الخرطوم /14 أكتوبر رويترز : حث مراقبون يوم أمس الاثنين السودان على مد فترة التصويت في أول انتخابات تعددية يشهدها السودان في 24 عاما بعد إن شابت عملية التصويت تأخيرات وخلط في بطاقات الاقتراع في الكثير من المناطق في البلاد.وبدأت يوم أمس الأول الأحد الانتخابات لاختيار رئيس للسودان ورئيس لحكومة جنوب السودان وأعضاء المجالس النيابية والولاة وستستمر لمدة ثلاثة أيام. وكان من المأمول إن تحول الانتخابات السودان من دولة تتعافى من عقود من الحرب الاهلية لدولة ديمقراطية.ولكن بعد سلسلة من المقاطعات من المعارضة فان عملية الاقتراع ستؤكد على الارجح حكم الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يتولى السلطة منذ 21 عاما وهو أول رئيس في السلطة تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه لاتهامه بجرائم حرب في اقليم دارفور.وقال مراقبو الانتخابات السودانيون ان مراكز الاقتراع في أجزاء من الشمال والعديد من مناطق الجنوب شهدت تأخيرا خطيرا يوم الاحد كما لم تبدأ عملية التصويت في بعض المناطق نتيجة تأخر وصول بطاقات الاقتراع.وقال الباقر العفيف رئيس واحدة من أكبر فرق المراقبين في السودان إنه ربما تكون هناك حاجة بحق لتمديد فترة التصويت في المناطق التي لم تصلها بطاقات الاقتراع.وأضاف أن في الجنوب نظرا لعدم وصول بطاقات الاقتراع لعدد كبير من المراكز فان التصويت لم يبدأ بعد. ورحب بدعوة الحزب الرئيسي في جنوب السودان لمد فترة الاقتراع لان كثيرين في الجنوب شبه المستقل اهدروا ساعات بحثا عن مراكز الاقتراع التي ينبغي لهم الادلاء باصواتهم بها.وأضاف سامسون كواجي مدير الحملة الانتخابية للرئيس الحالي لحكومة جنوب السودان سيلفا كير الذي من المتوقع أيضا أن يعاد انتخابه ان هناك حاجة لاربعة ايام أخرى اضافة الى الايام الثلاثة في جنوب السودان.والانتخابات والاستفتاء على استقلال جنوب السودان المقرر أن يجرى العام المقبل عنصران رئيسيان في اتفاق السلام الذي انهى عشرين عاما من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه.وانتهى اليوم الاول للاقتراع يوم الاحد دون تقارير عن احداث عنف الا ان العفيف ذكر ان من الواضح أن المفوضية القومية للانتخابات لم تكن مستعدة لبدء الانتخابات في موعدها وكان ينبغي ان تذعن لدعوات احزاب المعارضة والمراقبين بتأجيلها لفترة قصيرة لحل مشاكل لوجيستية.وكانت المشاكل متوقعة في الانتخابات المعقدة حيث يدلي الشماليون باصواتهم في ثماني بطاقات اقتراع بينما يدلي الجنوبيون بأصواتهم في 12 بطاقة وقال مراقبو الانتخابات ان حجم الاخطاء خطير.وأضاف شمس الدين ضو البيت نائب رئيس تحالف “تمام” الذي يضم أكثر من مئة جمعية اهلية تشرف على الانتخابات أنه من الواضح ان المخالفات خطيرة جدا مضيفا أن المخالفات تكررت بشكل منتظم.وذكر ممثلو المعارضة ان الاقتراع لم يبدأ في ولاية النيل الابيض امس الاحد بعد ان طبعت بطاقات الاقتراع بشكل خاطئ مرتين.وقال العفيف ان المفوضية القومية للانتخابات لم تعد الترتيبات اللازمة في الخرطوم وبعض المناطق وان التصويت لم يبدأ في الكثير من الاماكن حتى الرابعة عصرا مضيفا ان الاقتراع في انتخابات المجالس النيابية في مدينة بورسودان توقف كليا.وأضاف شهود من رويترز ان العديد من مراكز الاقتراع في الخرطوم تستخدم بطاقات اقتراع خاطئة وان البعض لم يدرك ذلك الا بعد ساعات من بداية الاقتراع. وادركت بعض المراكز الاخرى الخطأ ولكنها رفضت التوقف او تغيير البطاقات.وأشارت المفوضية لحدوث بعض لمشاكل الفنية ولكنها حملت المطابع البريطانية والجنوب افريقية مسؤولية الاخطاء وقالت ان التصويت بدأ بشكل جيد في انحاء السودان.وذكر بيان صدر في ساعة متأخرة من مساء يوم الاحد أنه سيجري تعويض ولاية النيل الابيض بساعات اقتراع اضافية في اليومين المقبلين.وتابع ان التقارير الواردة من الجنوب ودارفور ومناطق اخرى تشير إلى أن عملية الاقتراع تسير بشكل جيد بعيدا عن مثل تلك المشاكل الفنية العادية.واعلنت احزاب المعارضة الرئيسية في السودان مقاطعة الانتخابات حتى قبل أن تبدأ وأشارت الى تلاعب واسع النطاق واستمرار النزاع في دارفور. ورفضت المفوضية الاتهامات بالانحياز الى حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير.