- يحرم بعض رجال الدين الاختلاط بين الرجال والنساء رغم أنها ظاهرة إنسانية وهي الأصل في الحياة الاجتماعية لم ينقضها أي دين، وبدلاً من القبول بهذه الظاهرة العادية والسهلة يلجئون الناس إلى خيارات عسيرة.. مثل الإفتاء بإرضاع الكبير، وهي حكاية ما كنت لأذكرها لولا أن بعض رجال الدين يصرون مراراً على الحديث عنها..يقولون: أنت وزوجتك قد تسكنان أخاك في نفس المنزل، ولأن أخاك يعد أجنبياً بالنسبة لزوجتك والاختلاط بينهما حرام، إذا قد يقع في الفاحشة، لذلك يجب أن تقوم زوجتك بإرضاع أخيك خمس رضعات وبهذا تصبح من محرماته.. وقد تتولى امرأة رعاية يتيم وتسكنه معها في المنزل ولكنه يظل شخصاً أجنبياً بالنسبة لها وقد يقع معها في الحرام عندما يكبر، ولكي يصبح من المحرمين عليها لابد أن ترضعه خمس رضعات.. وعندما تقول لهم لماذا تفترضون أن الناس بهيميون لدرجة الافتراض أن اليتيم سيواقع المرأة التي كفلته وتولت تربيته ولدرجة الوسوسة بأن الأخ سيواقع زوجة أخيه.. يقولون: إنه الشيطان.. ثم أن هذا هو حكم السنة.. ويستدلون بحديث إرضاع الكبير.- والحديث المنسوب للرسول بهذا الخصوص ورد كما قالوا في صحيح مسلم، حيث روت عائشة إن “سهلة بنت سهيل” قالت للرسول عليه السلام إنها ترى في وجه زوجها “أبو حذيفة من دخول مولاه سالم” أي أن سالماً كان يرتاد بيت أبي حذيفة، فقال لها الرسول:” ارضعيه” فاستغربت ذلك وقالت كيف أرضعه وهو كبير! فتبسم الرسول من رد سهلة بنت سهيل” وقال لها” قد علمت إنه كبير» !..الخلاصة إن “سهلة” كما قال صحيح مسلم ذهبت ثم عادت إلى الرسول وقالت:” لقد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة”!.. واستناداً إلى هذا الحديث يفتي هؤلاء بإرضاع الكبار.. أنت وزوجتك تقيمان في منزل ومعكما والدك.. ولان والدك يعد أجنبياً بالنسبة لزوجتك فعليها أن ترضعه لتصبح من محرماته.. أنت وزوجتك آويتما شابين فقيرين في البيت فعليها إرضاع كل واحد منهما خمس رضعات وإلا فوجودهما في البيت محرم شرعاً لأنهما خطر على زوجتك.ولكي يخفف هؤلاء عنك الصدمة التي تجدها من فتواهم هذه، يقولون لك:إرضاع زوجتك للكبار لا يكون بتمكينهم من مص ثدييها، بل تحلب حليبها إلى إناء فيشربون حليبها من ذلك الإناء!.هذه الفتوى تنسحب أيضاً على أماكن الاختلاط الأخرى.. فلكي يصبح الاختلاط بين الموظف والموظفة في مقر العمل مأموناً ، على الموظفات إرضاع الموظفين.. ويا لها من محنة.. من أين لهن حليب كفاية للعاملين معهن.. والمرأة التي ترعى المعاقين في دار الرعاية الاجتماعية عليها أن ترضع كل واحد منهم خمس رضعات أو تحلب لهم.. وإلا فوجودها بينهم حرام لأن ذلك سيؤدي إلى “الفاحشة”، والطبيب أو أي عامل في دار العجزة عليه أن يرضع من كل “عجوز” خمس رضعات لكي يصبحن من محرماته فلا يزني بهن.
أخبار متعلقة