزة والضفة الغربية تحت الاحتلال.ثم قامت الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشريف.هذا كله يجب أن يسبقه إزالة المستوطنات، يجب أن يسبقه إزالة الجدار العنصري، يجب أو يسبقه الإفراج عن الأسرى والمعتقلين.هل سيحقق مؤتمر الخريف القادم شيئاً من هذا؟إسرائيل تقول الحوار بين فتح وحماس خطأ كبير؟هل تلبي لإسرائيل هذا الطلب وتجعلهم يفرحون؟ما هو البدليل لعدم الحوار، هل نتقاتل من جديد؟ ولمصلحة من؟ لا أحد سيشكك في نضالات وتضحيات الإخوة في حركة فتح، ولا الإخوة في حركة حماس، والمسيرة النضالية في كل ثورات العالم يحصل فيها أخطاء وتجاوزات، ولكنها لا تعالج بالطلاق.اليوم وقبل فوات الأوان علينا أن نغتنم الفرص ونتحاور ونحقق وحدتنا الفلسطينية ونقدم التنازلات لبعضنا البعض بكل رضا وطيبة خاطر لما فيه مصلحة الوطن.
|
آراء حرة
هل ننتظر الخريف حتى نتحاور ؟
أخبار متعلقة