مدارات
محمد الأميريبدأ فخامة رئيس الجمهورية الاخ علي عبدالله صالح اليوم زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية إثر دعوة تلقاها من فخامة الرئيس الصيني هوجين تاو.ويذهب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الى جمهورية الصين حاملا بين كتفيه ماتكتنزه اليمن من موروث حضاري ثري وعريق مكنها من تشييد اعرق الحضارات التي استطاعت بناء جسور من التواصل الحضاري البناء مع مختلف الحضارات الانسانية.كما ان فخامته يطل على الصين التي تعد من اقدم الحضارات الانسانية. وهنا فان الالتقاء بين ابناء الحضارات العلمية الكبرى يحمل اكبر الاثر في النفوس اليوم ويدفع الى العمل بطموح حقيقي ومثابرة اكيدة لخلق علاقات وثيقة للتطور والنماء.وفيما شهدت علاقات البلدين تطورا وتناميا وتفردا متميزا وملحوظا تأتي الزيارة الرسمية للصين اليوم وقد تمكنت الجمهورية اليمنية من توطيد علاقاتها الدولية على اوسع نطاق منطلقة في تعاملها وعلاقاتها على المرونة والانفتاح والواقعية واحترام المواثيق التي تعتمدها الديبلوماسية اليمنية وقد اثرت تأثيرا ايجابيا مكنها من الانتشار والفاعلية وتوثيق الصلات مع معظم دول العالم حتى صارت الجمهورية اليمنية من الدول القلائل التي لايوجد لها اعداء في العالم الا بقدر مايمس الامن القومي الجماعي.وبالمقابل فان جمهورية الصين الشعبية والجمهورية اليمنية تشتركان في العديد من القضايا لاسيما النظرة العادلة إزاء الكثير من المسائل السياسية الشائكة.وفي هذا الاطار فان علاقاتهما الوثيقة التي جاوزت العقود الخمسة حملت الكثير من التعاون المشترك بينهما.وقد قامت جمهورية الصين الشعبية بالعديد من المشاريع التنموية والانشطة الاقتصادية في اليمن. وساعدت اليمن في تجاوز عدد من المحن الاقتصادية كما ساندت الجمهورية اليمنية سياسيا خلال محنة الحرب للدفاع عن الوحدة اليمنية في العام 1994م.كما ان اليمن بعد ان وصلت اليوم الى دولة يحسب لها حساب على المستوى الاقليمي والعربي والاسلامي وفي كل المحافل الدولية والعالمية.ماكان ليتحقق لولا تضافر عوامل كثيرة جرى لها التخطيط بعناية وحنكة ودراية.فالزيارة الرسمية لفخامة الرئيس الاخ علي عبدالله صالح الى جمهورية الصين الشعبية تأتي في ظل التطورات الدولية المتسارعة التي يشهدها العالم والتي تمثل تحديا لاغلب دول العالم وتمثل فيما تمثله تحديا كبيرا لليمن.لذا فلا مناص للقيادة السياسية الحكيمة التي ترى انه يجب مواجهة هذه التحديات والتفاعل الايجابي معها.وهو الامر الذي يفرض على الجمهورية اليمنية ضرورة الانخراط مع كل قضايا المجتمع واقامة علاقات متوازنة مع جميع الفاعلين على الساحة الدولية.وبدون شك فان التوجهات الليبرالية السياسية والاقتصادية التي تشهدها اليمن منذ قيام الجمهورية اليمنية وبصورة اخص منذ العام 1994م.واثمرت توجهات القيادة السياسية الحكيمة مصداقية ترسخت في المحيط الدولي المعاصر حتى اصبحت القيادة السياسية وتوجهاتها الديبلوماسية المرنة الحكيمة محل احترام وتقدير في كل الاوساط كونها تعبر عن فهم عميق لخصائص المجتمع الدولي في التعاون المتبادل والشركة الاقتصادية القائمة على تبادل المنافع.وباتت الجمهورية اليمنية شريكة رئيسية في الترويج للقيم الديمقراطية والحكم الرشيد بعد ان ترسخت فيها مبادرات الاصلاح والتنمية والديمقراطية وتجتذب اليمن اليوم اهتماما دوليا ملحوظا باعتبارها من الديمقراطيات ذات التجربة الناجحة.وتمثل الدعوة التي تلقاها فخامة الرئيس الاخ علي عبدالله صالح من فخامة الرئيس هوجين تاو رئيس جمهورية الصين الشعبية عملا بما تقدم وقد حققت العلاقات بينهما نمواً متسارعاً ونتائج ايجابية ملحوظة.وبما للزيارة من اهمية كبرى في توسيع آفاق التعاون المشترك فقد حرصت كل من اليمن والصين للاستفادة من مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.وقد كان للسياسة الخارجية اليمنية الواقعية المتوازنة اثرها الكبير في خدمة مصالحها الوطنية مما انعكس بوضوح على المردودات الاقتصادية والمالية التي رفدت مسيرة التنمية بمصادر تمويل يعتد به وهو مايمثل هنا هذا التنوع الذي تميز به الوفد المرافق من رجال المال والاعمال لفخامة الاخ الرئيس.فالحكومة اليمنية اعتمدت سياسة اقتصادية منفتحة تقوم على اساس تشجيع آلية السوق وتحرير الاقتصاد اليمني من كافة القيود والمعوقات التي تعترض سير تطوره.وهو ما جعل اليمن يشهد تدفقا ملحوظا للاستثمارات منذ منتصف التسعينات مما يؤكد ماعكسته هذه السياسة الحكيمة من ثقة المجتمع الدولي باستقرار الاوضاع الاقتصادية اليمنية وتتم الزيارة الرسمية بثقة واحترام متبادل بين القيادتين والشعبين.