عمران / سبأ:أكد الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء دور الفعاليات التوعوية في التذكير بأهمية ودور المياه في الحفاظ على الحياة البشرية والزراعية والحيوانية.وقال خلال حضوره الاحتفال بيوم تدشين عام المياه بمحافظة عمران أمس:” إن وضع الموارد المائية في بلادنا بشكل عام ومياه الصرف الصحي بشكل خاص يتطلب توسيع وتعميق تطبيق مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المائية”.وأضاف:” أن هذا يتطلب مشاركة جميع الأطراف المعنية الحكومية وغير الحكومية والمجتمعات المحلية ممثلة بالمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني التي ينبغي أن تساهم في تخطيط وإدارة الموارد المائية على مستوى كل حوض ومنطقة مائية ونشر التوعية المجتمعية عبر مختلف الوسائل الإعلامية والتربوية والتعليمية والثقافية حول أهمية ترشيد استخدامات الموارد المائية وحمايتها من الاستنزاف والتلوث”.وأوضح رئيس الوزراء أن الهدف من الاحتفال بعام المياه هو لتسليط الضوء على أهمية توفير مياه الشرب النقية في الحضر والريف وتحسين خدمات الصرف الصحي لتوفير بيئة صحية سليمة للمجتمعات البشرية والتجمعات السكانية.. مؤكدا أن ذلك سيعزز من جهود التنمية المستدامة والحد من الأمراض التي تنقل عن طريق المياه غير المعالجة صحيا وتحسين الظروف الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجميع السكان.وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذا اليوم يركز على قضايا الصرف الصحي على مستوى مختلف بلدان العالم حيث سمي هذا العام بالعام الدولي للصرف الصحي ضمن أنشطة اليوم العالمي للمياه.وأكد انه وفي إطار اهتمام الدولة والحكومة بالموارد المائية كثروة وطنية هامة ومصدر أساسي واستراتيجي لتحسين ظروف المواطنين الصحية والاقتصادية والاجتماعية وتوفير الغذاء قامت الحكومة ممثلة بوزارة المياه والبيئة والهيئة العامة للموارد المائية بالعمل على إصدار العديد من التشريعات والقوانين وأهمها قانون المياه ولائحته التنفيذية ووضع الاستراتيجيات والسياسات الوطنية وكذا إعداد الخطط المائية التفصيلية لتطبيق القوانين المتعلقة بالحد من الحفر العشوائي واستنزاف الموارد المائية.وأشار إلى ضرورة تكاتف جميع الأطراف وبذل مزيد من الجهود لتحقيق التنمية المستدامة للموارد المائية وتوفير المياه الصحية والنقية للمواطنين في الحضر والريف وبذل الجهود المكثفة لتوفير الأمن الغذائي على مستوى الوطن اليمني.وثمن رئيس الوزراء في ختام حديثه جهود المنظمين والمعدين لهذه الاحتفالية وفي مقدمتهم وزير المياه والبيئة عبدالرحمن فضل الارياني ورئيس الهيئة العامة للموارد المائية وكذا جهود محافظ محافظة عمران نعمان دويد المبذولة لتحسين الوضع المائي لأبناء المحافظة ومديرياتها ومبادرة المحافظ بإعلانه عام 2008م عاما للمياه في محافظة عمران.من جانبه تطرق وزير المياه والبيئه المهندس عبد الرحمن فضل الارياني إلى أزمة المياه التي تعانيها اليمن على مستوى عدد من الاحواض والمناطق المائية.. مشيرا الى ان هذه الازمة لم تكن وليدة اللحظة أو الصدفة وإنما جاءت نتيجة للاستنزاف والهدر المائي الذي مورس على مدار السنوات الماضية بداية من عقد السبعينات من القرن الماضي.وقال” سبب هذا الاستنزاف والهدر أحدث خللاً في الميزان المائي خصوصا وأن كميات المياه المسحوبة من الاحواض لاتتساوى مع كميات مياه التغذية للأحواض”.ولفت وزير المياه إلى أن اليمن من الدول التي تقع ضمن خط الفقر المائي الذي حددته معايير الامم المتحدة بالف متر مكعب من المياه للفرد الواحد بينما لايصل في اليمن نصيب الفرد من المياه إلى 130 متراً مكعباً .ودعا المواطنين والجهات ذات العلاقة لاستلهام مضامين ديننا الاسلامي الحنيف الذي يحرم التبذير والعبث بالمياه لما لها من أهمية ترتكز على اساسها قيام الحياة وبقائها.وأضاف “ إننا مسئولون أمام الاجيال القادمة عن توفير المياه الصالحة كما ونوعا ولن يتأتى ذلك إلا بترشيد الاستخدام والحد من الاستنزاف العبثي والجائر للمياه في صورة من التضامن المجتمعي الذي يضم شرائح المجتمع الزراعي والتجاري والصناعي”.ولفت الارياني إلى أن إقامة مثل هذه الفعاليات الوطنية التي تعنى بالمياه تعكس مدى اهتمام وحرص الدولة ممثلة بالحكومة في وضع سياسات تضمن الحفاظ على المياه المخزونة في الأحواض والتفكير في خلق روافد مائية جديدة لزيادة منسوب المياه فيها”.وكان محافظ عمران نعمان احمد دويد قد القي كلمة أشار فيها إلى أن فكرة إعلان عام المياه بالمحافظة تهدف إلى استكمال جميع المشاريع المتعثرة ووضع إستراتيجية للمشاريع المستقبلية بما فيها مشاريع السدود والحواجز الإستراتيجية ووضع الآليات والضوابط لحماية حوض عمران والحفاظ على المياه فيه.. مؤكدا أنه ومنذ الوهلة الأولى لإعلان عام 2008م عاما للمياه بمحافظة عمران سيتحتم علينا جميعا العمل الجاد والمسئول على تعميق ثقافة الحفاظ على المياه وتبني سلوكيات ايجابية تجاه استخدامات المياه من شأنها الإسهام في الحد من استنزاف المياه والعبث بها بهدف الحفاظ على الحياة البشرية والبيئية وبما يضمن تنمية مستدامة وآمنة.ودعا دويد الفعاليات الرسمية والشعبية لاستلهام معاني ودلالات الاحتفال باليوم العالمي للمياه والاستفادة منها في تنفيذ المهام والأنشطة المناطة في إطار ورشة عمل كبيرة تعمل على تحقيق أهداف وغايات التنمية المائية بالمحافظة، بالتوازي مع أنشطة وجهود مماثلة في متابعة تنفيذ المشاريع المتعثرة في المجالات الخدمية الاخرى من طرقات وكهرباء وصرف صحي وغيرها.وأشاد بدور الحكومة ممثلة بوزارة المياه وكذا جهود المنظمات المانحة والسلطة المحلية في إنجاح فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمياه وتدشين عام المياه بمحافظة عمران.وكانت كلمة ممثل الأمم المتحدة هاشم الشامي قد استعرضت الهموم الدولية حول مشكلة المياه واستنزافها وطرق مواجهة المشكلة والحد من تفاقمها على طريق تحقيق الأمن المائي العالمي ..منوها إلى أن يوم المياه العالمي الذي يتلازم مع يوم صحة المياه والصرف الصحي يشير إلى أن هناك فرداً واحداً من بين ثلاثة أفراد لايتحصلون على مياه نقية وصالحة وأن هناك طفلاً يموت في كل عشرين دقيقة وحوالي بليونين و600 مليون نسمة في العالم يعانون نقص المياه وسوء الصرف الصحي ويؤثر عليهم سلبا ندرة المياه في الحياة اليومية .وقدم في الحفل الذي حضره وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال الجبري وأمين عام المجلس المحلي للمحافظة صالح المخلوس ووكلاء المحافظة يحيى غوبر وصالح ابو عوجاء وجليدان محمود جليدان والوكيل المساعد رئيس لجنة الاحتفال باكر علي باكر ومدير أمن المحافظة العميد طاهر الأشول اوبريت بعنوان رسالة الحياة تضمن استعراضات شبابية جسدت مراحل بناء الحضارة اليمنية القائمة على نعمة المياه والأثر السلبي للاستخدامات الخاطئة للمياه في المنازل والري الزراعي ومعاناة المجتمع عند شحة المياه.وتضمنت فقرات الحفل استعراضا مصورا للوضع المائي بحوض عمران ومؤشرات سحب المياه فيه التي تقدر بأكثر من 75 مليون متر مكعب في السنة ومناسيب التغذية المطرية التي تقدر بحوالي 5 في المائة من إجمالي الاستنزاف وأساليب المعالجات الحديثة للخروج من أزمة المياه.وكان الأخ رئيس الوزراء ومرافقوه قد افتتحوا المعرض الفني الذي أقيم بالمناسبة وتضمن صواًر ومجسمات وخرائط وملصقات توعوية ومجسمات لأحياء برية وخامات بيئية ونشرات ومطبوعات واحصائيات توعوية رقمية جميعها تهدف إلى تكوين ثقافة عامة حول طرق استخدام المياه ومخاطر استنزافها العشوائي، كما سيتخلل المعرض الذي سيستمر أسبوعاً العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة اليومية، بهدف توعية الزائرين بأهمية الحفاظ على المياه وواجبهم تجاه الحد من الاستنزاف العشوائي للمياه.