جارهي خودا باخش (باكستان)/14 أكتوبر/عاصم تنوير: تجمع مئات الآلاف من أنصار رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو في بلدتها أمس السبت لإحياء الذكرى الأولى لاغتيالها. وتأتي ذكرى مقتل بوتو التي أصابت البلاد بالصدمة وأثارت عنفا استمر أياما من جانب أنصارها فيما تواجه باكستان أزمة أخرى. فالتوتر يزداد مع الهند بسبب هجمات لمتشددين الشهر الماضي في مدينة مومباي الهندية مما أجج المخاوف من حدوث صراع بين البلدين المجاورين اللذين يتمتعان بقدرة نووية. وقتلت بوتو (54 عاما) في هجوم بالبنادق والقنابل في مدينة روالبندي لدى مغادرتها تجمعا انتخابيا بعد ما يزيد على شهرين فقط من عودتها إلى البلاد من سنوات من منفاها الاختياري. وفي فبراير استفاد حزب الشعب الباكستاني الذي كانت ترأسه بوتو من موجة من التعاطف معها وفاز في الانتخابات ويرأس حاليا حكومة ائتلافية. وأصبح آصف علي زرداري زوج بوتو رئيسا للبلاد. وقال زرداري في بيان في إحياء ذكرى اغتيالها أن الهجوم على زوجته كان هجوما على حياة دولة واستهدف تقويض جهود بناء هياكل ديمقراطية وجهود محاربة التمرد. وبعد عام من اغتيالها تظل أسئلة كثيرة دون إجابة. فالتحقيقات التي أجرتها الحكومة الباكستانية السابقة والشرطة البريطانية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية اتهمت متشددين لهم صلة بتنظيم القاعدة بقتل بوتو التي كانت حليفا وثيقا للحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب. لكن كثيرين من انصار بوتو أبدوا استياء من تلك التحقيقات وانتابتهم الحيرة من سبب عدم قيام الحكومة التي يقودها حزبها بفعل شيء فعليا للوصول إلى كبد الحقيقة. وطالبت الحكومة الجديدة بلجنة تابعة للأمم المتحدة لتحقق في الاغتيال وأبدى بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس الأول الجمعة أمله في بدء التحقيق في المستقبل القريب. وقالت باكستان أنها تريد أن يحدد التحقيق «الجناة والمنفذين والمنظمين والممولين للهجوم... بهدف تقديمهم للعدالة.» ونجت بوتو من محاولة اغتيال قبل ساعات من عودتها إلى منزلها في 18 أكتوبر من العام الماضي. وقتل نحو 140 شخصا في الهجوم على موكب استقبالها في كراتشي. وتحدثت عن مؤامرات للقاعدة لقتلها. لكن كان لها أيضا أعداء في دوائر أخرى بما في ذلك من داخل أجهزة المخابرات ذات النفوذ. ودفنت بوتو في مقبرة أسرتها في قرية جارهي خودا باخش في إقليم السند بالقرب من والدها رئيس الوزراء الأسبق ذو الفقار علي بوتو الذي اعدم شنقا عام 1979 بعدما أطيح به من السلطة في انقلاب عسكري. وشددت الإجراءات الأمنية في بلدتها. وقال تنوير أودهو المسئول الكبير بالشرطة إنه جرى نشر ستة آلاف من رجال الشرطة فضلا عن مئات من قوات الأمن. وأضاف أن الكلاب البوليسية مشطت المكان الذي سيلقي فيه زرداري خطابا في وقت لاحق من اليوم أمام حشد من المؤيدين فيما وضعت كاميرات للمراقبة وأجهزة لرصد القنابل. وأوضح اودهو ان ما يصل إلى 200 ألف شخص تجمعوا لإحياء ذكرى بوتو وان كثيرا منهم احتشدوا عند ضريحها. وفي عام 1988 أصبحت خريجة جامعتي هارفارد وأكسفورد أول رئيسة وزراء مسلمة تصل إلى السلطة في انتخابات ديمقراطية بينما لم تتجاوز 35 عاما. وأطيح بها من السلطة عام 1990 لكن أعيد انتخابها عام 1993 وأطيح بها من السلطة مرة أخرى عام 1996 وسط اتهامات بالفساد قالت أن وراؤها دوافع سياسية.