اختفت قطتنا "عسلية" بشكل مفاجئ وغير متوقع، وبحثنا عنها في كل أرجاء البيت وقد عصف بنا القلق والخوف على القطة الصغيرة التي صارت في وقت قصير أحد أفراد العائلة وأحببناها حباً كبيراً كحب أحدنا للآخر وتعودنا اللعب معها واطعامها وتدليلها.. ترى اين ذهبت "عسلية"؟لم تكن هناك سوى إجابة واحدة وهي أن عسلية غادرت البيت بشكل أو بآخر ثم أضاعت الطريق فلم تستطع العودة مرة أخرى.. يا إلهي.. عندما وصلنا إلى هذا الاستنتاج خرجنا نبحث عنها في الشارع ولم يطل بنا البحث فقد شد انتباهنا مشهد مجموعة من أطفال الشارع الأشقياء يتجمعون في احد الأزقة ومعهم شيء يعبثون به.. وعندما اقتربنا منهم أكثر سمعنا مواء قطة خائفة وتتألم.. وعندما اقتربنا أكثر اكتشفنا ان هذه القطة هي قطتنا "عسلية" ولكنها كانت في حالة سيئة وبدا واضحاً أن هؤلاء الأطفال الاشرار قد عذبوها بلا رحمة وعبثوا بها كأنما يعبثون بدمية من القطن.. أسرعنا ننزعها من بين أيديهم ودخلنا معهم في معركة شرسة دفاعاً عن "عسلية" وأخذنا لها حقها ممن أساءوا إليها.. وعدنا بها إلى البيت!* أخوكم / بدرــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلقد شعرت بما حدث قبل أن يحدث.. وخطر لي أن "عسلية" ما دامت غادرت البيت فإنها بلا شك سوف تقع بين أيدي هؤلاء الأشقياء وسيعذبونها وهم يضحكون ببلاهة واستمتاع كأنهم يلعبون بكرة أوبأي شيء آخر لا روح فيه لا يشعر ولا يتألم.. وعندما رأيتهم تأكدت أن "عسلية" هي ضحيتهم الجديدة فقد سبق أن رأيت منهم مواقف مماثلة ونصحتهم وحاولت إثناءهم عن هذا النوع من التسلية لانه حرام ويغضب الله عز وجل ويتنافى مع الأخلاق الطيبة التي أهم أعمدتها الرحمة وعدم الاستقواء على حيوان ضعيف لا حول له ولا قوة ولم يؤذنا.. لكنهم كانوا في كل مرة يكررون هذه الأفعال حتى شعرت باليأس من التحدث معهم ما داموا لا يفهمون ما أقوله.. لكن أنتم بالطبع تعلمون قصة المرأة التي عذبت قطة وحبستها لأيام دون ماء ولا طعام حتى ماتت.. وعندما ماتت المرأة أدخلها الله النار بسبب ما فعلته بالقطة..! عموماً.. لقد قمنا بعلاج الجروح التي أصابت قطتنا "عسلية" وأطعمناها وأعدنا إليها الطمأنينة مرة أخرى وأعتقد أنها لن تفكر في مغادرة البيت وحدها مرة أخرى.* أخوكم/ أنيس
أسبوعيات بدر وأنيس
أخبار متعلقة