طالبت بالتركيز على إعداد زعماء العشائر ومحاربة الفساد
واشنطن/14 أكتوبر/بول إيكرت: أفاد تقرير لمؤسسة بحثية أمريكية أمس الثلاثاء بأن المساعي لتحقيق الاستقرار في أفغانستان يجب أن تركز على إعداد زعماء العشائر وتوفير تدريب أفضل للقوات والشرطة الأفغانية وحث كابول على محاربة الفساد. وتابع التقرير الذي نشره المعهد الأمريكي للسلام أنه يجب إعادة النظر في الأمن في أفغانستان للتعامل مع الإخفاقات التي حدثت خلال سبع سنوات منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. وأفاد التقرير الذي نشره المعهد الذي يحظى بتمويل من الكونجرس الأمريكي تحت عنوان «تأمين أفغانستان» إن اتجاه الإصلاح من أعلى المراتب في الدولة حتى أدناها والذي يركز على الحكومة المركزية في كابول لم ينجح لأنه يتجاهل تاريخ أفغانستان اللامركزي. واستطرد أن طبيعة أفغانستان الضعيفة والمستوى غير الملائم للقوات الدولية والتمرد الداخلي أمور تتطلب تطوير نهج يتعامل مع المشكلة من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى لمساعدة القوات الوطنية. وقال التقرير إن المجتمع الدولي عليه العمل مع زعماء العشائر والمجالس القبلية لمنحهم شرعية وتوفير خدمات وربطهم بالحكومة المركزية. وقال كاتبا التقرير كريستين فير وسيث جونز من مؤسسة راند إن هذا الاتجاه سيساعد على الأرجح على المصالحة مع القبائل والعشائر الأفغانية ومساعدتها على التحول ضد حركة طالبان. ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لن يتمكنا على الأرجح من التغلب على طالبان وجماعات المتمردين الأخرى بمفردهما لأن مهمتهما تذكي ردود فعل ضد ما ينظر إليه على أنه احتلال أجنبي. وقال التقرير «وجود المزيد من القوات الأمريكية في أفغانستان قد يكون مفيدا ولكن فقط إذا استخدمت هذه القوات لبناء القدرة الأفغانية.» وأضاف أن واشنطن التي تعتزم مضاعفة تقريبا عدد قواتها المتواجدة في أفغانستان وقوامها 37 ألفا عليها استخدام المزيد من هذه القوات لتدريب كبار الضباط في الشرطة والجيش الأفغانيين، وتابع أن على حلف الأطلسي زيادة مشاركة الأفغان بشكل مباشر في حملة التخطيط والعمليات كما أن عليه توحيد قوات الجيش والاستخبارات الأفغانية في مراكز مشتركة للعمليات. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي صرح يوم الأحد بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل اقتراحه بمشاركة كابول في مراجعة السياسة الأمريكية في أفغانستان وباكستان. ولمحاربة الفساد تحتاج الولايات المتحدة للعمل مع الحكومة الأفغانية وحث كابول على «إقالة المسئولين الحكوميين الفاسدين بمن فيهم المعنيين بتجارة المخدرات من مناصبهم ومحاكمتهم.» ونقل التقرير عن تقارير استخبارات أمريكية قولها إن تجار المخدرات دفعوا رشا لمئات من كبار ضباط الشرطة والقضاة ومسئولين أفغان آخرين. وأفاد التقرير بأن جهود محاربة الفساد يجب أن تبدأ من وزارة الداخلية حيث أعاق الفساد إصلاح الشرطة وجهود محاربة المخدرات وتأمين الحدود. وأوصى التقرير الولايات المتحدة بضرورة مواجهة كرزاي بشكل مباشر بمعلومات الاستخبارات عن مسئولين في حكومته متورطين في تجارة المخدرات ومحاولة التغلب على تقاعسه عن التعامل بشكل أكثر صرامة مع هؤلاء المسئولين.