بعض المتشردين من الهجمات المتبادلة بين الجيش السيرلانكي والمتمردين التاميل
كولومبو/14 أكتوبر/رانجا سيريلال: ذكرت الأمم المتحدة إن الهجوم الذي شهدته سريلانكا في مطلع الأسبوع وأسفر عن مقتل المئات هو حمام الدم الذي كانت تخشاه في حين تبادل المتمردون والحكومة الاتهامات قبل محادثات يجريها مجلس الأمن بشأن الحرب. وفي أحدث هجوم على المدنيين المحاصرين داخل منطقة الحرب ترددت أنباء عن مقتل مئات على الأقل أمس الأول الأحد في هجوم بالمدفعية استهدف منطقة تقل مساحتها عن خمسة كيلومترات مربعة ما زال يسيطر عليها المتمردون. وذكر جوردون ويس المتحدث باسم الأمم المتحدة «ظللنا نحذر كثيرا من وقوع حمام دم ويبدو أن قتل المدنيين على نطاق كبير بما في ذلك مقتل أكثر من 100 طفل مطلع هذا الأسبوع يظهر أن حمام الدم أصبح حقيقة.» وألقى المتمردون باللوم على الحكومة التي قالت إن جبهة نمور تحرير تاميل إيلام أطلقت النار على المدنيين الذين احتجزتهم رهائن لشهور في خطوة أخيرة لحشد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة من أجل تجنب الهزيمة. والحصول على صورة واضحة لما يحدث في منطقة الحرب أشبه بالمستحيل لأنها مغلقة أمام الأجانب كما أن الموجودين داخلها يواجهون ضغوطا تمارس عادة تحت تهديد السلاح. وأشار دبلوماسيون ومسئولون إلى إن من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا آخر غير رسمي لبحث شؤون سريلانكا في نيويورك ومن المنتظر حضور وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا اللذين زارا سريلانكا في نهاية ابريل. وهناك انقسام داخل المجلس حول ما إذا كان يتعين رفع المباحثات الخاصة بسريلانكا إلى المستوى الرسمي حيث يمكن بناء على ذلك اتخاذ إجراءات. وتدعو الولايات المتحدة وبريطانيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في حين تعارض روسيا والصين ذلك. ونقلت صحيفة ذي آيلاند اليومية عن وزير الدفاع السريلانكي جوتابايا راجاباكسا قوله إن المتمردين اختاروا توقيت الهجوم بحيث يأتي قبل اجتماع مجلس الأمن. ودعت جبهة نمور تحرير تاميل إيلام إلى هدنة وتدخل خارجي بينما تمكن الجيش من محاصرة مقاتليها في شريط ساحلي ضيق. واستبعدت سريلانكا أي هدنة قائلة إن مثل هذه الخطوة ستتيح للمتمردين فرصة أخرى لإعادة التسلح كما حدث من قبل. وتحث الأمم المتحدة منذ شهور على ضبط النفس وحذرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان من أن الطرفين قد يتهمان بارتكاب جرائم حرب وهو ما ينفي كل طرف ضلوعه فيها. وأوضح موقع موال للمتمردين التاميل على الانترنت أمس الاثنين إن أكثر من 3200 شخص قتلوا وذلك نقلا عن رئيس منظمة إعادة تأهيل التاميل وهي جماعة إغاثة تسيطر عليها الجبهة. ودفع الهجوم آلاف التاميل في كندا إلى سد طريق سريع احتجاجا على تلك الأحداث. ونوه الموقع إنه تم إحصاء 1200 جثة على الأقل وإن «أوساطا سياسية في كولومبو» تلقي باللوم على الهند. وأضاف الموقع «يعتقد أن القتل على نطاق واسع كان نتيجة ترتبت على حث الهند كولومبو على إنهاء الحرب قبل تغيير الحكومة.» وتمثل الحرب في سريلانكا قضية حاسمة في الانتخابات التي تجرى في ولاية تاميل نادو التي تسكنها أغلبية من التاميل والتي يرغب حزب المؤتمر الحاكم في الهند في الإبقاء على سلطته بها خلال الانتخابات التي تجرى يوم الأربعاء في حين يسعى السياسيون هناك لإقامة دولة مستقلة للتاميل في سريلانكا.