الموصل (العراق) / 14 أكتوبر / رويترز:تجرى انتخابات في غضون يومين في نينوى المحافظة العراقية الأكثر عنفا وآخر معاقل تنظيم القاعدة وجماعات متمردة أخرى مما قد يجلب السلام أو الصراع مجددا بين العرب والأكراد.ويصوت العراقيون يوم غد السبت للمرة الأولى منذ عام 2005 في انتخابات محافظات من المرجح أن تعيد رسم الخريطة السياسية بعد قرابة ست سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وما سببه من أعمال عنف رهيبة.وتشتد المنافسة في المحافظة الواقعة شمال العراق والتي تعتبر ساحة للمعركة بين جماعات عرقية ودينية متنافسة. وتعيش في نينوى أغلبية من العرب السنة لكن الأكراد يدعون أحقيتهم في جزء فيها.وقاطع العرب السنة انتخابات المحافظات الأخيرة عام 2005 ليحصلوا على عشرة فقط من بين مقاعد مجلس نينوى البالغ عددها 41 مقعدا على الرغم من أنهم يشكلون نسبة 60 في المائة من سكان المحافظة. ويسيطر الأكراد على 30 مقعدا على الرغم من أنهم لا يمثلون سوى ربع عدد السكان.وساعد عدم التناسب على تأجيج حركة تمرد من قبل السنة الذين كانوا يسيطرون على العراق أثناء حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ومن المتوقع أن يشارك السنة بأعداد كبيرة في انتخابات بعد غد لاختيار أعضاء لمجلس المحافظة الذي يضم 37 مقعدا تجرى عليها المنافسة هذه المرة.وقال محمد شاكر مسؤول الحزب الإسلامي العراقي في نينوى للصحفيين في مدينة الموصل عاصمة المحافظة والتي شهدت أعمال عنف إن السنة في نينوى سيشاركون لأنهم يرون المشاكل التي نشأت عن عدم مشاركتهم المرة الأخيرة.وأضاف أن السنة يتمنون أن يصبح المجلس هذه المرة أكثر تمثيلا للجماعات الدينية والعرقية في المحافظة.ويتصاعد التوتر بين الأكراد والعرب في العراق في الوقت الذي تتراجع فيه وتيرة أعمال العنف الطائفي بين السنة والشيعة.وبينما يعيش معظم العراق أفضل سنواته من الناحية الأمنية منذ سنوات تكافح الموصل ونينوى للتخلص من حركة تمرد قوية. وقتل مسلحون اثنين من المرشحين هناك.وأعادت القاعدة تجمعها هناك عام 2007 بعد طردها من معاقلها السابقة في بغداد وغرب العراق.وقال الميجر كارل نيل رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية في نينوى «نتوقع أن تحاول القاعدة إثارة العنف للتسبب في إعاقة الانتخابات. الموصل هي آخر معقل للقاعدة.»ويقول مسؤولون إن حظر حركة السيارات سيمنع هجمات السيارات الملغومة لكن الانتحاريين قد يحاولون استهداف مراكز الاقتراع.وقد يدخل مثل هذا الأمر الجيش الأمريكي في ورطة لأنه يجب أن يبقى بعيدا عن الانتخابات لكن لا تزال هناك حاجة إليه لنشر الأمن كما أن سياراته المصفحة هي الوسيلة الوحيدة لتأمين حركة مراقبي الانتخابات في المحافظة.ويقول مسؤولون أمريكيون أن هناك 12 جماعة أخرى غير القاعدة تحارب في نينوى بينها الكثير من القوميين العلمانيين أو فلول حزب البعث الذي ترأسه صدام.وقال نيل إن هذه الجماعات قد لا تفعل شيئا حتى لا تظهر وكأنها تحبط عودة السلطة إلى العرب السنة في نينوى.ومن بين الأحزاب التي تسعى لتحقيق نجاح في هذه الانتخابات حزب الحدباء الجديد الذي يشمل بعثيين سابقين. ويرفض أثيل النجيفي رئيس الحزب وهو بعثي سابق الاحتلال الأمريكي وكذلك أعمال العنف.ويتهم النجيفي مقاتلي البشمركة الكردية بترويع الناخبين وقال انه عندما يدرك الأكراد أنه يفقدون سيطرتهم لن يصبحوا عقلانيين وسوف يريدون البقاء في السلطة.وحاولت أقليات أصغر مثل المسيحيين واليزيديين البقاء على الحياد لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين لدعم أي جهة تستطيع توفير الحماية لهم.وسوف يتعين على الفائز في الانتخابات إعادة بناء مدينة الموصل التي تهدمت ويعيش فيها ثلثا سكان نينوى البالغ عددهم 2.6 مليون شخص. وأدى القتال إلى تسوية منازل بالأرض كما شحت الكهرباء وتسربت مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى نهر دجلة وتنامت البطالة.وقال شاكر أن العنف نتيجة للبطالة. وأضاف أن الشخص الذي لا يعمل وليس لديه غذاء ولا ملابس لن يتصرف كانسان وإنما كوحش وأن هذا هو ما حدث.