كوالالمبور / 14 أكتوبر / رويترز:يبدو رئيس الوزراء المقبل في ماليزيا نجيب عبد الرزاق عازما على بدء إصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة في البلاد لكن التغير قد يكون بطيئا وشاقا بينما تقف ماليزيا على أعتاب واحد من أقسى الاختبارات التي واجهتها. وسيصبح نجيب رجل الاقتصاد الذي تدرب في بريطانيا سادس رئيس لوزراء ماليزيا اليوم الجمعة ليتولى مقاليد السلطة مع دخول الاقتصاد الماليزي أول ركود له في غضون عشر سنوات وبينما تواجه الحكومة احتمال فقدانها السلطة لصالح معارضة عادت بقوة. وقدم عبد الله أحمد بدوي رئيس الوزراء المنتهية ولايته خطاب استقالته للملك أمس الخميس بعد فترة قضاها في المنصب ورأى كثيرون إنها كانت ضعيفة وغير فعالة. وقال مصدر حكومي رفيع المستوى لرويترز بعدما التقى كل من عبد الله ونجيب بالملك كل على حدة أمس الخميس “سيتم تسليم السلطة وأداء رئيس الوزراء الجديد اليمين الدستوري اليوم كما هو مقرر.” وسيدفع تراجع الاستثمارات الأجنبية ووجود توترات عرقية نجيب إلى مواجهة الفساد ومراجعة سياسة عرقية جعلت السيطرة على اقتصاد البلاد في أيدي كبار رجال الأعمال من عرق المالاي. وتعهد نجيب البالغ من العمر 55 عاما بتخليص الاقتصاد الماليزي من اعتماده على الصناعات ذات العائد المنخفض وفتح قطاع الخدمات أكثر من ذلك وتضييق انقسام عرقي وديني آخذ في الاتساع. وقال مصدر لرويترز الأسبوع الماضي إن نجيب سيختار حكومته في غضون أسبوع من استلامه السلطة وسيجري إصلاحات جذرية في الشركات المتصلة بالحكومة حتى تركز بشكل أكبر على تحقيق الارباح. وسيوضع نجيب في اختبار فوري يتمثل في ثلاثة انتخابات فرعية أحدها برلمانية واثنتان في ولايتين وذلك في السابع من ابريل نيسان. ولن تغير نتيجة هذه الانتخابات من ميزان السلطة في البرلمان لكنها لا تزال مهمة بعدما قاد نجيب الائتلاف الحاكم إلى الهزيمة في اثنتين من الانتخابات الفرعية في الاونة الاخيرة. ويواجه نجيب معارضة آخذة في الاشتداد وهناك مخاوف من قمع المعارضين السياسيين بقبضة من حديد. ومنعت مواقع تابعة للمعارضة على شبكة الانترنت الاسبوع الماضي من تغطية الاجتماع السنوي للحزب السياسي الرئيسي في البلاد. واتهم نائب معارض ومدون مشهور بالدعوة للعصيان كما حظرت صحيفتان للمعارضة. وقال ليم كيت سيانج وهو قيادي في المعارضة “تلقى اللائمة بالفعل على نجيب في تحويل المناخ السياسي في البلاد بسرعة إلى مشهد كئيب ومظلم بشكل متزايد كما أن هناك تساؤلات كبيرة حول ملاءمته للمنصب ونزاهته وشرعيته.” وأمام نجيب على المدى البعيد مهمة مراجعة سياسة امتدت لعقود تميز المالاي في الوظائف والتعليم وقطاع الأعمال دون أن يغضب ذلك القاعدة الشعبية الرئيسية للحزب الحاكم.
أخبار متعلقة