يصادف الثالث من مايو من كل عام ..
صنعاء / سبأ : عبداللطيف السليماني احتفل الصحافيون في جميع أنحاء العالم أمس الأربعاء بالذكرى السادسة عشرة ليوم الصحافة العالمي، والذي اتخذ كمناسبة دولية سنوية لتذكير المجتمع الدولي بحقوق الصحافيين والصحافة والكتاب في التعبير الحر ونشر المعلومات وحقائق الأحداث والقضايا بحرية كاملة من دون مصادرة أو تعديل ما دامت تتوخى الصدق أو الحياد الموضوعي خدمة للرأي العام وتأمين حقه في الحصول على تلك المعلومات والحقائق المتعلقة بالأحداث والقضايا الدولية كالحروب والنزاعات الإقليمية والدولية وما يرتبط بها من صراعات ومواقف وسياسات فيما بين الدول والقوى العظمى.ويأتي الاحتفال بهذا اليوم تتويجا لمطالبات ونضالات صحفيي العالم من اجل صحافة حرة وحماية حقيقية للصحفي وحق الإعلام والمعرفة للجماهير.وجاءت فكرة الاحتفال العالمي بحرية الصحافة تنفيذا لإعلان ممثلي الصحافة الأفريقية المستقلة في اجتماع عقدوه في مدينة وندهوك في نامبيا في 3 مايو عام 1991م .وقد أكد الإعلان أن تعزيز صحافة مستقلة وحرة وتعددية أمر لا غنى عنه لتقدم وتنمية الديمقراطية في أي بلد كان , وقد أيدت الدول الأعضاء في منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) الإعلان وأقرت ذكرى إعلان وندهوك في الثالث من مايو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة , مؤكدة أن الصحافة الحرة والمستقلة هي عنصر أساسي في بناء أي مجتمع ديمقراطي وتدخل ضمن بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.وفي 3 مايو من كل سنة يخلد المجتمع الدولي اليوم العالمي لحرية الصحافة التي تعد المحك الأول لجميع الحريات الأخرى , وأي انتهاك لهذه الحرية يعتبر المؤشر الأول إلى التعدي على الحريات كلها , وحرية الصحافة هي جهاز الإنذار المبكر لأي خلل في السلطة أو المجتمع ومن هنا اكتسبت صفة السلطة الرابعة.وقد سجلت العديد من المناطق عبر العالم خاصة تلك التي تعرف نزاعات وصراعات مسلحة، تجاوزات خطيرة استهدفت حياة صحافيات وصحفيين من جراء القمع والتقتيل مع سبق الإصرار، وتأتي في مقدمة هذه المناطق العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها من البلدان.فقد قتل في العام الماضي 47 صحافيا أثناء أداء مهامهم حوالي 75 منهم اغتيلوا لإسكات انتقادهم أو لمعاقبتهم لأدائهم عملهم , وقتل حوالي 22 منهم في العراق، معظمهم من العراقيين خلال ممارستهم لمهنتهم , يليه الفلبين التي قتل بها أربعة صحفيين فقط , ورغم أن العدد الإجمالي تراجع مقارنة مع عام 2004 الذي شهد 57 قتيلا الا انه يبقى اعلى من متوسط رقم الـ 34 الذي أحصته سنويا لجنة حماية الصحافيين خلال العقد المنصرم. وافاد التقرير السنوي للجنة الذي نشر في الثالث من يناير 2006م في نيويورك، ان الكثير من الصحافيين فقدوا حياتهم لمجرد انهم كانوا يؤدون عملهم وان الحكومات لا تتحرك لتتحمل مسؤولية ذلك.وقالت مديرة اللجنة آن كوبر" ان "ثلاثة صحافيين من اصل اربعة عبر العالم وقعوا ضحية قتل فيما نادرا ما يحال قتلتهم الى العدالة".ففي العراق على سبيل المثال، تعرض 70 من الصحافيين للقتل فيما قتلت غالبيتهم خلال السنتين الماضيتين في تبادل لاطلاق النار اواشتباكات، وخطف ثمانية صحافيين على الاقل وقتلوا في العراق عام 2005 مقابل واحد عام 2004.ومنذ غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في مارس 2003 قتل 60 صحفيا، وكان السبب الرئيسي للوفيات في عامي 2003 و 2004 هو إصابات مفاجئة خلال معارك بالبنادق.. وقالت لجنة حماية الصحفيين إن نيران القوات الامريكية قتلت حتى الان 13 صحفيا منذ مارس 2003.وبعد العراق، تحتل الفلبين المرتبة الثانية من حيث الخطر على حياة الصحافيين مع مقتل اربعة صحافيين فيها في 2005، كما قتل 12 صحفيا في كولومبيا وهايتي والمكسيك والبرازيل.. وأوضح التقرير الاتحاد الدولي للصحافيين أن 61 قتيلا على الاقل من الاعلاميين لقوا حتفهم نتيجة حوادث لا جرائم قتل متعمدة وكانت أسوأ الحوادث تحطم طائرة عسكرية ايرانية في طهران يوم السادس من ديسمبر 2005م والتي قتل فيها 48 صحفيا واعلاميا, وثلاثة في الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب آسيا في الثامن من اكتوبر2005م.كما ازداد عدد الصحافيين الذين سجنوا، حيث بلغ عددهم 125 صحافياً في 24 دولة، وأوضحت اللجنة أن الولايات المتحدة التي تحتجز صحافيين في سجون في العراق وفي غوانتانامو، أصبحت في المرتبة السادسة بين الدول التي تحتجز صحافيين، خلف أوزبكستان، وفي المرتبة نفسها مع بورما. وهناك عدد من الجوائز الاقليمية والعالمية الخاصة بالعمل الصحفي، ومنها جائزة الصحافة العربية التي تصدر من دولة الامارات العربية المتحدة، ويشارك في تسليمها نخبة من رؤساء التحرير وكبار الإعلاميين والكتاب من كافة أرجاء الوطن العربي. وقد اقيم حفل توزيع جوائز الصحافة العربية في 26 ابريل الماضي، كرم خلالها شهداء الإعلام في عام 2005، حيث تم تكريم أسر الشهداء جبران التويني، سمير قصير وأطوار بهجت، كما كرم الإعلاميان جواد كاظم ومي شدياق اللذين تعرضاً لإصابات خطيرة. اما جائزة الصحافة العالمية فهي جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة، والتي تأسست عام 1997، وتحمل اسم الصحافي والناشر الكولومبي غييرمو كانو الذي اغتيل بسبب نشره معلومات عن اقطاب المخدرات في بلاده.. ويجري الترشيح للفوز بها من الدول الاعضاء او منظمات مهنية اقليمية او دولية، تعمل في مجال الدفاع عن حرية التعبير.وقد اعلنت الامم المتحدة في 28 مارس 2006 اختيار الصحافية اللبنانية، مي شدياق، التي تعرضت في سبتمبر 2005 لعمل ارهابي افقدها يدها وساقها، للفوز بالجائزة العالمية لحرية الصحافة، للعام 2006، وجاء ذلك بقرار من مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، بناء على توصية من لجنة تحكيم دولية لهذه الجائزة تضم أعضاء من مختلف أنحاء العالم، وستسلم الجائزة في اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 مايو في العاصمة السريلانكية، كولومبو، وتبلغ قيمتها 25 الف دولار.ومن الجوائز العالمية للصحافة، جائزة بيوليتزر الامريكية للصحافة، والتي تُمنح لتكريم الإنجازات في مجالي الصحافة والفنون والآداب، وتعتبر أعلى جائزة في الصحافة المطبوعة وتشرف على منحها جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، وتقسم الجائزة على 21 مجالا من مجالات الصحافة المكتوبة، أما جائزة بولتيرز في مجال الخدمة العامة فتمنح في العادة للصحف وليس للأشخاص، وقد بدأت الجائزة في أوائل القرن العشرين بوصية من جوزيف بيوليتزر وكان من كبار أصحاب دور النشر في ذاك الوقت.