فيما أمريكا تخفض عدد قواتها في العراق 12 إلى ألفا خلال ستة شهور
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :قالت الشرطة إن تفجيرا انتحاريا قتل 28 شخصا وأصاب 57 يوم أمس الأحد مع تجمع متطوعين خارج أكاديمية للشرطة في وسط بغداد في أول هجوم كبير خلال حوالي شهر بالعاصمة العاصمة العراقية.وقتل كثير من أفراد الشرطة والمتطوعين في الهجوم عند المدخل الخلفي لأكاديمية الشرطة الرئيسية في بغداد.وقالت الشرطة إن المفجر الانتحاري كان يرتدي سترة ناسفة ويركب دراجة بخارية ملغمة أيضا بالمتفجرات.وعقب الانفجار تناثرت الأشلاء في الموقع وجاهدت الشرطة لتحديد هوية الضحايا.وهز الانفجار العاصمة العراقية مع تراجع العنف بصورة حادة بعد سنوات من إراقة الدماء بسبب صراع طائفي وتمرد عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين عام 2003.لكن العراق ما زال مكانا خطرا وما زالت مناطق مثل مدينة الموصل الشمالية واقعة في قبضة تمرد صعب المراس. وقتل انفجار سيارة ملغومة في سوق للمواشي في جنوب العراق 12 شخصا يوم الخميس.وفي يوم 11 فبراير شباط قتل 16 شخصا وأصيب 25 حين انفجرت سيارتان ملغومتان في محطة حافلات ومنطقة سوق في بغداد.وكان المتطوعون للانضمام للشرطة هدفا رئيسيا لهجمات المسلحين منذ الغزو الأمريكي. وفي أول ديسمبر كانون الأول من العام الماضي قتل هجوم 15 من الشرطة والمتطوعين وأصاب 45 شخصا آخرين خارج نفس أكاديمية الشرطة في بغداد.وقال مسؤول بالأكاديمية «نعرف أن المتطوعين هدف مفضل بالنسبة للمفجرين الانتحاريين. نطلب منهم الحضور في مجموعات صغيرة بدلا من المجموعات الكبيرة لكنهم لا يهتمون.»وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «هذه هي النتيجة.. استطاع مفجر انتحاري الاختراق وتفجير نفسه.»وعزز العراق صفوف قوات الجيش والشرطة بمئات الألوف من الرجال في الأعوام القليلة الماضية مع سعي حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى ضمان قدرة قوات موالية على توفير الأمن في حين تستعد القوات الأمريكية لإنهاء العمليات القتالية بحلول سبتمبر أيلول 2010 .إلى ذلك قال الجيش الأمريكي يوم أمس الأحد إن الولايات المتحدة ستقلل عدد قواتها بالعراق بنحو 12 ألف جندي خلال الشهور الستة المقبلة ضمن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإنهاء العمليات القتالية في العراق في أغسطس آب عام 2010 .وتابع الجيش في بيان «لن تنشر قوات بديلة للواءين القتاليين المقرر إعادة نشرهما خلال الشهور الستة المقبلة بالإضافة إلى قوات المعاونة مثل قوات الإمداد والتموين والمهندسين وقوات الاستخبارات.»وذكر مسؤولون عسكريون أن خفض عدد الألوية القتالية الأمريكية في العراق من 14 إلى 12 سيقلل عدد القوات الأمريكية وقوامها حاليا 140 ألف جندي بنحو 12 ألفا. وعادة ما يتألف اللواء القتالي الأمريكي من نحو أربعة آلاف أو خمسة آلاف جندي.ويعتزم أوباما سحب كل القوات القتالية من العراق بحلول 31 أغسطس آب عام 2010 تاركا ما بين 35 ألف جندي و50 ألف جندي لدعم وتدريب القوات العراقية في الوقت الذي تحول فيه واشنطن تركيزها العسكري إلى أفغانستان. وأمر أوباما الشهر الماضي بإرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان للتعامل مع تزايد التمرد هناك.وبمقتضى الاتفاق الأمني الذي وقعه العراق والولايات المتحدة وبدأ سريانه في الأول من يناير كانون الثاني الماضي يتحتم على الولايات المتحدة سحب كل قواتها بنهاية عام 2011 .وقال الميجر جنرال ديفيد بركينز المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق للصحفيين في مؤتمر صحفي إنه خلال الشهور المقبلة سيغادر أيضا أربعة آلاف جندي بريطاني العراق.