أشرف على أكبر توسعة للحرم النبوي الشريف
مكة المكرمة/ متابعات:انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح السبت في الولايات المتحدة الأمريكية الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة إثر مرض عانى منه طويلاً .وكان الأمير عبد المجيد قد تولى العديد من المناصب القيادية ابرزها امارة منطقة مكة المكرمة قبل سبع سنوات وقبلها أميرا لمنطقة المدينة المنورة. كما سبق للأمير الراحل أن تولى إمارة تبوك، ويبلغ الامير الراحل خمسة وستين عاما، وهو الابن الثالث والثلاثين من ابناء مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود. وربما تكون الشهور الأخيرة من حياة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز هي الأهدأ في تاريخ عمله الحكومي في ختام مشوار جاوز ربع قرن من الانجاز المتواصل، فقد اعتاد السعوديون على النجاحات المتلاحقة والمشاريع الطموحة في عديد الميادين للأمير الراحل، إلا أن العارض الصحي الذي ألمّ به، وفرض عليه رحلة علاجية طويلة خارج المملكة، أخفى الحضور المتميز لأمير منطقة مكة المكرمة.وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في الرياض عقب عودته من رحلته العلاجية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، في 22 يناير من العام الجاري، قبل انتقاله إلى جدة مساء 17 فبراير الماضي، والتي رحب به فيها أهلها باستقبال شعبي أصرّ على المشاركة فيه بما عرّضه إلى الإرهاق الذي يرجح أنه ساهم في تراجع حالته الصحية من جديد، بما قاد إلى نقله إلى المستشفى للمرة الأخيرة.ولد الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في الرياض عام 1943م (1363هـ) وتعلم القرآن الكريم ومبادئ العلوم الدينية على يد الشيخ عبد الله عبد الغني خيّاط، ثم التحق بمدرسة الأنجال في الرياض، ونال الشهادتين الابتدائية والمتوسطة من معهد العاصمة النموذجي، ثم التحق بكلية العلوم البحرية العسكرية في بريطانيا عام 1954م (1374هـ).والأمير عبد المجيد هو أحد الأبناء الستة والثلاثين لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، أما والدته فهي الأميرة هيا بنت سعد السديري، وهو اصغر أشقائه، وهم الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، وعبد الإله بن عبد العزيز الذي سبق أن عمل أميراً لمنطقة القصيم، ثم أميراً لمنطقة الجوف، والأميرة نورة بنت عبد العزيز.وتزوج الأمير عبد المجيد من الأميرة سارة بنت عبد المحسن العنقري، وأنجب منها ابنه الوحيد الأمير فيصل بن عبد المجيد، وله ثلاثة أحفاد هم الأميران عبد العزيز وتركي والأميرة العنود.وتولى الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز منصبه الحكومي الأول في 19 مارس من عام 1980م (1400هـ) بموازاة تغييرات واسعة عرفتها السعودية في ذلك العام، حيث عيّن الأمير عبد المجيد أميراً لمنطقة تبوك -شمال غربي المملكة-، وساهم خلال أقل من ست سنوات في إحداث تطور عمراني في المنطقة، تمثلت أبرز مظاهره في إعادة تنظيم الشوارع، ومداخل مدينة تبوك.وفي 26 من يناير عام 1986م (1406هـ) وعلى إثر وفاة الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز (1925م-1985م) أمير منطقة المدينة المنورة، صدر أمر ملكي بتعيين الأمير عبد المجيد أميراً لمنطقة المدينة المنورة، فواكب المرحلة الأولى لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لأكبر توسعة شهدها الحرم النبوي الشريف، وتطوير المنطقة المحيطة به، وتحديث المساجد التاريخية في عاصمة الإسلام الأولى. وكان للأمير عدد من الإسهامات في تطوير المنطقة ومن ذلك إنشاء جمعية الثقافة والفنون في المدينة المنورة، والمعرض الدائم للصناعات الوطنية، وتأسيسه مهرجان المدينة للتنشيط السياحي، كما أنشأ أول جمعية خيرية بالمدينة المنورة.وفي 25 نوفمبر 1999م (1420هـ) صدر أمر ملكي بتعيين الأمير عبد المجيد أميراً لمنطقة مكة المكرمة، وقد بذل العديد من الجهود في ميادين مختلفة من أجل مواصلة التنمية في المنطقة، فبالإضافة إلى رئاسته لجنة الحج المركزية التي تشرف على الجانب التنظيمي لموسم الحج، والإسهام في تطوير البنى التحتية في المنطقة، تبنى "مشروع الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز لتوطين الوظائف". وأطلق أول مشروع لرعاية المسنين في محافظة جدة، ولجنة لتطوير خدمات الإسعاف، ورأس مجلس الفروسية في مكة المكرمة، والهيئة العليا لتطوير منطقة مكة، ومجلس تطوير الخدمات الصحية بمكة، ومجلس إدارة مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة، وترأس النادي العلمي السعودي بجدة، والذي يهدف إلى رعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين وتعزيز قدراتهم وتبني ابتكاراتهم العلمية، كما أنشأ مركز الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز للأطفال الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.إلى ذلك كان الأمير عبد المجيد رئيساً فخرياً لشركة جدة القابضة للتطوير، وجمعية أصدقاء مرضى الربو بمنطقة مكة المكرمة، ولجنة مساعدة المسجونين والمعسرين بجدة، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة.أولى الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز التطوير الاقتصادي في منطقة مكة المكرمة عناية خاصة، وساهم بصورة فاعلة في إنشاء مركز "خديجة بنت خويلد" في غرفة جدة للتجارة والصناعة المخصص لسيدات الأعمال، كما ابتكر ما أطلق عليه "الدائرة الاقتصادية بإمارة مكة المكرمة"، وتتصل هذه الدائرة بأمير المنطقة بشكل مباشر.والدائرة عبارة عن مجموعة تطوعية تتكون من نخبة من رجال الأعمال والأكاديميين المتخصصين في علمي الاقتصاد والاجتماع، وتقدم استشارات لتحسين البيئة الاستثمارية في المنطقة، بما يجعلها نقطة جذب سياحي وترفيهي وعلاجي، ومركزاً للصناعات الصغيرة والمتوسطة، ونجحت هذه الدائرة في احتضان العديد من المشروعات الاقتصادية المبتكرة، كما حرصت على دعم المبادرات الاجتماعية مثل تقديمها العون في إنشاء الجمعية السعودية لمرضى الإيدز، وتكوين مجموعة لتقييم التعليم الأهلي، ولجنة للاهتمام بقضايا الشباب كان من ابرز توصياتها السماح للشباب بدخول المراكز التجارية.وكان الأمير عبد المجيد محباً للرياضة، فبالإضافة إلى ممارسته اليومية لرياضة المشي، فإن ابرز هواياته الفروسية والسباحة ولعبة التنس، فضلاً عن الصيد بواسطة الصقور "القنص"، وهي الهواية التي كان يخصص لها عادة عشرين يوماً من شتاء كل عام.ولكن الرياضة في حياة الأمير عبد المجيد تجاوزت الهواية إلى العمل الرسمي، حيث ترأس مجلس أعضاء الشرف بنادي الوحدة بمكة المكرمة، ودعم إنشاء مشروع "ميدان جدة لسباق السيارات"، وأطلق اسمه على كأس البطولة المدرسية في منطقة مكة المكرمة. لكن ظهوره الرياضي الأبرز تم بتعيينه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز –ولي العهد آنذاك- رئيساً للجنة تطوير الرياضة وكرة القدم في السعودية، بعد الظهور المتواضع لمنتخبها في مونديال كوريا واليابان عام 2002م.